يستعد وزراء دول الاتحاد الاوربي لعقد إجتماع خاص من المزمع أن يناقش في جدول أعماله قضية أشرف، و مسألة العقوبات الجديدة المفروضة على النظام الايراني، هذا الاجتماع الذي يأتي في غضون بدأ العد التنازلي للموعد التعسفي الذي حدده نوري المالکي رئيس الوزراء العراقي لإغلاق معسکر أشرف و نقل سکانه الى مکان آخر.

قضية أشرف، التي يبدو انها تسير بإتجاه نوع منquot;التأزم العاصفquot;، حيث و في الوقت الذي يصر فيه المالکي على موقفه و يؤکد لمختلف الاطراف الدولية مضيه قدما في تفعيل قراره بحلول نهاية العام 2011، فإن سکان أشرف يتوجسون ريبة من ذلك الموعد و يرون فيه مجرد (مخطط) تآمري وضعت خطوته الاساسية في طهران من جانب النظام الايراني، و تبعا لذلك فإن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يرفض الخطة المطروحة من قبل الحکومة العراقية و يطعن في مصداقيتها و غاياتها و أهدافها النهائية، أما الموقف الدولي فهو يکاد يميل الى حد ما الى جانب سکان أشرف، خصوصا وان مصداقية القرار العراقي و المواقف السياسية التي تتخذها الحکومة العراقية توضع دوما تحت دائرة الشك و التساؤل ولاسيما وان نفوذ النظام الايراني قد تجاوز کل الحدود و المعايير المألوفة و بات أشبه بإحتلال سياسي أمني ثقافي، وان إيحاء النظام الايراني بإنه يحرق العراق في حالة عدم إنسحاب القوات الامريکية من العراق في موعده المحدد، يدل بوضوح أن رجال الدين في طهران يتصرفون وکأن العراق مجرد إقطاعية (دينية) تابعة لنظامهم و انه لامجال أمامه سوى تنفيذ الاوامر الواردة إليه من طهران بحذافيرها.

تضارب هذه المواقف و الرؤى السياسية لحل مشکلة أشرف، يجعلها عرضة لمزيد من التعقيد و الغموض، وان سير المشکلة بهذا الاتجاه، و ذلك التضارب المذکور آنفا، لابد وانه قد جمع حصيلة معينة أمام وزراء خارجية دول الاتحاد الاوربي لکي يطرحون مشکلة أشرف کأحد المحاور الرئيسية في إجتماعهم القادم، وقطعا ان طرح مسألة العقوبات الدولية الجديدة المفروضة على النظام الايراني و ماحصل من إحتلال ملفت للنظر للسفارة البريطانية في طzwnj;هران و ماأردف ذلك من قطع للعلاقات السياسية بين بريطانيا و النرويج مع النظام الايراني، تمنح ثمة معنى خاص لعملية فهم الوزراء للموقف في أشرف، والذي يعلم الجميع أن الحکومة العراقية(بإعتراف مسؤوليها علنا)، تخضع لضغوط إيرانية هائلة ليس بإمکان أحد في بغداد أن يقف ضدها و يقول(کلا) بوجهها، وان إحتلال السفارة البريطانية في طهران من قبل النظام نفسه وفق سيناريو هزيل، هو بالتأکيد أصعب و أعقد بکثير من إعداد سيناريوهات أخرى للهجوم على سکان أشرف بعد إخراجهم من معسکرهم الحالي، ولأجل ذلك، فإنه لامناص من أن يتحرك وزراء خارجية دول الاتحاد الاوربي لإتخاذ موقف عملي و مبدأي واضح بهذا الاتجاه و ان يکبحوا من جماح تهور و طيش النظام الايراني و يوقفونه عن حده من خلال تدويل تلك القضية و نقل سکان أشرف الى خارج العراق وليس داخله، ويقينا فإن وزراء الاتحاد الاوربي سيتخذون موقفا لن يعجب طهران و لابغداد، وبعکس ذلك، فإنهم سيکونون من الذين يقدمون سکان أشرف بإيديهم کقرابين ليد النظام الايراني ليقوم بنحرهم بدم بارد جدا، فهل يعقل ذلك؟