صدور قرار القضاء الاسباني الخاص بالتحقيق في اعمال العنف التي ارتکبها جنود و قوات شرطة عراقيين في معسکر أشرف، جاء ليثبت للعالم أجمع من جديد عدالة القضية التي يناضل من أجلها سکان أشرف و يبين بجلاء انها قضية حق جلي ضد باطل زاهق وهو في نفس الوقت بمثابة ضوء أحمر للحکومة العراقية من مغبة الاستجابة المفرطة للضغوط المختلفة التي يمارسها نظام ولاية الفقيه على العراق من أجل إلحاق الاضرار بسکان أشرف و إجبارهم على غلق المعسکر في نهاية المطاف و جعل حياة ٣٥٠٠ معارض إيراني في معرض خطر محقق.

هذا القرار القضائي الجرئ الذي على الحکومة العراقية أن تدرك جيدا بأنه لن يکون القرار او الاجراء الدولي الاخير ضد ممارساتها في معسکر أشرف وانما يجب أن تعلم ان الغيث يبدأ قطرا ثم ينهمر، وان أنظار المجتمع الدولي ولاسيما الرأي العام العالمي مصوبة على معسکر أشرف و مايجري فيها او ضدها من إجرائات قمعية بعيدة کل البعد عن أبسط القيم و المعايير الانسانية وانه ليس من السهل و الهين ان يتغاضى المجتمع الدولي ببساطة عن تلك المخططات و الالاعيب و الدسائس والمکائد الخبيثة لنظام ولاية الفقيه والتي تحاك في أقبيته السرية ضد المجاهدين الصابرين في معسکر أشرف وعليها أن تدرك أيضا بأن الامتين الاسلامية و العربية تتابعان وبقلق بالغ مايجري في أشرف وانهما لن تسکتا أبدا عن المظالم التي حدثت او ستحدث فيها ومن أجل ذلك، فحري بالحکومة العراقية ان تعيد حساباتها مجددا و تتخذ مواقف أکثر إعتدالا و منطقية واقرب لروح الاسلام و عدالته و للضمير الانساني و تجعل بينها و بين المطالب الايرانية مسافة واضحة تثبت للعالم بأن العراق غير معني بالقضايا و الهموم و المشاکل و الازمات الداخلية الخاصة بالنظام الايراني.

اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، قد أعلنا مرارا و تکرارا دعمنا المبدئي الثابت للنضال المصيري الذي يخوضه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومن ضمنه منظمة مجاهدي خلق المناضلة في سبيل مستقبل أفضل لإيران، نٶکد اليوم بأننا ندعم و بکل قوتنا و إمکانياتنا قضية أشرف ولن نتخلى عنها أبدا، ذلك أن واجبنا الاسلامي و الاخلاقي و المبدئي و العروبي يفرض علينا الوقوف معهم و دعمهم و مساندتهم ضد النظام القمعي الاستبدادي في طهران، واننا و بحکم موقعنا المرجعي و المسٶولية الشرعية الملقاة على عاتقنا نجد من الواجب علينا أيضا إسداء النصح و المشورة اللازمة للحکومة العراقية و ندعوها و نحثها ونهيب بها مرة أخرى أن لاتنجرف خلف المزاعم الباطلة للنظام الايراني من أجل قمع و إسکات صوت المعارضة الايرانية الهادرة المتجلية في منظمة مجاهدي خلق المناضلة من خلال المکائد و الدسائس و الاحابيل الشيطانية البالغة الخبث و ندعو الحکومة العراقية الى عدم وضع العراق في مواقف صعبة و محرجة على الاصعدة الدولية و الاسلامية و العربية و التصرف مع قضية أشرف بمنطق العقل و الحکمة و بما يتلائم و يتماشى مع الموازين الشرعية و المضامين الانسانية.

*المرجع الاسلامي للشيعة العرب.