منذ أيام السجن المديدة تعلمت أن اتحالف مع الشيطان من أجل ان يسقط هذا النظام...!لأن اي شيطان أرحم على شعبنا من هذا النظام.

4000 شهيد في الاربعة أشهر الأخيرة...كل شهر 1000 شهيد...
عندما لايصبح لشعبنا السوري سوى الله لكي يستنجد به....على الآخرين أن يخجلوا عارا من أنفسهم...إن كانوا يمتلكون القدرة على الخجل...

هذا ليس استصرخاء لضمائر ميتة، وليس طلبا من حاقدين لكي يغيروا ما في نفوسهم، وإنه ليس نداء لمصالح تكالبت شرقا وإسرائيلا وجزائرا وعراقا وإيرانا هكذا بالجملة، ورعويات متمذهبة على كره مصلحي لأية نهضة سورية معاصرة بالمفرق هنا وهناك..هنا بطرك في الكسليك او بكركي وهناك شيخ عقل في عالية او السويداء وفي الوسط مفتي يجلس دمشق أو في حلب، كما أنه ليس احراجا للمجتمع الدولي الغربي كي يتدخل عسكريا من اجل إنقاذ شعبنا وحماية ثورته السلمية، كما أنه ليس طلب نجدة من تركيا، ولا من دواوود أوغلوها الذي يتنعم بنظريته الصفرية حول الشرق الأوسط، ولا من معارضة سورية تخجل من نفسها المعارضات لأجلها...إنها إحقاق حق، لمن توجه إلى الله حاملا نعشه بيديه وخرج ليموت من أجل حريته وكرامته، كما فعل غياث مطر وإبراهيم القاشوش والدكتور إبراهيم عثمان...هم سلميون بالمطلق أيضا، حملوا معهم غصن زيتون وزجاجة ماء صغيرة لجيش يضرب بيد طائفية من حديد، واضحة وضوح النهار، وشهداؤنا يصرخونquot; سوريتنا هويتنا، والشعب السوري واحد، لا علوية ولا سنية سورية بدها حريةquot; أية تشدقات عن جامع يخرج مظاهرة، لو كان الأمر بيد اليسار والعلمانية والتيارات القومية، لما خرج سوري واحد إلى الشارع، إنها معارضة تخجل منها المعارضات...

خبرت كل أنواع المعارضة من مفكريها إلى مثقفيها إلى سياسييها...شبابنا الثائر وضعنا جميعا أمام خيار إما أن نخجل من أنفسنا كأفراد أو نزيل برقع الحياء عن وجوهنا نهائيا، وبالغالب قلة من خجلوا من أنفسهم، واعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله...هيئة تنسيق ومجلس وطني وداعين لثورة المسلحة فيسبوكية، ومتشدقي الخوف الفيسبوكي على الشعب السوري لكي يكون لهم مكانا في الصورة...

لو لم تنتظره الجنة لما فتح صدره للرصاص!! ليس مفكرا هو وليس منظرا عن الدولة المدنية وعن العلمانية وعن دور المعارضة... الله وثقافته عن الله ويقارن نفسه عبر النت بشباب الدول الأخرى، كل هذا من جعله يخرج فاتحا صدره للحياة التي يطمح إليها، رافضا للذل طالبا للكرامة، رافضا للقيد طالبا للحرية...إنه شعبنا ياأولاد الممانعة والعلمانية والعسكر، كيف لضمائركم أن تقف أمام هذا المشهدquot; معارضون يدخلون ويخرجون من سورية للقاهرة ولعمان ولاستنبول ولباريس، والدكتور إبراهيم عثمان يقتل وهو يحمل ذكرياته عن ثورته على الحدود التركية، أكثر من 30000 معتقل شاب..لا يسمح لهم بالخروج من سورية هربا من الاعتقال ويعتقلون...ورموز الخوف من النموذج العراقي، ومتشدقي البديل، يدخلون ويخرجون كأسياد يشبهون العبيد...

كفرنبل تصيح نريد تدخلا دوليا سافرا!! وحمص تستغيث العالم، وبعض من قادة المجلس الوطني يناورن على صياحاتهم واستغاثة حمص وأدلب وحماة ودرعا...واللاذقية التي استبيحت من شبيحة لايشبهون الاشباح.

وجبلة وبانياس والقائمة تطول...وثمة من يطل علينا برأسه..لينعم ضميره بالسكينة قال شوquot; أن حمص فيها اقتتال طائفي بين طرفين!! ويتباكون على الضحايا!!! يريدون أن تبقى الثورة سلمية، وألا يتدخل المجتمع الدولي، لكي يعاد سيناريو 1982 عندما استبيحت حماة وخرج السفاح بطلا للمانعة العربية!!
هم يعلمون ان قرار الجيش المطيف هو بقتل السلمية وقتل شبابها...إنه جيش السلطة...جيش بشار الأسد ورامي مخلوف وآل شاليش وتجار حلب ودمشق من صغار النفوس...فأي جيش يتحدث عنه بعض معارضة بأنه جيش وطني؟

شعبنا السوري يعرف أن جماعة اوجلان ضد الثورة...وكما يعرف موقف حزب الله وجلال الطالباني، وتماما كموقف عسكر الجزائر وواجهتهم التفليقية...لا يحتاج شعبنا لكثير من مقابلات تلفزيونية لكي يعرف من يقف معه ومن يقف ضد مطلبه بالحرية...شعبنا يريد كرامته...ولا يريد الثأر.

شعبنا لن يستصرخ ضمائر أحد...لأنه فضل أن يحصل على حريته مهما كان الثمن..أو يموت واقفا كالشجر.

غسان المفلح