أصدقائي البروتستانت المصريون الأفاضل يسألون: لماذا التعاون الإستراتيجي والسياسي والإقتصادي، على أعلى مستوى، بين الحكومة الأميركية وبين جماعة الإخوان المسلمين في مصر؟

لكن سؤالي الأهم: ماذا عن التعاون البروتستانتي المصري الأميركي؟؟

(1)
الفترة الماضية، وتحت حراسة مشددة، وفي ضوء النهار، زار جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي، ومعه كبار قوم مِن المسئولين الأمريكيين أحد مقرات حزب الحرية والعدالة المصري وهو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
طبعاً، كانت هذه الزيارة تحت سمع وتأمين quot;المجلس العسكريquot; الحاكم في عموم جمهورية مصر العربية.

(2)
عندي سؤال، إذا أردتم أن ننير مصباح في ظلمة الأرض المحروسة: لماذا نسي البروتستانت أن منشأهم وبدايتهم وأهم أسباب إستمراراهم في مصر هي quot;ماما أمريكاquot; وحليفتها المملكة المتحدة؟

وتأتي توابع السؤال: أليس التعليم اللاهوتي البروتستانتي المصري، إلى وقتنا هذا، مُستمَد مِن أساتذة اللاهوت البروتستانت الأميركان وتوابعهم في أوروبا، مع اختلاف مناهجهم ومذاهبهم، حتى نوعية وعمق الحروب الفكرية والعقائدية، التي يتبعها حروب منهجية في السلطة الكهنوتية، والكراسي العليا؟
ومِن توابع السؤال الأكبر: مَن يُنكر أن الدعم المادي والمعنوي والفكري المتواصل لأكثر مِن مائة وخمسين سنة يأتي مِن quot;ماما أمريكاquot; وتوابعها؟

(3)
لمَن لا يعلم، وبِناء على ما هو متداول ومعروف مِن وثائق في عام 2011 الجاري: حتى الصراعات بين الكراسي العليا للسادة كبار القساوسة البروتستانت في مصر ورؤسائهم تتم وتدار على الأراضي الأمريكية!

(4)
هذه الأيام، تُدار تحقيقات عالية المستوى، مِن الدولة وجهاز الكسب غير المشروع، مع مؤسسات اجتماعية ودينية ومدنية، ومع أفراد أخذوا تمويلاً ودعماً مِن مؤسسات وحكومات أجنبية. وبعيداً عن قوانين تلقي المعونات والدعم، وأساليب اللف والدوران حول هذه القوانين، وناهيك عن إعداد التقارير وquot;تظبيطquot; الفواتير، وناهيك عن الدعم الفردي بالملايين لرجال الدين باسماهم مِن مريديهم في أمريكا وغيرها مِن دول المنح والمنع.

طبعاً التحقيقات ستطال ما هو مُدوّنْ في التقارير والفواتير. لكن، كيف سنصل لحقيقة الملايين مِن الدولارات والريالات مع رجال الدين الذي يمارسون أنشطة إجتماعية وخلفها مِن تحت المناضد عمليات غير محسوبة على السطح مِن مشاريع غسيل أموال وتدمير للمجتمع، يشمل عظات وتعاليم تخرب عقول الرعية؟
ملحوظة: تجاربي الشخصية، وخبراتي لعشرات السنين، مع العديد مِن رجال الدين، تجعلني أشفق على المحققين، حتى لو كانوا على أعلى مستوى مِن الذكاء المحاسبي!

(5) السؤال الأهم:
ويَبقى الحوار لمَن أراد أن يُضيء شمعة: ماذا عن المستقبل؟ هل يظل التعليم اللاهوتي البروتستانتي كما هو مَبنياً على الدعم المادي الأمريكي، الذي يَخدم الكراسي والسلطة الكهنوتية، مع بعض الاستنساخ المشوه للفكر التقليدي؟؟

أم نحتاج بجد ثورة للإصلاح الإنساني تقودها هذه المؤسسة (الكنائس البروتستانتية المصرية)، وغيرها مِن المؤسسات المصرية، التي هي أقدم مِن جماعة الإخوان المسلمين؟؟؟


[email protected]