إلتقيتها في أحد البلدان العربية، وبسرعة غريبة حدثتني عن ماضيها السياسي، وعن المشاكل التي حصلت لرفيقاتها اللائي فقدن عذريتهن وسعت الى إجراء عملية خياطة غشاء البكارة لبعضهن وتزويجهن. كانت تنتمي الى تنظيم سياسي عُرف في المنطقة العربية لعبه على وتر المكبوت والحرمان الجنسي من خلال إقامته للسفرات والحفلات الجماعية، وتشجيع علاقات الصداقة بين أفراده والتي راح ضحيتها الكثير من الفتيات اللواتي فقد عذريتهن في مجتمعات محافظة تصل عقوبة البنت الى القتل بسبب غشاء البكارة!
لم أسألها عن غشاء بكارتها، لكنها صدمتني بنظرتها الى نفسها.. قالت انها تتعامل مع الرجال من منطلق انها إمرأة غير مرغوبة. تعذبت كثيرا من اجلها، كانت مأساة حقيقية عندما تطعن المرأة بإنوثتها وتفقد الثقة بأعز رأسمال لها!
تكررت لقاءاتنا، وحاولت تطييب خاطرها وزرع الثقة فيها، ودعوتها الى السينما، وتحولت علاقتي بها الى تعاطف وشفقة عليها، كان تقديرها لذاتها هابطا لدرجة الصفر ومدمرا لها. علما لم تكن قبيحة بحيث يبرر لها شكلها هذا الشعور بالنقص!
الخطر الأكبر لشعورها انها غير مرغوبة من الرجال يأتي من الباراسايكولوجيا.. اذ ان مشاعر عدم الجدارة والنقص هذه تنتقل باراسابيكولوجيا الى الرجال الذين تلتقي بهم، وتصبح هذه التصورات بمثابة قناعات شخصية لهم نحوها، بمعنى ان شعورها بأنها غير مرغوبة، هذا الشعور ينتقل للرجل عن طريق آلية الباراسايكلوجيا ويزرع في رأسه ويعتقد ان هذا الشعور بعدم جاذبيتها وقبحها هو شعوره الشخصي النابع منه نحوها وبالتالي سيبتعد عنها بسبب إنتقال مشاعرها وأفكارها السلبية عن نفسها الى من تلتقيهم من الرجال والذين يقعون ضحية الإرسال الباراسايكلوجي، ويتوهمون ان هذه انطباعات وأفكار أصيلة من داخلهم. وهذا الأمر ينطبق على كافة مجالات الحياة.
في احد المرات عرضت عليها ان نمارس الحب، وبعد ممانعة مفتعلة منها بحجة انها لاتمارسه إلا عن طريق العشق أو الزواج وافقت وإتفقنا على موعد محدد، وما ان بدأ العدد العكسي للموعد معها حتى أخذت مشاعر النفور منها تتسلل الى نفسي، وأصبحت ثقيلة عليّ، وشعرت بالكآبة من فكرة ممارسة الحب معها، وعندما جاءت حسب الموعد وجدتني صامتا حزينا، ولم أتمكن من شدة نفوري منها حتى الإعتذار عن إلغاء الموعد.
لقد كنت أيضا ضحية الإستلام الباراسايكلوجي لمشاعرها السلبية حول قيمتها وجمالها، وأعترف كان صمتي وعدم إعتذاري منها سلوكا حقيرا وهمجيا مني!
- آخر تحديث :
التعليقات