كعادتك دكتور برهان كمفكر تتحمل نقدي وهذا عشمي...ولكن الآن كرئيس للمجلس الوطني السوري الذي يمثلني، وانا عضو فيه..لا أعرف لم اجرب بعد...!
بداية هنالك لبس في ترجمة طلب حماية المدنيين في خطابك الاعلامي..كما هو اللبس عند كثر من زملائنا اعضاء المجلس، ونحن علمتنا الثورة الشفافية معها، وهذا عنوان نعمل جميعا من أجل تكريسه وأنت أولنا كما ألمس من محاولاتك أمام الاعلام..أنا أعرف أن موقفك الشخصي دوما كان ضد أي تدخل دولي في المنطقة، وهذا الموقف كنت قد حاولت التأسيس له فكريا وهذا ماجمعك سابقا مع هيئة التنسيق. ربما ما يطلبه الشعب السوري وأكثرية أعضاء المجلس منك مخالف لقناعاتك الشخصية تلك. لكن الجريمة وطريقة ارتكابها والاصرار على المضي فيها، من قبل طغمة لا ضمير ولا أخلاق ولاقيمة لديها، وقضيتها الوحيدة هي الاستمرار بإمساك سورية بنفس الطريقة القبيحة والمنحطة وطنيا وسياسيا وأخلاقيا، إنها طغمة استبطنت القتل، وربما جعلته معتقدا دينيا فيما بينها!!

كلما قتلت أكثر من الشعب السوري تدخل جنتهم، في أكثر من لقاء لك أو خطاب، صرت تؤكد الآن على طلب الحماية للمدنيين، ولكنك لم ترفق هذا الطلب بتوضيح كامل هو مطلوب منك كرئيس للمجلس الوطني السوري، كيف يمكن أن يحدث هذا التدخل وماهي آلياته؟ سأشرك معي بعض آراء مثقفين سوريين في هذا الموضوع، لأنك لم تنتبه لقضية مهمة كان يجب أن يكون لك فيها دورا مميزا وهي مأسسة خطاب المجلس وتوحيده، وأنا أعرف أن الموانع موضوعية وذاتية، فحوى خطابك ومعك السيدة بسمة قضماني الناطقة باسم المجلس وآخرون من أعضاء المجلس، أنكم توحون دوما للمجتمع الدولي بأنكم لاتريدون تدخلا دوليا من أي نوع كان وحتى وأنتم تطالبون المجتمع الدولي بحماية المدنيين، رفضتم الممرات الانسانية التي طرحتها فرنسا، ورفضتم المنطقة الآمنة التي طرحتها تركيا، ولازلتم تتحدثون عن رهان ما على الجيش الأسدي الذي يقتل السوريين بدم بارد ويجتاح المدن بطريقة همجية!!

وهذا ما تم تكريسه في مشروع البرنامج السياسي للمجلس، وإليك ما يقوله الباحث السوري ميشيل كيلو محقا عن هذا التناقضquot;بداية، من المستغرب أن لا يعتبر المجلس المؤسسة العسكرية جزءا من النظام ورمزا من رموزه، وأن لا يتطلع إلى إسقاطها بل إلى التعاون معها في المرحلة التالية لسقوطه. هل يرجع هذا إلى موقف يعتمده المجلس يعتبر المؤسسة شيئا مختلفا عن الجيش، حامل النظام الرئيس، الذي تبين خلال الانتفاضة الشعبية الراهنة أنه حاميه الرئيس أيضا؟ من المستبعد أن يكون الأمر على هذا النحو، ما دام المشروع يتحدث في أحدى فقراته عن ضرورة الحفاظ على الجيش باعتباره مؤسسة رئيسة من مؤسسات الدولة. إذا كان المجلس سيتعاون مع المؤسسة العسكرية ويريد الحفاظ على الجيش، فأي نظام سيسقط؟، وأنا اتساءل مع ميشيل كيلو إذا أي نظام سنسقط؟ نحن لانقول ولا ندعو لتفتيت الجيش بل يجب أن يتم منعه من قتل المدنيين، وهذا لايتم إلا عن طريقين:إما ان ينشق هذا الجيش أو أن يجد قوة أقوى منه فوق رأسه تشكل له حالة ردع واضحة، تمنعه من الاستمرار في مجازره. من كان يخاف أن يخونه بعض المعارضين وبعض إعلام عربي مجرم لأنه يغطي الجريمة، فعليه أن يتنحى، لأن مطالب الشعب واضحة، والدماء التي سالت طاهرة، لاتحتاج لوصاية من أحد بل تحتاج لصوت كما قلت أنت في فيينا، نحن صوتكم!!

فهل فعلا نحن كذلك؟ صوتهم يطالب بتدخل عسكري دولي ومناطق آمنة، وهؤلاء هم أولياء الدم، وليس هيئة التنسيق التي لاتزال مصرا على ضمها ومعك بعض أعضاء المجلس، وعلى ضمها ببرنامجها وممارستها السياسية، التي رفضها الناس؟ لماذا أيضا لا أعرف؟ وما هي الغاية؟ وإذا كانت الغاية توسيع التمثيل المعارض في المجلس فلينضم اعضاء هيئة التنسيق وفق معطيات المجلس ومطالب الناس؟ ولماذا لايتوسع المجلس بشخصيات هي أقرب لمطالب الناس من هيئة التنسيق كالدكتور عبد الرزاق عيد وعمار قربي وغيرهم. رغم ملاحظاتي على طريقة الصديقين في تعاطيهم مع المجلس وشخصياته. الحظر الجوي والمناطق الآمنة هي لتحييد قوة جيش الأسد، لأن الجيش السوري هو الآن من حيث الفعالية التاريخية هو جيش مجرم بالاداء وبالسلوكquot; الكاتب الصديق فاضل الخطيب يقول quot;ينتقد البعض مسألة الحظر الجوي، الحماية الدولية، يستنكر أي دور خارجي لوقف الدم، لكنه لا يطرح أي بديلاً، لا يقول كيف يمكن إيقاف قتل الناس وإبادة الثورة. ينتقد وبس!!، بس يا ريت لو يضع أحدهم نفسه مكان أسرة شهيد، أو مكان من اغتصب أو اغتصبت أخته أو زوجته أمامه من قبل شبيحة الأسد، لو حاول هذا البعض تصور مشاعر هؤلاء، عندها قد لا يتكلم بهذه quot;العقلانيةquot; وquot;الوطنيةquot; وquot;الأخلاقيةquot; عندها قد يطلب الشيطان بل الشياطين كلها للخلاص من المجرمين القتلةquot;.

الناس الآن في حمص ودرعا والزبداني وحماة وأدلب ومعظم الريف السوري تعيش هذه المحنة ولديها هذا المطلب من المجتمع الدولي، فهل سنبقى نمارس عليهم دور الوصاية، أليس هو وطنهم كما هو وطننا؟ هم يريدون الآن أن تتدخل قوة عسكرية لحمايتهم، وقوى دولية تدعم الجيش السوري الحر، وأنتم تقولون أن هذا الكلام يؤدي إلى حرب أهلية!! أليس في هذا الأمر تعجب ما؟ هل أن نجنب سورية حربا أهلية على فرض أنه احتمال قائم، بأن نتركها لجيش الشبيحة هذا؟ منطق عجيب!! ثمة أمر آخر لم يجب عنه دعاة رفض التدخل هوquot; ما هو السيناريو الممكن لتحييد هذه القوة الغاشمة والهمجية؟ وبعده ما هو السيناريو الذي يجب أن تعمل عليه قوى الثورة في إسقاط النظام؟ عندها لو تقدمتم بسيناريو واقعي يمكن أن يلتف الناس حوله، ويقفوا ضد التدخل العسكري، أما وأن نبقى ننظر عليهم برفض التدخل العسكري، ونتركهم لمصيرهم فهذا منطق لايستوي وانت خير من يعرف ذلك.

ثمة من يعترض على هذا الطلب بالقولquot;هل الدول مستعدة تتدخل كي يطلب منها المجلس ذلك؟ وجوابا على هذا السؤال لتوسيع الحوار، أقولquot; الموضوع لا يحتاج لخلط...أن تتدخل الدول أو لا تتدخل هذا مستوى، وتكثيف خطاب المجلس أمام الرأي العام الداخلي والخارجي من أجل طلب الحماية الدولية والتدخل الدولي والحظر الجوي والمناطق الآمنة مستوى آخر... وتوحيد هذا الخطاب بين اعضاء المجلس أيضا في نشاطاتهم وطلاتهم الاعلامية..quot; يجب ان يكثف المجلس نشاطاته وندواته من أجل اقناع الرأي العام الدولي بضرورة التدخل العسكري لحماية المدنيين وفقا للقانون الدولي. واختم بالقولquot;حمص تحت الموت....بدون تأتأة ولف ودوران على المعارضة أن تتبنى تدخلا دوليا وفقا للقانون الدولي لحماية المدنيين..عسكريا أو خلافه...وينشط هذا الخطاب على هذا الاساس.الوضع السوري لم يعد يحتمل...وكل كلام عن رهان على جيش-بشار الاسد- وطني سوري!!!هو كلام لذر الرماد في العيون...

لا تخدعوا أنفسكم ولا تخدعوا الناس الكلام موجه إلى كل معارض في المجلس الوطني او خارجه يخرج إلى الاعلام ويتحدث عن رفضه التدخل الدولي..وعن رفضه لتدويل الملف السوري وابقاءه عربيا وخاصة عند العراق والجزائر وحزب الله!!! الناس تذبح ونحن ننظر بعدم التدخل...والحديث عن حماية المدنيين بدون قوة تنفذه!!!!! هو خدمة للقتل....وحمص تحت الموت....