منذ بدء الثورة السورية ملحمة الحرية في هذه اللحظة من العالم ومن الوجود البشري، وقبلها بأكثر من عقدين من الزمن كنت من بين قلة يصرون على أن هذه الأنظمة الدموية لاتسقط إلا بالقوة، سواء الداخلية أو الخارجية، وكنا ننبه أن الجيش في سورية قد تطييف أمنيا ومصلحيا، وانه لن يقف في صف الشعب مهما حدث، وسيكون كالساطور في يد الجزار، وتم تخويننا واتهامنا بكل التهم، في السجن أتهمنا أننا طائفيون لأننا تحدثنا بذلك، وعندما سقط صدام حسين أيضا، وعندما تم اغتيال شهداء الاستقلال في لبنان وأولهم سمير القصير، وحتى اللحظة، نفس الجوقة ونفس الاتهامات، مع فارق أن شعبنا الآن يذبح على مرأى العالم، وعذارى الوطنية ليس لديهم ما يقدموه لشعبنا سوى المزايدة عليه وعلى طلبه بتدخل دولي من أجل حمايته، واستطاع هذا التيار الكسيح أن يركب موجة الثورة وتتصدر قائمة من أسماءه واجهة المعارضة، مما اراح المجتمع الدولي المتخاذل من مسؤولياته الأخلاقية والقانونية في حماية المدنيين ولسان حاله يقول لناquot; قادة المعارضة لايريدون تدخل عسكري ويرفضون الخيار العسكريquot; ومن جهة أخرى وبقدرة قادر تحول هؤلاء الذين كانوا حتى الأمس القريب يخونون الجامعة العربية جراء موقفها من إيران وحزب الله، يتحولون إلى مدافع شرس عن مبادرة الجامعة العربية لأنها تعطي المهلة تلو الأخرى لنظام قاتل. وحديثي هذا يشمل كل أطياف المعارضة من المجلس الوطني إلى هيئة التنسيق..من يعود إلىى الخلف عاما أو عامين وأكثر يمكنه أن يعرف تصريحات رئيس المجلس الوطني من الجامعة العربية ويرى تصريحات قادة هيئة التنسيق، من الجامعة العربية. ما شدني لكتابة هذا النداء هو تصريح لرئيس المجلس الوطني الدكتور برهان غليون يطالب الجامعة العربية بارسال المراقبين فورا، مع العلم أن اللجنة العربية الموجودة قد خرجت من دمشق عن طريق البر محتجة على أن النظام منعها من التحرك ومن وسائل الاتصال...وهنا لابد ان نفصل منذ اللحظة بين المجلس الوطني وبين تصريحات بعد أعضاءه، المجلس الوطني في بيانه الختامي طالب بشكل واضح وصريح بتدخل دولي فوري لحماية المدنيين والثوار ودعم الجيش السوري الحر، البيان الختامي الذي صدر في يوم 19.12.2011 بعد مؤتمره في تونس، ومنذ المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد انتهاء هذا اللقاء للهيئة العامة وأنا ألمس محاولة للالتفاف على ماجاء في البيان الختامي، بلغونات فارغة، وهذا ما لن نسمح بتمريره أيا كانت النتائج..هذا البيان الختامي وماورد فيه سياسيا هو سبب ذهابي إلى مؤتمر المجلس الوطني، وليس أي شيئ آخر، لم اقاتلهم على مناصب ولم اقاتلهم على أية مواقع، وكان ولايزال لدي الاستعداد لاترك موقعي كعضو في المجلس الوطني لخبرات من السوريين موجودة خارج المجلس، كالصديق عمار قربي والصديق حازم نهار والدكتور عبد الرزاق عيد على سبيل المثال لا الحصر.
ولهذا أتمنى على المكتب التنفيذي للمجلس ألا يلتف على مقررات البيان الختامي وألا يحصر ولو جزء يسيرا من تفكيره، من أجل البحث عن طرق لهذا الالتفاف...ولازلت أناشد ضمائركم بالطبع..قبل أي شيئ آخر..يجب البدء منذ زمن في إقامة استنفار كامل من أجل أن يكون طلب التدخل الدولي الفوري موضع البحث الأول مع كل الاطراف المعنية.
كما اتمنى على الصديق الدكتور برهان غليون أن يقف الآن أمام البيان الختامي للمجلس الوطني السوري ويعمل من اجل الالتزام به بشكل كامل مع أعضاء المكتب التنفيذي. لقد انتصرت هيئة التنسيق في الجولة الماضية!!! عندما دخلت مع المجلس في وفد مشترك إلى لقاء نبيل العربي برعاية احمد بن حلي صاحب المبادرة الجزائرية، تحت بند رفض تدويل القضية السورية..بتاريخ 14.12.2011 هذا اللقاء الذي لم يعلم به غالبية اعضاء المجلس الوطني...!
مرة أخرى نقول أن يستطيع نظام العصابة تجميد الثورة بالقتل لفترة معينة أمر، وأن نساهم في هذا الوضع سياسيا من خلال عذرية وطنية زائفة أمر آخر...
لا تدعو شعبنا الثائر يسقط المجلس في الشارع...ودمه أمانة في أعناقنا جميعا.
لنبدأ ورشة عمل حقيقية من اجل تكريس هذا المطلب وعلى كافة الصعد واعتماد الشفافية الكاملة بالتعاطي معه...نحو تدخل دولي فوري وفاعل...وتدويل الملف والطلب بتحويل العصابة لمحكمة الجنايات الدولية....حيث لاحوار.
إنني أناشد المجتمع الدولي بحسم خياره والقيام بتدخل فوري وعلاجي للحد من المجازر...
- آخر تحديث :
التعليقات