لم تنم الليل بعض وسائل الاعلام العربي وفراخها الصغار من اتباع الاعلام الذي يحسب ظلما عراقيا الا بعد ان تناقلت بطريقة هستيرية تدعوا للرأفة الممزوجة بالاستخفاف وهي تنشر وثائق موقع quot; ويكيليكس quot; !! وهذا الحرص الهستيري ليس على ارواح عشرات الالوف من العراقيين الذين تم استهدافهم واراقة دمائهم بسبب الاستهداف الطائفي لبهائم القاعدة ودعمهم المكشوف من الخارج بكل انواع الدعم اللوجستي والمادي والاعلامي ومع تزويدهم بالفتاوى التكفيرية بحق الغالبية الساحقة الشعب العراقي الذي تمثله الشيعة العراقيين العرب. بل ان هذه الهستيرية الاعلامية العربية جاءت في محاولة فاشلة مسبقا لتسخر حسابات محلية امريكية داخلية في شأن عراقي داخلي، فانطلقت اصوات الهستيريين وهم يلهثون ليتم انتقاء سطور بسيطة وكلمات متقاطعة من ملايين الاسطر ومئات الالوف من الوثائق فقط لاجل اغتيال المالكي ووضع العقبة الاخيره امامه بعد ان لاحت فرصته الكبيرة في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وهو بذلك يسجل صفعة تاريخة كبرى لمليارات النفط والدعم الاعلامي الذي حاول خلال الانتخابات الاخيرة وبعدها قلب طاولة الجغرافية والتاريخ والواقع العراقي بما يعيد عقارب الساعة الى الوراء.
ان اكبر واعظم التهم التي وجهت الى السيد نوري المالكي هي وكما جاءت نصا بالتقرير quot; في عام 2009 أمر المالكي باعتقال خمسة من كبار ضباط الشرطة العراقية و جميعهم من السنة quot; ومثل هكذا خبر يعتبر فعلا انجاز عظيم للمالكي العراقي الوطني رئيس الحكومة العراقية، والاسباب كثيرة لكن أهمها اولا.. انه اعتراف صريح من هذا الاعلام العربي الطائفي المطبل بان الكثافة القيادية في الاجهزة الامنية فيها حصة واضحة للسنة العرب وهذا يناقض كل تطبيلهم السابق الذي يدعي أبعاد المالكي للسنة العرب من المواقع القيادية والامنية!! وثانيا وهذا الاهم ان طريقة وأليات اعتقال هولاء الضباط الكبار تمت بطريقة مهنية وقانونية لانها جاءت بامر من القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحكومة العراقية ولن تاتي عن طريق أحد ابناء المالكي او احد اقربائه او افراد حزبه او افراد حمايته الشخصية او سكرتيره او مستشاره كما كان مألوف ايام حكم الصنم الساقط! مع العلم ان المعلومة الاهم التي تم بترها من قبل الاعلام العربي من هذا التقرير وبنفس الموضوع ان هولاء كانوا جزءا من quot; محاولة انقلابية كبرى تم رصدها والاجهاز عليها قبل ان تؤدي بالعراق الى كارثة جديدة quot; ومع ذلك ممكن تتبع مصير هولاء الضباط ليتاكد اي مراقب من سلامتهم ورجوع البعض الى وظائفهم ومحاكمة البعض بشكل قانوني وقضائي فاين الخلل في ذلك السلوك المالكي !؟.
وحاول الاعلام العربي ان يدس سم المفردات الاعلامية الطائفية بعسل الواقع واعترف بان التقرير قد اشار نصا quot; بان خمسة من اهم المليشيات الشيعية كانت من أهم اعداء المالكي.. وان احدى هذه المليشيات كانت تخطط لقتل المالكي quot; مثل هذا الواقع يسجل ايضا للمالكي بانه رجل دولة لم يكن يفرق بين رفع السلاح من هذه الطائفة او تلك بوجه الدولة والشعب، بل ان الاعلام العربي تجاهل بقصد طائفي واضح ماجاء بالتقرير quot; بان القاعدة كانت مدعومة من دول عربية مع توفر أرضية ملائمة في المناطق السنية في العراق وذلك لاستهداف وقتل الشيعة العراقيين العرب ولمحاولة اثارة النعرات الطائفية وردود افعال الشيعة حول ذلك quot;
اما محاولة تسليط الضوء على محاولات اغتيال للدكتور اياد علاوي وعدنان الدليمي فذلك ضحك على الذقون والعقول، والسبب جدا بسيط ان كل عراقي كان ومازال مستهدفا بالقتل والتفجير حتى تعود عقارب ساعة الخيبة الى الوراء ومنهم عمال السياسة في العراق وقد تم فعلا اغتيال الكثير منهم وايضا تسجيل فشل الكثير من المحاولات الاخرى فما الجديد في ذلك !!؟ وهل تتصور هذه القناة او تلك ان هذه الاخبار المنتقاة المبتورة ستغير الخارطة السياسية في العراق!!؟ او ستغير فرص الفوز بتشكيل الحكومة الجديدة!!؟
ان السيد نوري المالكي بهذه الاتهامات وبحساب القياسات الوطنية وفي ظل الظروف العراقية المتشعبة والمتقاطعة فانه يستحق بجدارة الاحترام والتقدير وكل الدعم، وان هذا الموقف الاعلامي العربي الطائفي المتشنج والهستيري الذي حاول بتر الوثائق المكشوفة وانتقاء مايخدمه في اجندته الطائفية السياسية يجب ان يكون اكبر حافز لنا للوقوف بقوة لدعم المالكي ان فاز او لو لم يفوز بتشكيل الحكومة لان الامور بجوهرها هي محاولة اغتيال سياسي للمالكي، فالمسالة مسالة مبدأ وعقيدة ووطنية يريد ان يجعلها الاعلام العربي المدعوم رسميا بزار للاقصاء والتفرد والابتزاز. لذلك ورغم انتقاداتنا الموثقة والكثيرة لبعض خطوات المالكي السياسية فان الدعم هنا يسجل له بكل اصرار وقوة فالمسالة اكبر من الاشخاص واكبر من الاسماء واكبر من المناصب انها في جوهر الامر مسالة مصير بلد يحاول البعض ان يتلاعب quot; بجمره المتخفي quot; الذي بتوقده سيحرق الاخضر واليابس.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات