تتميز النظم السياسية الديمقراطية بركيزات و تحتيات تقف عليها و تستمدمنها قوة ديمومتها،تواجد الاعلام المستقل يأتي في القمة كأحد اهم هذه الركيزات الى جانب ركيزات اخرى مثلتعدد الاحزاب و نظام برلماني شفاف سياسيا و اقتصاديا،ناهيك عن ركيزة المجتمع المدني.

تشير الدلائل الى ان الصراعات السياسية لم تؤدي بمفردها الى انهيار النظام الاشتراكي العالمي بل غياب و عدم تواجد صحافة و اعلام مستقل كان له دور فعال ايضا في هذا الانهيار.

و على ضوء الايديولوجيةالاشتراكية قام بعض المتطرفين في محور الاعلام بصياغة بعض النظريات المتسمةبالقمع و الاستبداد و لا تزال خطورة بعضها ممتددة الى يومنا هذا و في مقابل هذا اتسمت النظم الديمقراطية الرأسمالية بالعدالة و تواجد اعلام مستقل و حرغير مقيد من قبل السلطات الحاكمة في الدول المستقلة الليبرالية، و قد نشأ من هذا الجو نظريات حول المواطنة و العدالة.

في كردستان اليوم يوجد اعلام حزبي لديه اسس و اهدافه الخاصة و هذا الحال ينسحب على اعلام المعارضة ايضا و لدينا اعلام ظل يعمل في الخفاء تطوف ضلاله مبهمة، و في خضم هذا الثالوث يجب ان يخوض الاعلام المستقل الميدان كي يثبت نفسه و يسطرها في القامة الاولى.

الاعلام المستقل في كردستان يجب ان يلعب دوره بصورة حيادية معبرة عن مكنونات قلب المواطن و المجتمع.

المواطن القارئ لوسائل الاعلام المستقليجب ان لا يشعر و ان لا تنتابه احاسيبس ان هذاالاعلام يعبر عن وجهة نظر سياسية معينة او ان هناك ايديولوجية مؤطرة توجه و تحددمسالك سيره.

و لا اخفيك صديقي القارئ ان الاعلام المستقل في كردستان العراق اعلام لم يستطع الحفاظ على منهجيته محايدة و مستقلة.

على الاعلام المستقل في كردستان العراق ان لا يتغافل ان العصر الحالي الذي نعيش فيه مغاير لتسعينيات القرن الماضي، فالتغيير بكافة مجاميله و انواعه شمل العالم بأسره و كردستان جزء من هذا العالم المتغير لذا على الاعلام المستقلانيدرك هذا جيدا و ينتهج أطر و سبل مغايرة للذي كان يسير عليها سابقا و هذاينسحب ايضا على الاعلام الحزبي و اعلام المعارضة.

و كلمة للنظام السياسي الحاكم في كردستان العراق اذا اراد هذا النظام ان ينجح في دمقرطة نفسه اكثر يجب ان لا يغلق الابواب بوجه الاعلام المستقل و ان لايجعل نوافذه مؤصدة بوجه الصحفيين المستقلين الحقيقين.