عزيزي الجندي الأميركي أيها الغازي المحتل أن غدركم وتدميركم لبلدنا ليس غريبا علينا لأنكم نشئتم على الغدر والقتل وان إبادة الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا الشمالية بطريقة وحشية تدل على أخلاقكم ومبادئكم التي تتشدقون بها ولا أحدا يعرف حقيقتكم وحقدكم إلا الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا والمواطن الأمريكي من اصل إفريقي الذين ذاقوا العبودية والذل على أيديكم.

أيها النبيل الذي قطع البراري والبحار من اجل كذبة أسلحة الدمار الشامل على العالم اجمع التي كذبها رئيسكم ووزير دفاعكم والمحافظين الجدد واللوبي الصهيوني المهيمن على السياسة الخارجية الأمريكية، ولكن سرعان ما ظهرت الحقيقة وانكشف الكذب الأمريكي المخزي. إلا أن ساستكم لا يخجلون من الكذب أمام شعوبهم أو شعوب العالم لأنهم بدون ضمير أو انسانسة. أيها الجندي الأمريكي أنت أيضا كنت ضحية كما كنت أنا ضحية وكما كان الشعب العراقي وكما كانت عوائل الجنود الامريكين.

سيكتب التاريخ عن الدمار وانتهاك حقوق الإنسان العراقي دون أن يغيب عن بال الإنسانية في كل مكان صور سجن أبو غريب الشهير، آو الصبية عبير الجانبي التي اغتصبها جنود الاحتلال وحرقوها هي وأهلها آو مجزرة حديثة التي قتلت فيها العوائل البريئة، آو الجرائم التي لا زالت أثارها وستبقى مئات السنيين التي ارتكبتها القوات الغازية في مدينة الفلوجه. العراق اليوم بيئة غير صالحة للعيش بسبب التلوث باليورانيوم والمواد الكيميائية التي استخدمت في قتل العراقيين. كنتم أيها الجنود تغنون وترقصون على جثث الأبرياء..
ولم يدر بخلد أكثر كتاب الخيال السريالي العبثي بان الغازي المحتل سوف ينصب للشعب العراقي الذي بزغت أول الحضارات البشرية من أرضة عبودية جديدة من نوع أخر.. عبودية رجل الدين وشيخ العشيرة وزعيم العصابة والفاسدين... لم يكن يخطر على البال إن هذا الغازي المحتل سيسير ضد المنطق والعقل والبديهيات والشعارات التي رفعها قبل الغزو والاحتلال... بسرعة جنونية ليضع العراق وشعبه في الهاوية والخراب الشامل.

يجب على الشعب الأمريكي والإدارة الأمريكية أن يقدموا الاعتذار للشعب العراقي ولعوائل القتلى من الجنود الامريكين لان قواتهم الغازية زرعت الفرقة والطائفية وشجعت العصابات والمليشيات ونصبت الأميين والجهلة والمزورين والكذابين والفاسدين وجعلت الشعب يذبح نفسه على أساس طائفي.. ماذا كنا ننتظر منكم وحرب فيتنام والجرائم التي ارتكبت ضد شعب أمن لا تزال صورها أمام أعيننا جلية واضحة. لقد سهلت القوات الغازية الأمر ومهدت الطريق لصالح المخابرات الإيرانية والصهيونية والقاعدة بعد أن حلت الجيش العراقي الوطني لاغتيال الطيارين والعلماء والأطباء وأستاذة الجامعة والمهندسين والمثقفين والشرفاء والوطنيين الرافضين للاحتلال ولعملائه، وتهجير الآخرين منهم... ماذا ننتظر من غازي سرق ثرواتنا وحطم متحفنا وسمح لحثالات الناس أن يسطو حتى على أدوية المستشفيات ويبيعها.

وبعد أكثر من ثمان سنوات من الغزو والاحتلال لا زال البلد بدون كهرباء ولا ماء ولا مستشفيات تليق بالإنسان ولا تعليم، الفساد ينخر جسد الدولة المحطمة والأمية متفشية والبطالة قاتلة والمخدرات تباع في كل مكان وكاتم الصوت يصوب على رأس كل من يقول كلمة حق، والتفجيرات تتم وبدون أي رادع للإرهاب، والسجناء القتلة يتم تهريبهم من السجون من قبل سجانيهم، والأبرياء يلاقون أقسى أنواع التعذيب، كل ذلك بسبب أنكم قد نصبتم علينا أرذل الناس وأسؤهم. أيها الجندي، الباسل انتم سبب خراب كل شي في العراق.

إن ما قمتم به من تعذيب للسجناء الأبرياء يندى لها جبين الإنسانية، قتلتم الأبرياء وانتزعتم الإباء من أبنائهم، اغتصبتم الرجال والنساء وهدمتم البيوت ورملتم النساء ويتمتم الأطفال، انتزعتم البراءة من أطفال العراق وقضيتم على أي أمل لمستقبلهم، وحطمتم البنية التحتية وهدمتم النسيج الاجتماعي للشعب.

التاريخ سيكشف بان ما قامت به الإدارة الأمريكية من جرائم بحق الشعبين العراقي والأمريكي شي فضيع وان الذين ارتكبوا هذه الجرائم ضد الإنسانية يجب أن يقدموا كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية لأجل أن ينالوا جزاء ما اقترفوه من جرائم.

العراق اليوم وبوجود الدستور الملغوم الناقص الذي وضع على عجل من قبل عصابات الاحتلال ومعمميها الأعاجم وقانون الانتخاب والجيش والشرطة غير المهنية والتي تنتمي إلى مليشيات وعصابات الكتل السياسية سيبقى متخلفا إلى عشرات بل قل مئات السنوات.

أيها الجندي الغازي لقد تركتم بلدي العراق بلداً تسوده الفوضى والتخلف والهمجية والسرقات والفساد والقتل اليومي...

إذاً من هو الذي يجب أن يعتذر يا سيد خضير؟؟