منذ يومين وصلت طلائع ما يسمى بعثة مراقبين الجامعة العربية، وقيل ان رئيس البعثة سوداني متهم بجرائم في دارفور، وهو ضابط سابق! يبدو ان هنالك دقة في هذه المعطيات، لكننا سنبقي هذا الأمر هامشيا كي لاينزعج منا مكتب الامين العام للجامعة العربية، وخاصة السيد أحمد بن حلي، عراب الحوار مع النظام المجرم بناء على تعليمات العسكر الجزائري.

إن توقيع بروتوكول الجامعة العربية بارسال مراقبين دوليين عرب إلى سورية وأثناء انعقاد المؤتمر الصحفي لاختتام اعمال مؤتمر المجلس الوطني السوري المنعقد تونس يوم 19.12 والذي جاء فيهquot; يطالب المجلس الوطني السوري ومؤسساته، الجامعة العربية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة حماية المدنيين والثوار في سورية وذلك في مناطق آمنة وأخرى عازلة والتحرك السريع من أجل ذلكquot; حيث تم توقيع هذا البروتوكول من أجل إخراج الروس من الوضع واعطاءهم مهلة،لكي ينطلقوا مجددا في معركتهم الشرسة في الدفاع عن هذا النظام، هذه المعركة التي تقف إسرائيل فيها خلف روسيا كشريكة وداعمة، بعدما فشلوا في تمرير قرار في مجلس الأمن يساوي بين الضحة والجلاد، إن المطالبة الروسية الجزائرية العراقية-الايرانية، من العصابة الحاكمة لتوافق على توقيع البرتوكول دون ذكر المبادرة العربية التي تقضي بسحب الجيش من كافة المدن، واطلاق سراح كافة المعتقلين، ودخول وسائل الاعلام العالمية والعربية، وبقية نقاطها المعروفة، لم يأتي احد على ذكرها، سوى وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي رد على وليد المعلم، بان توقيع البروتوكول هو من ضمن تطبيق المبادرة العربية ككل، ومن الملاحظ أن الجامعة العربية وعبر مكتب امينها العام لاتأتي أيضا على ذكر المبادرة العربية. مطالبتهم العصابة بالموافقة هو لكسب الوقت أيضا..

نحن نعلم ان الجزائر ساهمت في تمييع قرارات الجامعة العربية حول سورية، ودعمت ما عرف باسم المبادرة العراقية، وكلها من أجل اعطاء مزيدا من الوقت لقتل شعبنا السوري، واهمين ان عسكرهم الفاسد في سورية قادر على قمع ثورتنا المباركة.

كما هو معلوم أيضا أن مم جلال الطالباني والمالكي يتحركان الآن بتنسيق كامل مع إيران، وهما قادا المبادرة العراقية التي لم تكن موجودة سوى إعلاميا لخلط الأوراق.

سؤالي هو: هل المراقبين القادمين إلى سورية لم يكونوا على علم بما يجري على الارض؟
وهل الآنظمة العربية كلها لاتعرف ما الذي يجري أيضا في سورية من جريمة؟
هل إسرائيل لاتعرف ما الذي يجري، ومعها إيران وروسيا والصين؟

أعتقد أن الجناح الاسرائيلي داخل الجامعة العربية قد نجح جزئيا في محاولاته لتمييع المبادرة العربية، بقضية إرسال مراقبين قبل سحب الجيش واطلاق سراح المعتقلين ومع ذلك شعبنا تعامل بإيجابية مع الموضوع وخرجت غالبية المدن والبلدات الثائرة بمظاهرات سلمية لتستقبل هذا الوفد من المراقبين الذين يجهلون ماذا يحدث....صدقوا أو لاتصدقوا.... مراقبون عرب في سورية لايعرفوا ماذا جرى وماذا يجري...لهذا أرسلوا ضابط سابق...لأن الضباط ينفذون ولا يقررون... هذا هو عنوان البرتوكول..ومع ذلك أنه نصر لشعبنا الذي أجبر هذه العصابة التي رفضت مرارا وتكرارا الحديث عن قبول مراقبين حتى ولو من باب التمويه..

وسؤالي الأخير للجميع اين هي المبادرة العربية؟