لو ألقينا نظرة سريعة على التأريخ الايراني المعاصر و أجرينا عملية مقارنة بخصوص عمليات الاعدام التي کانت تجري أيام الشاهquot;خلال سنة او عقد مثلاquot;، و التي جرت و تجري أيام النظام الراديکالي الاسلامي المتشدد، لوجدنا أن نسبة الاعدامات في ظل حکم المعممين قد باتت تتفوق و بشکل إستثنائي على ماکان يجري في ظل النظام الملکي البائد، ويمکن أيضا سحب نفس المقارنة على الاوضاع المعيشية و الامنية لعموم الشعب الايراني بين العهدين و التي شهدت و تشهد تراجعا مريعا منذ إستولى رجال الدين على دفة الحکم في إيران.

أzwnj;عواد المشانق التي کانت واحدة من الاسباب التي دفعت الشعب الايراني للثورة و الاطاحة بنظام الشاه، وظنت الغالبية من أبناء الشعب بأن أيام نصب أعواد المشانق قد ولت الى غير رجعة، لکن النظام الديني ومنذ الاعوام الاولى لحکمه الاستبدادي، قد شرع في حملات أعدام جماعية غير مسبوقة شملت مختلف التيارات و الفکرية السياسية و الشرائح الاجتماعية من الشعب الايراني، وقد لمعت اسماء رجال دين دمويين فاقوا الجزارين المتمرسين في ضرب أعناق الناس الابرياء مثل سئ الصيت آية الله خلخالي الذي يمکن أن يکون روبسبير أمامه مجرد حمل وديع، وبعد أن کانت حملات الاعدام في زمن الشاه تجرى بصورة سرية لأسباب شتى، فإنها وفي عهد المعممين قد باتت تجرى في العلن و في الهواء الطلق بحيث أن إيران و بسبب من هذه الوحشية و القسوة غير المسبوقة في إعدام ابناء الشعب الايراني، قد باتت في مقدمة قائمة الدول التي تکثر فيها الاعدامات. وقد کانت معظم التيارات المناهضة و الرافضة او حتى تلك التي کانت لها بعض التحفظات على النظام الديني، عرضة لمقصلة رجال الدين رغم أن منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة قد کانت في مقدمة التيارات المعارضة و المناوئة للمعممين من حيث تعرض أفرادها للسجون و الاعدامات الفورية الغريبة جدا من نوعها، بل وحتى أنه قد تم وفي يوم واحد مثلا إعدام 200 ألف من أعضاء هذه المنظمة بداية أعوام الثمانينيات من الالفية الماضية وهو رقم کبير جدا لم يصادف وان تجرأ أي نظام قمعي دموي إستبدادي على القيام به بتلك الصورة المروعة التي نفذها رجال الدين الدمويون.

اسباب الاعدامات في إيران ومنذ تسلط الملالي على الحکم کثيرة و متباينة وهي تتفاوت بين سياسية و فکرية و عقائدية و اخلاقية و أيضا بسبب من التجارة بالمواد المخدرة، لکن النقطة الجديرة بالملاحظة هي أن السبب السياسي و الفکري يکاد ان يطغي على جميع الاسباب الاخرى بل وان السبب السياسي قد يتم إخفائه او تمويهه بأسباب أخرى من ضمن تلك الاسباب التي اوردناها آنفا، ولازال السبب السياسي على عنفوانه ولاتزال أيضا منظمة مجاهدي في مقدمة الجهات السياسية المستهدفة في إيران من حيث تعرض أفرادها لحملات الاعدام المنظمة على يد النظام الايراني وحتى أن الانتفاضة الاخيرة للشعب الايراني بوجه النظام عقب الانتخابات الرئاسية الاخيرة قد شهدت أيضا حملة إعدامات لأفراد أکد النظام بأنهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق مما يؤکد بأن هذه المنظمة مازالت تشکل کابوسا مؤرقا يقض من مضجع نظام ولاية الفقيه و يهدده و يزلزل عرشه الدموي المشيد على أعواد المشانق.

وخلال الايام الماضية، قام النظام القمعي بإعدام مقارع آخر للظلم و الطغيان في إيران وقد تجاوز عمره الستين عاما وهو المکافح علهzwnj; صارمي الذي أعدمه النظام لأنه قد قام بزيارة لأبنه في معسکر أشرف بالعراق، وعلى الرغم من أنه قد کانت هنالك مختلف الدعوات و الاستغاثات من مختلف الجهات الدولية لإلغاء الحکم الظالم او تخفيفه، لکن النظام لم يصغ لکل ذلك و نفذ الحکم وبکل قسوة مستهينا و مستخفا کعادته بالمجتمع الدولي و هنالك أيضا أعدادا أخرى من أفراد المنظمة القابعين في سجون الملالي يواجهون خطر الموت الجدي، لکن النظام الراديکالي وعلى الرغم من کثرة حملات الاعدام التي أجراها او يجريها ضد معارضيه، فإن الاوضاع لم تستتب له و مازالت الاصوات المعارضة ضده في زيادة مستمرة بل وان منظمة مجاهدي خلق نفسها باتت أقوى من السابق و طفقت تهيأ نفسها لتحمل مسؤولية تأريخية أکبر في إنتظارها في ظل مستجدات و تداعيات الاحداث السياسية و الامنية في إيران.


أن الجمهورية الاسلامية التي أعلنت على أنقاض النظام الشاهنشاهي، أثبتت الايام بأنها وبسبب من کثرة حملات الاعدامات التي جرت او تجرى في ظلها، باتت تستحق أن تسمى جمهورية أعواد المشانق وان هکذا جمهورية لن تستمر طويلا وهو أمر يؤکده تصاعد الرفض الجماهيري ضدها وان الشهور القادمة لحبلى بالکثير من الاحداث التي ستعصف بأسس و رکائز هذا النظام المبني أساسا على أعواد المشانق.