جامعة الدول العربية.. عنوان عريض لمؤسسة لا تعني مواقفها غير عنوان آخر هو قاسمة أو قاصمة قلها كما شئت.. قاسمة الدول العربية. إن تاريخ الجامعة وللأسف لم نجد فيه ما يمكننا القول حياله أن دولنا العربية وحكامها الأماجد قد أجمعوا يوما علي ما فيه خير شعوبهم، وارتقاء أمتهم ودولهم!، ولا أعرف إلي متي يستمر هذا الوضع المخزي لهذه المؤسسة العريقة؟.

فمثلا ما شغل الجامعة الشاغل الآن؟.. القضية السورية.. أم القضية الليبية؟.. أم القضية اليمنية؟.. أم القضية العراقية؟!

أنا لا أعرف ولا أفهم حقيقة أي من هذه الموضوعات يحظي باهتمام الجامعة؟، باصما ومشيرا إلي التحركات التي يقودها الأمين العام للجامعة هنا وهناك لإيجاد حل للمشكلات والأزمات التي صنعها حكام دولنا وللأسف..!

وإني أتساءل أين فلسطين اليوم من الجامعة العربية؟ أين موقف الجامعة من سعي الكيان الصهيوني هدم جسر باب المغاربة مثلا..؟ وأين هي من القضايا الملتهبة الأخري مع إيران والتي أولها في السعودية والبحرين والإمارات وآخرها في العراق حيث سكان مخيم أشرف الذين جاءوا العراق لاجئين منذ العام 1986، واليوم لأجل عيون الملالي في إيران يسعي المالكي لنقلهم قسرا دون النظر لأي عرف دولي أو قانون إنساني أو خلق إسلامي..!

إنني أوجه الجامعة العربية ضرورة أن تكون سابقة لآمال وتحركات العجلة الشعبية في الدول العربية وإلا فإن نهايتها ستقترب، وسيضيع حلم الوحدة المنشود للأبد، وإن قدر له التتمة فلن يكون في ظل هذه المؤسسة أو الجامعة بكل تأكيد.

ولزاما علي لجان الجامعة العربية أن تحصي وترتب أولويات القضايا التي يجب علي وزراء الدول العربية مناقشتها، ومعالجتها، وإيجاد حلول لها، وليس أقلها ما يحدث في العراق بيد إيرانية ليست خفية.

فالعراق منذ احتلاله وهو يبتعد شيئا فشيئا عن الجسد العربي، ومواقف الجامعة العربية خذلت العراقيين كثيرا، ولكن عراق اليوم ليس كعراق الأمس. فهو الآن بانتظار جلاء كامل للمحتل الأمريكي نهاية هذا العام، والدور العربي في العراق غائب بالكلية. وكما هو واضح لا توجد خطوات جدّية من أجل السعي لملء الفراغ الذي سيتركه رحيل المحتل الأمريكي، تاركين الساحة لإيران الطائفية لتحقيق ما تآمرت لأجله منذ عقود، وهو تصدير فكرها الطائفي عبر العراق..!

فلما لا يتقدم العرب بخطوات للأمام نحو العراق من أجل مواجهة هذا التوجه الإيراني؟، ولما يتراجعون دائما عن عقاب هذه الدولة التي طالما أخطأت في جنب الدول العربية والإسلامية خاصة السنّية منها؟ هل يخشى العرب إيران إلى الحد الذي قبلوا فيه الدنية في دينهم ودنياهم؟!

فقد صمتوا على محاولات تفجير الحرم مرتين، ومن قبل على الجزر الإماراتية، ومن بعد علي محاولة اغتيال السفير السعودي ثم دعوة خطيب الجامع الطهراني لآل سعود بترك السلطة ثم الزعم بملكية البحرين، والتصريح بحقهم في البصرة، ودعمهم للحوثيين، وللشيعة السعوديين..!

كل هذا وأكثر، ولا نجد تحركا إيجابيا واحدا نحو عقاب هذا النظام الملالي المتعفن؟! والله إنه لشئ عجاب..!

إني أوجه جامعة الدول العربية إلي ضرورة التوجه نحو العراق والإلمام بالكوارث التي تنتظره والتهديدات التي يواجهها، والتي أعظمها إيران ومؤامراتها ودسائسها التي لا تنتهي. آملا أن يعوا أن القضية السورية لن تحل، إلا إذا وجدت إيران قوة تخرجها من الحدود العربية التي تعربد فيها الآن كما تشاء، وهي التي دعّمت ولا تزال هذا النظام العنصري في سوريا.

إذا علاج القضية السورية يبدأ من العراق والتصدي لحكومة المالكي المتواطئة، والتي تبحث دائما عن القرابين التي تهديها للملالي..! وآخر شئ تفكر فيه إن فكرت أصلا فيه هو الشعب العراقي وأمنه واستقراره.

وأحيط الجامعة العربية علما بقضية الأشرفيين ليس لأهميتها الإنسانية والأخلاقية وحسب، ولكن لأهميتها السياسية أيضا في كبح جماح هذا الجنوح الإيراني، والتطرف الفج. إنها قضية أرجو أن ترعاها جامعة الدول العربية مع الأمم المتحدة والمفوضية الدولية؛ إن لم يكن من باب الإدراك العربي العام بأنه جزء من هذا العالم المتحضر وعليه مسئوليات كبري حيال مثل هذه القضايا الإنسانية، فعلى الأقل لحفظ التوازن مع إيران الطائفية الملالية.

صحافي وباحث مصري