تشكلت الحكومة العراقية في 21.12.2010 بقيادة المالكي من كل المكونات العراقية من الشيعة والعرب السنة والاكراد وجاءت هذه التشكيلة نتيجة لتوافقات بين الكتل و القوى السياسية الممثلة لمكونات الشعب العراقي بمعنى أنه لا يمكن لأي طرف من الاطراف المشارِكة بالحكومة اتخاذ أي قرار مهم له علاقة بالأزمات الاقليمية او الدولية إلا بموافقة الجميع، إذاً كيف تم اتخاذ قرار الحكومة العراقية بمعارضة الجامعة العربية في قرار العقوبات التي فرضتها على النظام السوري بسبب ما يقوم به من أعمال وحشية و إجرامية بحق شعبها و قمع المتظاهرين السلميين و قتلهم بدم بارد و كان يدعم المجاميع الارهابية في العراق لضرب العملية الديمقراطية و السلم الاجتماعي. و حسب الوضع القانوني للحكومة العراقية و حيثيات قرار الوقوف إلى جانب النظام السوري يظهر و بوضوح أن كل الاطراف المشاركة في الحكومة العراقية مشاركة و مقتنعة بهذا القرار و إلا تكون حكومة ديكتاتورية لا معنى للصيغة التشاركية لها.
و قد يكون لجميع الاطراف في الحكومة العراقية مبرراتها من مذهبية و قومية عروبية و متنفذين من النظام السوري و...و... و لكن الذي لا يمكن استيعابه هو موقف الوزير زيباري ممثل التحالف الكردستاني و التي لها عدة وزراء آخرين في الحكومة العراقية و هي الكتلة المهمة و الاساسية في الحكومة العراقية أولاً لأن النظام السوري البعثي شواء في العراق أو في سورية كان و لازال و منذ أكثر من 50 عاماً العدو الاول ليس للتحالف الكردستاني وحسب لكل طموحات و تطلعات الشعب الكردي له ثانياً أن مواقف الاحزاب الكردستانية و قياداتها تختلف عن موقف الحكومة العراقية و لو بتفاوت لذلك و بناء عليه سوف أعبر عن خجلي من موقف الوزير زيباري المنسجم تماماً مع موقف حكومة المالكي كما تشير الاخبار الواردة من الدائرة المحيطة به و أدو أن أذكره بما أجرم النظام السوري بحق أكراده و ما التضحيات التي قدموها لأخوة لهم في كردستان العراق دون الدخول في التفاصيل، فلن أتحدث عن الحقيقة التاريخية لوجود الشعب الكردي في سوريا ولن أتحدث عن البطولات و التضحيات التي قدمها هذا الشعب و منذ أكثر من 50 عاماً من أجل التحالف الكردستاني و بالذات من أجل حزب سيادة الوزير زيباري....!!
و لن أتحدث عن محمد علي خوجة * الذي استشهد تحت التعذيب في سحون النظام السوري 1965 بعد عودته من كردستان العراق و عمله قائداً لكتيبة البيشمركه البارزانية في زاخو 1959 ndash; 1961، سأتحدث عن تضحية ليست ببعيدة قدمها الشعب الكردي في سوريا في آذار 2004 أكثر من 50 شهيداً قتلهم النظام السوري البعثي الحاقد اثر تعرض البعثيين الشوفينين المؤيدين لهذا النظام والقادمين من مدينة ديرالزور لشخص السيدين مسعود البرزاني و جلال الطالباني و ذَمِهما، نعم هكذا كانت البداية في انتفاضة 2004 الكردية، انطلق الكرد كواجب قومي في معظم مناطق التواجد الكردي في سوريا يدافعون عن الاخ الوزير زيباري وقيادته و التي كنا نعتبرها قيادتنا و رموزنا القومية..!! تلك القيادة التي اختارت هوشيار زيباري ليكون ممثلاً لها و لشعبنا الكردي في كردستان العراق في الحكومة العراقية و التي وقفت وللأسف الشديد موقف الممانعة من معاقبة النظام البعثي العنصري المجرم الذي قتل ويقتل الشعب الكردي السوري قبل العربي، لا بل و الاكثر استغراباً أن يؤكد الاخ الوزير مرتين أو ثلاثة ممانعة حكومته و يدافع عن قرار حكومته و ملامح قناعته الشخصية بقرار حكومته بادية على وجه و ابتسامته تشير إلى سعادته برفضه و رفض حكومته العتيدة قرار فرضت العقوبات على النظام السوري جراء ما يقوم به من قتل لشعبه و تدمير لمدنه و قراه، تلك العقوبات التي قبلتها وفرضتها و قررتها معظم الدول العربية حتى حكومة لبنان التي تعتبر وزارة من وزارات النظام السوري ارتأت بنفسها عن هذه الممانعة... فقط حكومة التحالف الكردستاني و المالكي هي التي وقفت مع النظام البعثي الاسدي الامني ضد قرار الجامعة العربية.
ولن أناقش الموقف السياسي أو المذهبي للحكومة العراقية المالكية من هذه العقوبات و لا حتى الاضرار الاقتصادية التي ستلحق بالعراق دولة وشعباً و لن أناقش ما فعله هذا النظام في العراق عبر دعمه و مساندته للمجاميع الارهابية التي كانت تقتل الشعب العراقي و لن الموقف السياسي لحزب سيادة الوزير هوشيار الحزب الديمقراطي الكردستاني و قيادته و الذي مازال ضعيفاً مقارنة بمواقف أحزاب و حكومات أخرى حتى بعدما استقباله للمجلس الوطني الكردي في سوريا...!!! بل سأناقش الموقف الاخلاقي لسيادة الوزير زيباري ولكن بعد تذكير اخوتنا في التحالف الكردستاني و في مقدمتهم سيادة الوزير زيباري بالدماء التي سالت من أجلهم في عفرين و كوباني و قامشلي و بأيدي النظام السوري و شبيحته البعثية و القومية العنصرية.
إن الواجب الاخلاقي قبل القومي و قبل الليبرالي الذي عرفناه عنك عزيزي الوزير زيباري يفرض عليك أن معارضتك لقرار حكومتك و لو بشكل ايمائي أو على الاقل quot; كما عارض و لم يوقع الرئيس جلال الطالباني على قرار إعدام صدام المجرم لأن أخلاقياته ام تسمح له بذلك quot; لأن مبررات معارضتك لقرار حكومتك أكثر بكثير من مبررات قبولك ولك من القوة ما للمالكي في هذه الحكومة من قوة بحيث لا يمكن لهذه الحكومة من إقرار قرار إلا بموافقة كُتْلَتك في الحكومة، كما أن و من مبدأ الديمقراطية السائدة في العراق كان عليك أن تبدي رأيك الشخصي في هذه القضية، في قضية نظام أنت تعرفه قبل أن يعرفه العامة من العراقيين لأنه في المقام الاول هو عدو لشعبك الكردي عامة و للشعب الكردي في العراق خاصة فكل المهتمين بالشأن الكردستاني والدراسات و الابحاث تؤكد هذه النقطة، إذا اسمح لي سيادة الوزير أن اسأل عن مبررات قبولك المخجل بقرار حكومتك و اسمح لي أن أقول بالفعل كان ظهورك على شاشات التلفزة و الادلاء بتصريحات تدافع فيها عن قرارك و قرار حكومتك مخجلاً بالنسبة لي على الاقل و أنا الذي كنت أرى فيك الوزير الديمقراطي و الليبرالي المؤمن بالديمقراطية وحقوق الانسان هذا من جانب و من جانب آخر كان الأمر بالنسبة لي محيراً فالرئيس مسعود البرزاني أريد أن أسأل سؤال من الذين يكيلوا بمكيالين لماذا لا يعاتب أو ينقد موقفه الشخصي قبل السياسي من مسألة وقف حكومته من النظام السوري لا بل و سيسافر و يحاور نظام فقد شرعيته و مبررات وجوده و لماذا يطلق النيران الاعلاني على الرئيس جلال الطالباني لمجرد تصريح عبر من خلاله عن مستقبل سوريا و مخاوفه بالقادم عل سوريا و قد يكون تصريحه مبرر أكثر من هوشيار زيباري على الاقل قانونياً....؟؟؟؟ و لماذا تثار الزوابع على موقف حزب العمال الكردستاني رغم أنه أكّد و أكثر من مرة وقوفه إلى جانب الثورة السورية و لماذا أيضاً نجتر اشاعات عن PYD حزب الاتحاد الديمقراطي لم تثبت صحتها بل عكسها هو الذي ثبت إن أية مبررات لموقف السيد الوزير هوشيار زيباري لم تقنع الشعب السوري لأسباب كثيرة أولاً
bull;لأنه بتعين بتوصية من السيد نوري المالكي و لا يستطيع أحد من الحكومة العراقية المالكية أن يحَمِّل السيد زيباري منية تعينه.
bull; لأنه ممثل و معين من قبل قوى تشارك الحكومة العراقية و معروف عنها ديمقراطيتها و لبيراليتها، قوى تساوي نفس الوزن السياسي والشعبي و القانوني في دولة المالكي وحكومته أي أن عمله كوزير خارجية للعراق جاء نتيجة معادلة ما تسمى بموازين القوى العراقية لتشكيل حكومة متحالفة بين جماعة المالكي و قوى التحالف الكردستاني الذي يمثله سيادة الوزير بمعنى آخر هو ممثل الشعب الكردي في كردستان العراق و الذي هو جزء من الامة الكردية في باقي أجزاء كردستان ايران، تركية، و سوريا، وسوريا هي موضوع مقالنا هذه. حيث لا يغيب عن أحد السياسات البعثية التي مارسها النظام السوري ضد الشعب الكردي و هو مازال غير قادر لا على استيعاب الحالة الكردية كجزء من الحالة الوطنية العامة و لا أي حالة مختلفة لمنظومته العصاباتية، فما زال يمارس أبشع الأساليب في قتل شعبه الكردي قبل العربي و يدمر المدن و القرى بآلياته العسكرية و مازال كل طرق الحل السلمي و الديمقراطي غائبة تماما عن خارطة اهتماماته، و الإجراءات والقوانين الاستثنائية بحقهم ما زالت سارية المفعول فضلاً عن سياسة الملاحقة للعناصر الكردية النشيطة في الحراك الثوري، و قانون الإحصاء الاستثنائي ما زال يلقي بأعبائه على أكثر من (200) ألف كردي جُردوا من جنسيتهم عام 1962 وما زال العمال والطلبة الأكراد و العرب معرضون للسجن و التعذيب و القتل و الخطف ( آزاد قاسم طفل عمره 14 عام خطف منذ 3 أيام و لم يعرف مصيره حتى الآن ) والفصل من معاملهم وجامعاتهم ومعاهدهم والثقافة الكردية مازالت محظور ممارستها واللغة الكردية المكتوبة غير مسموح بها وسياسة تعريب مناطق التواجد الكردي جارية على قدم وساق إلى ما هنالك من إجراءات تعسفية غير مسئولة و علينا أن لا ننسى 4850 شهيد سوري منذ 9 شهور بالإضافة المئات الذين قتلوا تحت التعذيب وعشرات الالاف من السجناء و المفقودين...
bull;النظام السوري منذ تأسيسه يعادي شعبه الكردي لا بل استشهد مئات الالاف من الكرد على أيدي النظام البعثي في كل من سوريا و العراق إذا فبأي منطق و على أي أساس بنيت موقفك الشخصي قبل السياسي و ترفض معاقبة هكذا نظام.... ما هي المبررات القومية و الوطنية و الانسانية و الاقتصادية للدفاع عن هذا النظام و إعطائه المهلة تلو الاخرى لقتل المزيد من الشعب السوري.
أسئلة برسم التحالف الكردستاني الشريك الاساسي لحكومة المالكي قبل أن يكون برسم سيادة الوزير هوشيار زيباري....!!! و سؤال أخير للكثيرين الذين أقاموا الدنيا و لم يقعدوها على شائعات غير موثقة و غير مؤكدة أثبتت الايام عكسها عن حزب الاتحاد الديمقراطي و عن حزب العمال الكردستاني الذي أصدر بياناً ليؤكد وبكل وضوح وقوفه إلى جاني الثورة السورية.. لماذا لم يتجرأ أحد بالكتابة عن موقف هوشيار زيباري المخجل و موقف الحكومة العراقية غير المشرف لديمقراطيتهم.
:::::::::::::::::::::::::::::
bull;محمد علي خوجة هو من مؤسسي أول حزب كردي في سورية مع بعض من رفاقه : حميد درويش، رشيد حمو، حمزة نويران، شوكت نعسان وغيرهم و يذكر أن الحزب تم تأسيسه في منزل الشهيد محمد علي خوجة في حلب منطقة كرم الجبل و كان يلقب بالأستاذ لثقافته العالية و نضاله الدوؤب في سبيل قضية شعبه ويذكر أنه هو الذي كتب البرنامج السياسي للحزب آنذاك في ليلة الرابع عشر من حزيران عام 1957 حيث سمي بالحزب الديمقراطي الكردستاني آنذاك. وُلِدَ الأستاذ محمد علي خوجة عام 1916 م، في قرية المعبطلي التابعة لمنطقة عفرين (جبل الكورد). درس محمد علي خوجة عند الشيخ حسن طوبال ولما كان المرحوم يمتاز بشغفه لتلقي العلم، فقد تحمّل مشقة الفراق عن أهله ليلتحق بمدرسة الأيتام بمدينة حلب وهو لم يتجاوز السنة السادسة من عمره، في حين تابع تحصيله العلمي فنال الشهادة الابتدائية والإعدادية والثانوي في مدرسة دار الأيتام في حي السريان القديمة بحلب، وبعد تخرّجه من التجهيز الثانوي عمل موظفاً لدى دائرة المعارف بصفة معلّم ابتدائي إلا أن مواقفه القومية و شجاعته أدت بدائرة المعارف آنذاك إلى فصله من عمله، إلا أنه أعيد بعد تدخل القاضي الكردي المعروف آنذاك باسم عثمان محمد من قرية ميدانكي.
وقد اعتقل في العام 1964 و أودع في سجن هنانو في حلب وقد استشهد بتاريخ (9 - 2- 1965) ولم تتمكن زوجته بعد الموقف غير الإنساني من قبل رفاقه بالتخلي عنه و عن أولاده و زوجته التي كانت تغسل لباس و جوارب كل رفاقه و تجهز الطعام لهم من نقل جثمانه إلى قريته لتدفنه بعد ذلك بلدية دمشق في مقبرة الشيخ محي الدين.بعد خروجه من السجن بثلاثة أشهر و بسبب المعاناة و التعذيب القاسي الذي كان يمارس بحقه.
طبعاً وللأسف الشديد كما ضاع أو لنقل ضيعوا التاريخ الكردي ضاع قبر مؤسس الحركة السياسية الكردية في سورية وتاريخها تحت أقدام الجهلاء من رفاقه.
التعليقات