يمتلك النظام الاسلامي المتشدد في طهران صفة غريبة تکاد تميزه بشکل إستثنائي من بين الانظمةquot;المتطرفةquot;او المثيرة للقلق و المشاکل، هذه الصفة هي قدرته البارعة في إطلاق الوعود الکثيرة من دون أن ينفذ ولو وعد واحد منها، ورغم أن المجتمع الدولي قد إبتلى بضباب الوعود الايرانية الکثيف ولم يتسنى له رؤية ولو ثمة مجرد بصيص أمل على تنفيذ ولو وعد واحد بصورة عملية و منطقية، فإن لقوى المعارضة العراقية التي کانت لمعظمها مکاتب او مقرات تمثلها في طهران، تجارب أکثر منquot;مريرةquot; مع النظام الايراني خصوصا فيما يتعلق بإطلاقه الوعود المختلفة بالدعم و ماإليها لکن وعندما کان الامر يقترب من سقف التنفيذ فإن الصمت او طلب المزيد منquot;الصبرquot;و التريث کانت هي الاجابة الوحيدة المحتملة التي سيتلقاها المنتظرون بفارغ صبر ممل بل وان اوساطا quot;ظريفةquot; من المعارضة العراقية، لم تکن تتردد في إطلاق صفة عرقوب على النظام الايراني، لکنquot;ليس کأي عرقوبquot;!!
والاسلوب البارع في التنصل من تنفيذ الوعود المطلقة هو الآخر أمر حير المجتمع الدولي و لاسيما حکومات المنطقة و الغرب فطهران تعرف کيف تطلق وعدا مميزا يمکن أخذه على عدة محامل والاغرب من ذلك أنها وللتغطية او التمويه على ذلك الوعد او الوعود تطلق وعدا او وعودا أخرى أکثرquot;إثارةquot; للفضول وquot;شدquot;للاعصاب، ومن وعد الى وعد ومن قصة الى قصة أخرى من دون أن يکون هناك أيquot;قبضquot;او إستلام على أرض الواقع في الوقت الذي تمکنت و تتمکن الحکومة الايرانية من الاستفادة القصوى من ذلك الانتظار الممل للجتمع الدولي والذي يکاد أن يفوق بسأمه و رتابته إنتظار کودوquot;صموئيل بيکتquot;، لکن من الممکن جدا تشبيه المجتمع الدولي في إنتظاره للحصول على شئ ما من طهران بسيزيف و الصخرة التي يدفعها من دون سدى نحو الاعلى بالوعود الايرانية.
الموقف اليوم بين النظام الراديکالي الايراني و المجتمع الدولي أکثر من معقد و صعب وکلا الطرفان يمتلکان خيارات کثيرة لکن يصعب تنفيذquot;الاحسمquot;وquot;الاکثر عمليةquot;من بينها، والغريب أن العديد من دوائر القرار في المنطقة و العالم، مازالت تهدأ من روعها ومنquot;شدquot;أعصابها بإجترارquot;قاتquot; الوعد الايراني الفريد من نوعه، أما نظام الحکم في طهران فهو وکما يقول المثل العراقيquot;رأسه باردquot; بل وأکثر من بارد ولاسيما عندما نتذکر أن هناك ثمة قول مميز يتم تناقله کوصف دقيق للصبر و التأن الايراني(يذبحوا البعير بقطنة و يفتحوا نفقا في الجبل بأبرة)، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: ماذا سيفعل المجتمع الدولي حيال هذه الوعود الايرانيةquot;المخدرةquot;، وماهي خيارات اوباما و الزعماء الاوربيين حيال نظام سياسي غريب من نوعه تمکن من صناعة أغرب خلطة فکرية ـ سياسية من نوعها بين عرقوب و کودو و سيزيف و أجبر المجتمع الدولي على إجتراعها عن طيب خاطر؟ أکيد ليس أمامه من خيار إلا إنتظار المزيد و المزيد من القات عذرا نقصد الوعد الايراني!
- آخر تحديث :
التعليقات