أتحدث عن الأبراج والتنجيم من واقع خبرتي كعاشق للتنجيم أمتلك مكتبة ضخمة لأمهات المراجع العربية والأجنبية في هذا الإختصاص صرفت عليها حوالي سبعة آلاف دولار، وأقضي يوميا بحدود عشرة ساعات في دراسة أحكام وقواعد التنجيم وأنا في غاية السعادة.

وبودي التحذير من الضرر النفسي الناتج عن الإهتمام بالإبراج التي يُكتب عنها في الصحف والمجلات وكتب التوقعات التي تصدر عند رأس كل سنة جديدة، وتسمى تحليل وتوقعات الأبراج الشمسية التي تعتمد على يوم وشهر تاريخ الولادة فقط. وهي لاتراعي الفروق الفردية بين البشر وتعمم الكلام على ملايين الناس، فهل يعقل ان التوقعات التي تنشر تناسب حياة وظروف الملايين الذين ينتمون الى أحد الأبراج رغم إختلاف أعمارهم وتجاربهم وظروفهم وحظوظهم ؟ ومايسمى بتوقعات الأبراج هي فكرة أطلقها أحد الأشخاص في أوربا لأغراض تجارية وإنتشرت بسرعة في جميع أنحاء العالم. وضرر الإهتمام بهذا النوع من الأبراج يكمن في انه يخلق الأوهام الزائفة في حالة كان الكلام جميلا وكله توقعات بالأفراح والسعادة، وفي حالة كان يحمل تحذيرا وتشاؤما وتوقعات سلبية فإنه سينتج عنه الإحباط والكآبة. وفي الحالتين الكلام غير صحيح وخاطيء ومضر للشخص.

ولعل من أخطر أضرار الإعتماد على ماينشر في الصحف والمجلات من كلام إنشائي هابط في مسألة الإنسجام والتوافق في الحب والزواج، فهذا الأمر يشكل خطرا على الناس وقد يقعون ضحية لما ينشر عن إنسجامات الأبراج وتُخلق في نفوسهم حواجز نفسية خادعة ينتج عنها نفور وإفتراق نتيجة الإيمان بكلام ليس صحيحا، وكذلك قد يتوهم البعض بوجود إنسجام وحب مع قسم من الأبراج بناء على الكلام المنشور.

بينما التنجيم الحقيقي العلمي يتطلب معرفة التاريخ الكامل : اليوم والشهر والسنة ومكان ووقت الولادة بالدقيقة. وفي التنجيم الجاد لايوجد شيء إسمه البرج، وانما لكل حدث أو مدينة أو دولة أو ولادة إنسان تتشكل خارطة فلكية مكونة من إثنى عشر بيتا من جميع الأبراج تغطي مختلف مجالات الحياة، ثم تأتي المرحلة الأصعب وهي توفر منجم محترف خبير بهذا العلم ويعمل وفق أحكامه وقواعده القديمة.


حاليا سواء في الوطن العربي أو العالم لايوجد منجم رصين يُعتمد عليه سوى منجم واحد أميركي يدعى Robert Zoller هو الوحيد الذي تنبأ بوقوع جريمة 11 سبتمبر وحدد الجهة المعتدية وسماها وقال ستكون إسلامية، وهو صاحب مدرسة تخرج من تحت يده العديد من المنجمين. ووصلت درجة رصانته وأهميته الى ان كلفة إستشارته تصل الى أكثر من خمسة آلاف دولار، وأنا شخصيا إشتريت من موقعه كتابا له عبارة منهاج لدراسة التنجيم لدرجة الدبلوم بمبلغ ألف وخمسمائة دولار.


والكلام عن ضرر الإهتمام بالإبراج ينسحب كذلك على السحر وقراءة الفنجان والورق وغيرها ممن يروج لها المشعوذون الدجالون بهدف الربح المالي.


[email protected]