البعض يريد ان يقنعنا بان الجامعة العربية والمتحكمين بها في موقفهم المتشدد وقراراتهم quot; ذات السرعة التربونية الطائفية الهائلة quot; اتجاه سورية أنما تنطلق من دوافع انسانية وديمقراطية حتى وان كانت جميع هذه الدول التي دعمت القرارات لاتمثل الديمقراطية لامن بعيد او قريب وليس لها علاقة بها من اي نوع لاثقافي ولافكري ولاسياسي ولاحتى رياضي بل ولاحتى جنسي!! المفارقة ان البلدين الديمقراطيين الوحيدين في المنطقة من المحيط الى الخليج اللذان وقفا ضد هذه القرارات هما العراق ولبنان، ومع كل quot; الخرابيش quot; التي ستصدر ضد هذه التجارب الديمقراطية فانها واقع حال لايمكن انكاره وليس لها منافس من اي دولة عربية اخرى لحد هذه اللحظة.

على مدى التاريخ الطويل كان يعاب على الجامعة العربية حالة quot;الشلل الرعاش quot; التي تستوطنها مما يجعلها كسيحة في أهم واخطر القضايا العربية، وفي جانب اخر وان تحركت تكون فاقدة لبوصلة المنطق فعلى سبيل المثال تقاطع العراق الجديد وتتمادى لحد التحريض ودعم التخريب والفرقة ومحاولة حصار تجربته الديمقراطية الجديدة!! وفي مثال اخر تقف ضد حزب الله في حرب تموز وفي ذروة المواجهة مع اسرائيل في وقت كان هذا الحزب يسجل اروع الانتصارات العربية واهمها وبشكل تاريخي وستراتيجي متفرد غير بالفعل كل معادلات الصراع العربي الاسرائيلي واعاد ترتيب الاوارق والخطط لعقود سابقة واخرى لاحقة، لكن الجامع بين حالتي العراق ولبنان هو الاستهداف الطائفي المغلف بامور لم تعد تنطلي على جهال القوم.

ومن يراقب حركة الجامعة العربية في هذه الايام الخوالد لايستطيع في اي حال من الاحوال وباي درجة من الصبر والكياسة ان يتجاوز الحركة والنفس الطائفي الذي ينطلق من زفيرها ونفيرها الطائفي المتصاعد في مرحلة اولى تبدأ في سورية في محاولة لكسر أهم أساس في معادلة المنطقة ليتم فيما بعد التحرك على نقاط ارتكاز اخرى لتدميرها كجزء من فكرة بائسة لاعادة عقارب الساعة الى الخلف وفي ظل ربيع عربي تحول الى خريف أهم سماته الاغتصاب الطائفي للسياسة في البلاد العربية.وفات على هولاء جميعا ان ثمن اعادة عقارب الساعة سيكون اكبر بكثير من مليارات النفط المكدسة وسيكون اكبر بكثير من مجرد اسقاط نظام معين هنا او استهداف تجربة هناك فهذه الشرارة التي يتلاعب البعض بها ستكون طلائع النار التي ستحرق المنطقة كلها دون استثناء وفي مقدمتها دول المجهر المتحكمة في حركة الجامعة العربية في وقتنا الاستثنائي الحالي.

ان للشعب السوري حقوق انسانية ودستورية لايمكن الجدال عليها، ولكن لايوجد نفس هذا الحق للمحرضين على الحرب الاهلية من الخارج.لذلك هذه السرعة ضد سورية وهي غير معهودة في تحركات الجامعة العربية تثير اكثر من سؤال واكثر من استفزاز، وبنفس الوقت الذي يتم فيه ادخال ثورة اهل البحرين السلمية في ثلاجة العزل الطائفي العربي المقيت!!وايضا بذات الوقت الذي يتم فيه تجاهل دبابات صالح في اليمن وهي تجعل البيوت والناس اهداف حرب وسط صنعاء ومدن اخرى ومنذ شهور عديدة!! ثم وفي اقتباس بسيط من اللغة الشعبية السورية السؤال الاهم ماهذا quot; الشلح العلني quot; للجامعة العربية امام تركيا!! وكأن مراد الرابع الامر الناهي للعرب بعث من جديد بصورة اوردغان او اوغلو!! مع مفارقة تاريخية غريبة ان اجدادنا قاوموا احتلال مراد وجوقته اما بعض الحكومات العربية ومعها ذويلها في الجامعة العربية فقد quot; شلحت quot; كل شيء امام مراد الجديد، فلم نعد نرى حتى بعض بقية من حياء عربي سياسي او حتى عشائري سياسي عند البعض فاصبح اودرغان خليفة الاسلام واغلو سلطان العروبة!! وتحولت الجامعة العربية من مرض الكساح الى مرض التعري بوعي او دونه ومع الاسف الشديد!!

وفي ضوء كل هذه الحقائق ومع هذا الدعم العربي الاعلامي والسياسي الهادر لتحركات الجامعة العربية ضد سورية من حق اي مواطن عربي بسيط ان يسأل وينتظر الجواب... هل الدول التي صدرت قرار تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية هي دول ديمقراطية وحكومات منتخبة!؟ متى تتحرك الجامعة العربية ضد اسرائيل ولو بربع السرعة التي تحركت بها ضد سورية!؟ وهل يوجد أمل في هذا الاتجاه!وهل يوجد ولو بالآفق مجرد فكرة مؤتمر عربي تركي ضد اسرائيل يعقد في الرباط!؟ اعتقد الاجدر بالاجابة شاعر الحب والحياة ابن سورية نزار قباني وهو يقول:
نتمطى فوق وسائدنا... نلهو بالصرف والاعراب
يطأ الارهاب جماجمنا.. ونقبل اقدام الارهاب
نركب احصنة من خشب.. ونقاتل اشباحأ.. وسراب


[email protected]