هذا النداء لكل القوى الفاعلة من الثوار والمجتمع الاهلي لتشكيل مجالسهم المحلية في البلدات والقرى والمدن، لكي تكون مجالس وطنية مصغرة، وحاضن للمجلس الوطني وضامن لخطه السياسي، وبديل عنه في حال خرج عن مطالب الثورة. وبنفس الوقت تقود هذه المجالس المرحلة الانتقالية، والثورة معا على الارض...مجالس تضم قادة التنسيقيات وشخصيات اجتماعية مع الثورة، وبذلك يكون التمثيل السياسي قد تحقق على الارض بالمعنى النسبي للعبارة، وأتمنى على قوى المعارضة في الداخل ولجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة والمجلس الأعلى وباقي التشكيلات التنسيقية، وخاصة تنسيقيات الشباب الكردي من أجل انخراط سوري مؤسسي في تمثيل الشباب الكرد للثورة أيضا، ان يبدأوا بتشكيل مثل هذه المجالس المحلية..والأهم ايضا من أجل احتواء أي منحى عنفي أو طائفي للوضع لايخدم الثورة. وتأمين المساعدات المطلوبة للناس..
كنت قد وجهت هذا النداء أكثر من مرة من قبل ولاأزال أرى أن تعطى هذه القضية المزيد من الاهتمام، ولاعتبارات عديدة، واهمها الآن بعدما حققت الثورة السورية هيمنة سلمية تحررية على الرأي العام العالمي والعربي والداخلي، وهذا يشير إلى اقتناع العالم اجمع تقريبا، بخطاب الثورة ومصداقيتها، وأخلاقية وأحقية مطالبها، في التحرر من هذه العصابة الحاكمة والبدء ببناء سورية جديدة، كدولة حريات وديمقراطية وقانون أسوة ببقية شعوب الارض. وما قلته أيضا هنا يمكن للمرء رؤيته من خلال الاعترافات المتتالية بالمجلس الوطني السوري كمفاوض شرعي من أجل تحقيق مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة، والتخلص من هذه العصابة، أيضا بطرق قانونية، إما أن يفروا إلى دول أخرى أو يقدموا للمحاكمة العلنية في سورية.
إن إمكانية انتشار العنف من مخاطر الثورات عموما، وهذا لم يحدث حتى اللحظة في سورية كنتاج لممارسات قوى الثورة، ولا كنتاج لممارسات الجيش السوري الحر، بل ما يحدث من عنف الآن هو نتاج تهيئة النظام لجو العنف لكي يحاول الاستناد عليه، من أجل حصار المدن والاحياء وتبرئة صفحته أمام بعض العقول الصغيرة في الرأي العام أو أمام المصالح الكلبية التي تدعمه على المستويات الدولية والاقليمية والعربية، ومن الوسائل التي استخدمها ويستخدمها وسيستخدمها هو العنف الطائفي، لهذا أجد من الضرورة بمكان تشكيل مثل هذه المجالس لحفظ ابناء شعبنا من الاقتتال السوري السوري..وتسعى هذه المجالس للتدرج كسلطة مدنية بديلة في الاحياء والمدن والبلدات والقرى خاصة في هذه الفترة الانتقالية، وتكون صورة مصغرة عن المجلس الوطني السوري وحاضنة له ورقيبة عليه بنفس الوقت، والاهم حامية لسورية من أية فوضى يمكن أن يعمل عليها هذا النظام.
إن شعبنا يعرف جيدا أين مصدر العنف والطائفية، واين مصدر القتل ومسببه، لهذا وانطلاقا من هذه المعرفة يصبح من الضرورة بمكان تشكيل مثل هذه المجالس. وعلى المجلس الوطني السوري أن يبدء العمل جديا حول هذا الموضوع والمساهمة فيه..إن قيادات أهلية تساند شعبنا في مطالبه بالحرية ومن كل الأديان والطوائف والقوميات قادرة على إحياء سلطة أدبية لهم تمنع انزلاقات عنفية او طائفية.
إن حجم التهويل والكذب المفضوح بمسألتين من قبل قوى النظام ومن يسانده في العالم، يشير إلى عمق هذه الهوة التي دخل فيها النظام مع حلفاءه واذنابه، وهما: مسألة أن ما يجري هو مؤامرة كونية على المقاومة والممانعة، ورغم أن إسرائيل صوتت ضد إدانة النظام وجرائمه في الأمم المتحدة!! وهذا اسقط آخر ورقة توت عن هذا النظام في هذا الحقل..والمسألة الثانية هي موضوعة العنف والخوف على الأقليات، أو التهديد بتقسيم سورية، وهذا ما وقع في فخه بعض المعارضين أيضا..!
هذه المجالس فيما لو تم تشكيلها تسحب البساط من تحت أقدام هؤلاء، والقيام بمبادرات جدية من أجل حقن دماء شعبنا كما حدث في مدينة حمص في بيان علماء دين ومشايخ من طوائف حمص كلها...
في النهاية أتمنى مرة أخرى أن تجد هذه الدعوة اهتماما جديا من قوى الثورة وتعبيراتها السياسية والمدنية.
غسان المفلح
- آخر تحديث :
التعليقات