تطرح قضية إباحة ضرب المرأة في الإسلام بحسب الأية : (( فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)) خطأ التفريق بين الإهانة والضرب الذي كرسه الفقهاء بشرحهم كيفية تطبيق مضمون هذه الأية. اذ إستفاضوا في وضع الطرق المناسبة لتطبيقها - من وجهة نظرهم - وإشترطوا ان يكون الضرب غير ضار، وبعيدا عن الوجه والأماكن الحساسة في الجسد! وهذه واحدة من مشاكل الفقه والفكر الديني عموما، ليس في الإسلام فقط وانما في الديانات الأخرى اليهودية والمسيحية أيضا، وهي تقديس النص المكتوب على حساب مصالح الإنسان والمجتمع، والعقل، وبالضد من عدالة الله. لاأحد من الفقهاء تكلم عن ضرورة إحترام كرامة المرأة ومشاعرها بإعتبارها إنسانا له كافة الحقوق، وليست وعاءا للجنس وإنجاب الأطفال، وتكلموا ببرود عجيب وهم يشرحون حكم إباحة ضرب المرأة من منطلق تقديس النص وإهمال مصالح الإنسان ومشاعره، وسقطوا في خطأ التفريق بين الإهانة والضرب! واذا كان ضرب المرأة لايعد إهانة لها، فكيف يكون شكل الإهانة؟ ومن المؤسف ان الأديان جميعا نظرت للمرأة من زاوية دونية واعتبرتها كمخلوق ثانوي خلق من اجل إشباع رغبات الرجل وخدمته وإنجاب الأطفال. ولهذا ليس مستغربا عدم وجود حاخامات نساء شهيرات في اليهودية، ونساء باباوات في الكنيسة، وفقيهات في الإسلام. طوال التاريخ كان الذكور هم من صنع الدين وسيطر عليه، ونتيجة طبيعية مانراه من طغيان الطابع الذكوري على مباديء وأحكام الأديان. ولعل ظاهرة تعدد الزوجات لدى رجال الدين، تكشف عن عدم إحترامهم لمشاعر المرأة وكرامتها، والتعامل معها على إنها جزء من مقتنيات البيت التي توفر الملذات الجنسية لاأكثر! والسؤال: هل سيعارض الله تعطيل النصوص الدينية التي تتناقض مع مصالح الإنسان والعقل؟ منطقيا الله يريد الخير والفائدة للبشر، واذا كانت النصوص الدينية تقف ضد إستمرار مسيرة الحياة والسلام والمحبة كأحكام الجهاد التي تحولت الى منهاج عمل للإرهابيين وقتل الناس، أو الأحكام التي تضيّق على الجوانب الترفيهية، أو أحكام الحجاب، أو أحكام ضرب المرأة، هذه الأحكام وغيرها اذا تعارضت مع العقل وعرقلة مسار الحياة، وكانت بالضد من عدالة الله.. يصبح من الضروري تعطيلها حباً بالله وحفاظا على صورته الجميلة وليس عصيانا له.
- آخر تحديث :
التعليقات