يبدو أن إدارة النظام الدموي السوري للصراع مع شعبه في بلاد الشام قد وصلت لنقطة مفصلية حاسمة تمثلت في الإستهتار بكل القيم و القوانين و المؤسسات الإقليمية و الدولية، وبلغت حد التلاعب الوقح و المناورات الشيطانية الخبيثة و التهرب من الإستحقاقات القانونية و اللعب على حبال الوقت لمحاولة كسر إرادة الثوار السوريين و إحتواء نيران الثورة الشعبية السورية الشاملة التي لن تتوقف أبدا إلا بعد إلتهام أوكار الثعابين و المجرمين و كهوف الشبيحة و الطائفيين القتلة الذين يمعنون قتلا و إبادة في الشعب السوري بينما تتوالى المهل و الإنتظارات العربية دون جدوى ولا فائدة، النظام السوري ليس في وارد التعامل الإيجابي مع أي مبادرة عربية أو دولية لأن فضيحته ثقيلة للغاية و لأن جبال أكاذيبه العلنية ستفضح، وستنهار كل مخططاته الشيطانية بمجرد فتح الأضواء و الأبواب في الشام أمام العالمين، لذلك فهو يتذرع بحكاية السيادة الوطنية المزعومة التي هي مجرد نكتة ثقيلة، فهذا النظام لا علاقة له بالسيادة ولا حتى الكرامة، وهذا النظام الذي باع أهله العرب و سلم الشام و مفاتيحها لشلة العصابات الصفوية العنصرية في إيران ليس هو من يدافع عن الشرف الوطني و القومي، إن مهمة هذا النظام واحدة و محددة وهي إستعباد الشعب السوري و تحويل سوريل لمزرعة سلطوية عائلية و لشركة عائلية مغلقة تحت صهيل الشعارات التدليسية المعروفة إياها التي إنتهى أوانها وزمانها و صلاحيتها للإستهلاك الإعلامي، لذلك كله فإن النظام ليس في وارد التعاطي الإيجابي مع أي مبادرة إلا من خلال المراوغة و المناورات و إضاعة الوقت و إطالة اللعبة الدموية المرهقة، مهرجانات القتل اليومية لم تتوقف مطلقا، و الإعتقالات التعسفية لم تفرمل أبدا، والحملات الإعلامية التهريجية ضد الأنظمة العربية و حملات السباب و الشتائم لم تهدأ أو تخف و تيرتها، ودماء السوريين لم تزل تغطي شوارع سوريا المجاهدة الحرة، وحلفاء النظام الذين سينتهون بنهايته قد أبرزوا مخالبهم الشيطانية، فهذا حسن نصر الله يظهر متحديا في لبنان يطنطن بعباراته المعهودة و يهدد بتفجير الأوضاع، وهاهو نظام الحرس الثوري في إيران مازال في حالة عربدة هستيرية ويهدد بتصعيد المواجهة في الخليج العربي وضد دول الخليج طبعا و ليس ضد الغرب فهو مصمم للتعامل التهديدي مع دوزل الجوار فقط لاغير، أما الغرب فهو ينبطح أمامهم في مواقف وصور نفاق معروفة، لقد تعزز التحالف الشيطاني العدواني و أفرز حالة من الوحشية ضد الشعب السوري الأعزل الذي هو اليوم بحاجة ماسة حقيقية لتدخل دولي صارم يعيد الأمور لنصابها و يمنع النظام المجرم من التطاول على دماء الشعب، ومهمة الجامعة العربية في تقويم الأمور قد إنتهت بنهايات فاشلة كانت معروفة و مشخصة، والعالم العربي لا يستطيع أبدا التحرك العسكري و إجبار النظام السوري على وقف آلته القمعية و المسءولية أضحت أممية و إنسانية محضة، فهذا النظام لايتورع أبدا عن إبادة الملايين في سبيل إستمرار تسلطه، وهو نظام مغامر و طائش و مغرور لايعرف أبدا قيم إحترام الشعب لأنه لايتصور أصلا أي وجود معنوي حقيقي لشعب حر بل أنه يعتقد و يتصرف على أساس أن الشعب السوري ماهو إلا زمر من العبيد و الأرقاء و أن تلك العائلة الذهبية المقدسة هي من تملك الحق الآلهي في التسلط وفقا لرؤاهم المريضة، النظام السوري يلعب على عامل الوقت بحرفنة و خبث، وهو يراهن على إحداث صدمة إقليمية كبرى ليتمكن من التعويم، وتلك الصدمة تتمثل في إشعال صراع عسكري كبير في الشرق الأوسط أو الخليج العربي قد ينهي مسلسل الثورة السورية، وهو تصور واهم، فأحرار سوريا يشقون طريقهم بدمائهم العبيطة وهم ليسوا في وارد الخضوع لأي تهديد أو تهويل، و جهود الجامعة العربية قد فشلت تماما، و الحمل السوري الثقيل لاينهض به إلا أهله، وقد أثبت رجال وحرائر الشام بأنهم مصنع للكرامة و الفداء، وسينتصرون على تلك الفئة الصفوية الباغية، و سيبزغ فجر الحرية في شام المجد و الكرامة.. وماالنصر إلا من عند الله... و على العرب رفع يدهم عن النظام السائر بكل ثقة نحو الجحيم.
- آخر تحديث :
التعليقات