شعور غريب أصابني فور قراءة خبر اعتذار وزير العمل الفلسطيني أحمد مجدلاني عن الكلمة quot;غير اللائقةquot; التي أطلقها على الهواء أثناء مقابلة معه على إذاعة quot;راية اف امquot;، يوم الأحد الموافق 20-11-2011 في برنامج quot;ملف الرقيبquot;، ليس لأن الكلمة بذيئة ولا لأنه أطلقها على الهواء بل لأنه عذر أقبح من ذنب. بالمناسبة الكلمة بذيئة أيضاً ليس فقط quot;غير لائقةquot; كم وصفها معالي الوزير.

حتى هذه المواقف نعلقها على شماعة الاحتلال، أنا لا أبرئ الاحتلال من الكلمة التي أطلقها معالي الوزير، لربما تكون اجراءات الاحتلال هكذا، لكني لا أعتقد أن هذا هو الزمان والمكان المناسبين لنقول للاحتلال أن اجراءاته هكذا، ولا أعتقد أيضاً أن هذه هي الطريقة المثالية لشجب واستنكار اجراءات الاحتلال.

لا أقول أننا لا نخطئ، كلنا يصدر عنه الخطأ وكلنا خطاؤون والكمال لله، لكن يا معالي الوزير قدرُنا أن تكون وزير العمل في الحكومة الفلسطينية، وللأسف وقت وجود الفرد في الحكومة كوقت الصيام في رمضان، إذا كانت الحسنة في رمضان بسبعين ضعفاً، فالخطأ خلال وجودكم في الحكومة مثله تماماً إن لم نقل أكثر.

جاء في الخبر: quot;أفاد الوزير أن هذه الكلمات بثت عبر أثير الراديو بطريق الخطأ، لأن خط الأستوديو لم يتم إغلاقه من المصدر بعد انتهاء المقابلة، الأمر الذي تم تفسيره وكأنها موجهة للمتحدثينquot;. من المؤكد أن اللوم لا يقع على خط الاستوديو، ولا على موظف الإذاعة الذي لم يغلق الخط فوراً، لا أعتقد أن وقع خطأ عندما تأخر الموظف بإقفال الخط لثواني معدودة. والموضوع ليس توجيه الكلمة للمتحدثين أو للاحتلال، الموضوع هو كلمة نابية أطلقت على الهواء مباشرة وهذا خطأ، نتخلى قليلاً عن طبعنا العربي في تعويم الأمور وتشتيتها، الآن انا لدي تساؤل: هل تعتذر للجمهور لأن الكلمة ليست موجهة له؟ أم تعتذر عن الكلمة نفسها؟.

وقال الوزير :quot;...لأؤكد اعتزازي بنضالات شعبنا العظيم، مع التأكيد على أنني لم أقصد الإساءة لأحد من قريب أو بعيد من بنات وأبناء شعبنا، أملاً أن يصار لفهم الأمور ضمن سياقها الطبيعي بعيداً عن استثمارها بشكل ضار بمصالح وقضايا شعبنا العظيم، في الوقت الذي نخوض فيه معركة قاسية ومتواصلة مع الاحتلال الاسرائيليquot;.

أنا أحب الخطاب الوطني ككل الشعب الفلسطيني، لكن أرجو أن يكون في مكانه وفي زمانه المناسبين، لا توجد صلة ولا علاقة بين الخطاب الثوري وبين ما حصل، حتى لو لم تكن موجهة للشعب ndash;والله أعلم ما في النفوس-، لكن الخطاب الوطني بعيد قليلاً عن الموضوع، لا بد أن يكون خطابنا أخلاقي بدل وطني ولو لبعض الوقت.

سؤال آخر: كيف يمكن أن تستثمر الكلمة بشكل ضار بمصالح الشعب؟ لا أظن أن الكلمة بحاجة إلى استثمار وهي لا تحتمل الاستثمار أيضاً، أيمكن للكلمة أن تغلق سوبر ماركت مثلاً؟ أو أن تغلق الدوائر الحكومية في وجه المواطن مثلاً؟ إذا كانت ستضر بمصلحة أحد ستضر بمصلحة معاليكم الشخصية لا أكثر.