في الوقت الذي يزداد الوضع السوري عامة و الكردي السوري خاصة سوءً، و في الوقت الذي نحتاج إلى الهدوء و العقلنة في التعامل مع أخطر أزمة يمر به الشعب الكردي في سوريا تظهر بين الحين و الآخر أخبار و إشاعات لا تكاد تخلو من بصمة الدولة التركية فيها تتحدث عن حزب الاتحاد الديمقراطي ( pyd ) و تتهمه بأنه يمنع الناس من التظاهر ضد النظام و تهددهم فيما لو تظاهروا أو أنهم على اتصال من النظام و.. و... و وطبعاً كل هذه الاشاعات أو الأخبار الاتهامية تأتي في أغلبها شفهياً و غير موثقة من قبل بعض الاخوة الاكراد و الذين بدورهم يرجعونها إلى مصادر غير معروفة و غير مسمى متصلة بهم من سوريا تذيع هذه الخبر او يقرؤونها على صفحات بعض المواقع الالكترونية الكردية و لكن..... دون أن تشير و للأسف هذه المواقع إلى مصادرها أيضاً مؤكدة بذلك أي (المواقع الالكترونية الكردية ) فقدانها للحرفية و المصداقية في تأدية رسالتها الاعلامية و لتصبح طرفاً في هذه الحرب على أخوة لها و دون أن تشعر.
و تعقيباً على ما سبق و على ضوء متابعتي للحراك السياسي السوري عامة و الكردي خاصة و بشكل أخص منذ اندلاع الثورة السورية تبين لي و للأسف الشديد أن هذه التصرفات اللامسؤولة و التي قد تكون غير مقصودة من قبل البعض الكردي تأتي في سياق الحرب المعلنة و غير المبررة على الاطلاق على حزبي الـ pyd السوري و على الـ pkk الكردستاني الذي قدم و مازال الالاف من الشهداء في سبيل القضية الكردستانية عامة و الكردية التركية خاصة و يتبين للمتابع و بشكل واضح أن هذه الاشاعات هي محاولة من الذين يقفون وراء هذه الحرب لزرع الفتنة و التشرذم في صفوف الحركة السياسية الكردية و بالتالي إضعاف موقفها في الملعب الوطني السوري الساخن بالحراك الجماهيري سيما و أن الوقائع العملية لهذا الحزب و من خلفه حزب العمال الكردستاني تؤكد موقفه المؤيد و الداعم للثورة السورية و الذي تجلى في العديد من المواقع كوجوده الفاعل مثلاً في هيئة التنسيق الوطني للتغيير في سوريا المعارضة للنظام و المكونة من أهم الاحزاب والشخصيات المعارضة من أمثال هيثم المناع إلى جانب أحزاب كردية سورية أخرى مثل الديمقراطي الكردي السوري و اليسار الكردي و البارتي quot; نصرالدين ابراهيم quot; كما و توكد جملة من القرائن عدم صحة ما يشاع عنه و عن علاقته بالنظام السوري منها مثلاً و عدم تأييده للثورة، و من أهم هذه القرائن هو المشاركة في الكثير من المظاهرات التي تجري ضد النظام و وجوده كما أسلفنا في معظم المؤسسات و الهيئات المعارضة غلى المستويين القاعدي و القيادي فضلاً عن الاتصالات المباشرة له مع الحركة السياسية الكردية و حواراته المستمرة معها والإقرار الدائم لهذه الحزب بعدم تمثيله للشعب الكردي عامة رغم أنه و حسبما تشير الوقائع على الارض أنه من أوسع و أكبر الاحزاب الكردية جماهيرياً و أن المعطيات تؤكد على التطور و التقدم في موقف بعض الاحزاب الكردية السورية و في التعامل مع حزب الاتحاد الديمقراطي لتأسيس رؤية و موقف كردي واحد مما يجري في سوريا من حراك جماهيري من شأنه التأكيد على أن التغيير قادم في سوريا و علينا كشعب كردي التحضير للقادم الجديد.
إن الراصد للواقع الكردي السوري و معطيات بعض من مثقفيها و بعض أحزاب حركته السياسية اليوم يجد و دون عناء أنها الصورة نفسها التي كانت عليها في الستينات و السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي من حيث البنية السياسية و الأيديولوجية المبنية على تناقضات بنيوية في الفكر السياسي و الرغبة في البقاء وحدها في الساحة وإخراج الآخرين منها و خاصة حزب التحاد الديمقراطي السوري PYD عبر نقده بأسلوب لا يخلو من التحامل و التحايل لا بل و التخوين بقصد الاساءة و التقليل من شأنه عبر حجج و مبررات غير واقعية كاتهامه بالارتباط بقوى كردستانية و وبعبوديتها لرموز و شخصيات كردستانية و أخذ الاوامر منها و عدم مراعاتها للخصوصية الكردية السورية..و..و... و.... فيما هي نفسها و كما تؤكد معطياتها و بكل وضوح ارتباطها الكردستاني // و هذا حق طبيعي لها و لغيره // مؤكدة بذلك قول الشاعر quot; لا تنه عن خلق و تأتي مثله، عارٌ عليك إذا فعلت عظيم quot;.
إن توفير شروط انتماء الكرد السوريين للأمة الكردية الموزعة في الاجزاء الاربعة من وطنهم كردستان طلب الحماية و المساعدة من اخوانهم الكرد الكبار حق طبيعي و يأتي ذلك عبر ارتباطهم بأحزاب و رموز كردستانية و من الأوائل الذين ترجموا هذه المعادلة القومية عملياً هم الاخوة في الحزب الديمقراطي الكردي السوري quot; البارتي quot; جناح عبدالحكيم بشار الذي انشق عنه 3 أحزاب تحمل نفس الاسم حيث يعتبر عبدالحكيم وحزبه الابن المدلل والوحيد للرئيس مسعود البرزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي و معروف تاريخياً ارتباط حزب عبدالحكيم بشار ايديولوجياً مع هذا الحزب ثم يأتي الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي الذي يتزعمه الاستاذ حميد درويش و الذي أيضاً انشق عنه 3 أحزاب أخرى حيث يعتبر الاستاذ حميد الصديق و الاخ المقرب جداً من الرئيس جلال الطالباني الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني و الرئيس العراقي الحالي و الجدير ذكره أن الحزبين السابقين يتشاوران مع الزعيمين الكرديين جلال و مسعود حتى في الامور التنظيمية لحزبيهما، بينما الحزبين نفسيهما و معهم آخرين من شخصيات و أحزاب يقيمان الدنيا و لا يقعدانها عندما يتعلق الامر بارتباط حزب الـ pyd مع الحزب العمال الكردستاني و زعيمه عبدالله اوجلان quot; أنا هنا لست في سياق تفضيلي quot; إذا لماذا quot; تنه عن خلق و تأتي مثله quot; إن الامر ليس مرتبط بالارتباط الايديولوجي أو الفكري لهذه الاحزاب أو الشخصيات و المؤمنة بالفعل الايجابي القادم من المحيط الكردستاني بل مرتبط بالموروث التاريخي غير الصحي للفكر السياسي لهؤلاء و المبني على الانانية و الاستعلاء و امتلاكه الحقيقة لوحده فضلاً عن العقلية الإلغائية و المؤامراتية الذي مازال مسيطراً عليه و الإيمان بأن وحده المختار و وحده الإيجابي و الآخر على خطأ و سلبي.
و للأسف أن هناك بعض القيادات الكردية تقع في هذا الفخ دون أن يشعر حيث كانت التصريحات الاخيرة للدكتور عبد الحكيم بشار من أخطر التصريحات لمسؤول كردي ليس بصفته الحزبية كأمين عام للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا quot; جناحه quot; لأن هناك ثلاثة أجنحة أخرى منشقة عن المذكور و تحمل نفس الاسم بل بصفته أميناً عاماً للمؤتمر الوطني الكردي الذي كنت و لازلت من مؤيديه و الذي من المفترض أن يكون حاضناً لكل كردي لا أن يلغي هذا و ذاك و يدعي تمثيله للأغلبية من الشعب الكردي، إن تصريحاته التي تأتي في سياق الاساءة للـ pyd تشير و بشكل لا يقبل الشك أنها تصريحات لا تخدم المصلحة الكردية السورية في ظل أزمة الثقة السائدة أصلاً بين فصائل الحركة السياسية الكردية و محاولة كل طرف التمسك بمواقفه و تسويقه لمبررات و حجج سياسية تتهم هذا و ذاك بالسلبية من الثورة السورية، فضلاً عن الخلافات و الاختلافات الواضحة بين الحركة الكردية و المجموعات الشبابية quot; اتحاد التنسيقيات الكردية quot; الحاضرة في الحراك الثوري الحاصل في سوريا عامة و لا نخفي محاولات البعض العربي من أحزاب و حركات و شخصيات التي تبذل قصارى جهدها للتشويش على القضية الكردية في السورية و محاولتها إقصاء الحركة الكردية و الشعب الكردي عامة من الحراك السياسي و الثوري الحاصل في سوريا و ممارسة نفس السياسة التي مارسها و يمارسها النظام السياسي السوري منذ عقود فضلاً عن محاولة هذه الاطراف العربية زرع الشقاق بين الاحزاب الكردية التي بدت موحدة نوعاً ما أكثر من أي وقت مضى كما تحاول استغلال طرف أو شخصيات كردية ضد طرف كردي آخر بقصد النيل من الوحدة الكردية التي ننتظرها نحن الكردي جميعاً.
إن أكثر ما يؤلمني هو الدخول في متاهات الحجم و الكم المرافق للأحزاب العاملة على الساحة و أياً كانت تلك الحركات لكن ما يجبر الانسان ألمهتم بالواقع الدخول في هذا الجدال هو الخلل الذي يحدثه البعض في العملية النضالية لتلك الحركات بافتعاله أو تبنيه لمواقف تبعد الانسان عن الحراك الاساسي و الهدف المبتغى من ذاك الحراك، فكل الوقائع على الساحة السياسية الكردية في سوريا تؤكد أن حزب الاتحاد الديمقراطي و منذ تأسيسه و حتى اليوم هو من أكثر الاحزاب جماهيرية في الساحة الكردية السورية و هي من أكثر الاحزاب تأثيراً في الفعل الجماهيري كما أنه من أكثر الاحزاب حراكاً لارتباطه فكرياً و ايديولوجياً مع حزب يعتقد أنه من أكبر و أكثر الأحزاب الكردستانية و الشرق أوسطية فيما لو استثنينا الأحزاب الحاكمة شعبية و هو حزب العمال الكردستاني الذي أسسه زعيمه عبدالله اوجلان و الذي مازال مسجوناً في سجن ايمرالي التركي منذ شباط 1999 هذا الزعيم الذي أحدث ثورة مغايرة في الفكر السياسي الكردي السائد ليؤسس مدرسة نضالية و فكرية و قومية تستمد بنيانها من الفلسفة القومية الكردية و العالمية و يعيد تأسيسها من جديد و على أساسات نابعة من الفكر الكردي و هذا الارتباط جعل من الجماهير الكردية السورية تلتف حول حزب الاتحاد الديمقراطي ( PYD ) و كان هذا نتيجة طبيعية لما أحدث حزب العمال الكردستاني من ايقاظ للحالة الثورية الكردية في أكبر بقعة كردستانية يتواجد عليها أو يعيش فيها أكبر كتلة بشرية كردية بين الاجزاء الاربعة للوطن الكردي بعد شبه ثبات عاشتها هذه الكتلة أكثر من خمسة عقود نتيجة لما مارسته الدولة التركية و منذ نشوئها سياسة الحرب و الحرق و التدمير بحق أكثر من 15 مليوناً كردياً و الوقوف ضدها وجها لوجه رغم امتلاكها أكبر ترسانة عسكرية في العالم و منذ أكثر من 30 عاماً مما أدى إلى سقوط الألاف من الشهداء و كل هذا كان من شأنه أن يتعاطف مجموعة كبيرة من الكرد السوريين و ما زالت على عكس ما قاله الدكتور عبدالحكيم لا بل تجاوزت النسب المتوقعة، فباتت هذه المجموعة بحاجة إلى قيادة تنظم عملها و ترتيب صفوفها، وبعد نقاشات و دراسات مستفيضة للواقع الكردي السوري و الكم الهائل من المتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني قررت قيادة حزب العمل الكردستاني و كما تفتضي المصلحة القومية و الوطنية السورية تشكيل حزب خاص بهذه الكتلة الكردية السورية الضخمة و إعادة تنظيميها واختيار قيادة للوليد الجديد في كردستان سورية و بذلك يكون كل متعاطف قد أصبح أوتوماتيكيا عضوا في الحزب الجديد ( حزب التحاد الديمقراطي ) مع الاحتفاظ بتلك الروابط العقائدية و الايديولوجية مع الحزب الام لكن مع مراعاة الوضع الكردي السوري و العمل على ضوء هذه الخصوصية كما حالة الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا الذي يتزعمه الاخ عبدالحكيم بشار و ارتباطه عقائدياً بالفكر البرزاني و كما الحزب التقدمي الديمقراطي الذي يرتبط مع جلال الطالباني مع مراعاة الوضع الكردي السوري، إذا لماذا لا يؤخذ على ارتباط عبدالحكيم بشار مع البارزانية مأخذاً أو ارتباط الاستاذ حميد درويش مع الطالبانية مثلاً.
يقول د. عبدالحكيم في معرض رده على سؤال وجه له : تراجع شعبية (pyd) في سوريا بشكل كبير دفعهم الى الخروج خارج المجلس الوطني اعتقدوا كما جاء في الحوار و الصح اعتقد أن وجودهم داخل المجلس الوطني سوف يفقدهم دورهم نهائيا لذلك عملوا خارج المجلس و تشكيل مجلس شعب كردي ومجالس محليات الى اخره هذه المجالس هي موضوع اعلامي اكثر من تطبقه على الارض لا اكثر ( انتهى كلام عبدالحكيم ).
لذلك نقول مقياس د. عبدالحكيم لهذه القضية كان من الاولى للـ pyd أن ينضم إلى المجلس الوطني الكردي ليعيد شعبيته و ليس العكس لعل و عسى بانضمامه يعيد بعض الشعبية التي فقدها كما زعمت.....!!. هذه أولاً، ثانياً إن الانتخابات التي جرت مؤخراً في كردستان سوريا و التي أكدت لي بعض المصادر القريبة من الـ pyd أن هذا الأخير اقترح هذه الفكرة على معظم الاحزاب الكردية و التي جاءت بناء على فكرة طرح انعقاد المؤتمر الوطني الكردي و ضرورة انتخاب المستقلين الذين من المفترض حضورهم المؤتمر بطريقة ديمقراطية و ليست بالطريقة المعتادة من الاحزاب بحيث يأتي كل حزب بالشخص المقرب منه....!! إنها لم تكن انتخابات مجلس الشعب الكردي كما تفضل السائل من الاستاذ عبد الحكيم بل كانت بمثابة مجالس محلية الغاية منها اختباراً لجاهزية شعبنا الكردي لقيادة و إدارة ذاته فيما لو استجدت الامور في الوضع السوري و أسقط النظام و كان من الاجدر للذين ينتقدون هذه العملية أن يساهموا فيها على الاقل كحسن نية و القفز على الاحكام المسبقة الصنع و قد أكدت لي مصادر مطلعة أن عدد المنتخبين أو المشاركين و الانتخاب و الترشيح بلغ أكثر من 30000 شخص و هذا ليس كماً يستهان به و هذه ليست إشارة كما يظن د. عبدالحكيم بفقدان شعبية بل العكس.
لم يقف الدكتور المحترم عند حد الـ pyd ليصل إلى الاخوة في اتحاد تنسيقيات الشباب الكورد و يتحدث عنهم باستخفاف و عدم احترام و كأنه هو المقرر لقبول انضمامهم إلى المجلس الوطني الكردي غير آبه بخصوصية توجهاتهم الفكرية و السياسية ناسياً أنهم مهما بلغوا من القلة إلا أن الحراك اليومي لهم يؤكد القوة الجماهيرية المعقولة التي تسير إلى جانبهم. إن هذه التصريحات التي تسيء إلى العمل الديمقراطي في المجلس الوطني الكردي و التي تقلل من شأن الآخرين من شأنها أن تشكل عائقاً أمام وحدة الصف الكردي السوري و يسحب البساط من تحت أقدام المراهنين على شق الصف الكردي، لذا يطلب من الأمانة العامة توخي الحذر في كل رسالة أو تصريح من شأنها تلعب دوراً سلبياً في لم الشمل الكردي.
- آخر تحديث :
التعليقات