سياسة تضييق الخناق ضد سکان أشرف و المتبع من قبل الحکومة العراقية، مازالت مستمرة و بشکل منهجي و معد له سلفا، حيث أن کل بضعة أيام يشهد المعسکر ثمة تحرکا جديدا بهذا الخصوص.

إغلاق محطة الکهرباء الرئيسية و طرد الفنيين العاملين فيها و قدوم أفراد من قوات القدس التابعة للحرس الثوري الايراني و إستقرارهم في أماکن حول المعسکر بالاضافة الى انه قد قامت القوات العسکرية و الامنية العراقية بنهب کل الحاجيات و اللوازم و الامتعة و الاجهزة الموجودة في مجمع مباني و منشآتquot;معينquot;، الواقع في شمال مخيم أشرف، والذي کان يتواجد فيه سابقا 400 من فردا من سکان أشرف، وقامت بتوزيعها على جنود و وحدات الجيش المنتشرين في أطراف المعسکر، مع تلك الاستفزازات المستمرة التي تقوم به القوات العراقية المحاصرة للمعسکر، يشير الى أن حکومة نوري المالکي قد عقدت العزم على الاستمرار بخطتها المريبة من أجل إغلاق معسکر أشرف و تقديم مفتاحه على طبق من ذهب للنظام الايراني.

نوري المالکي الذي يدعي بأن إغلاق معسکر أشرف الذي يتواجد فيه أفراد تابعون لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، هو من أجل قطع الطريق على النظام الايراني و عدم إبقاء أية حجة او ذريعة بيديه کي يتدخل في الشأن العراقي، تعلم کافة الاوساط السياسية و الاستخباريةquot;سذاجةquot;وquot;سطحيةquot;هذا الزعم و بعده الکامل عن روح الحقيقة و الواقع، ذلك أن نفوذ النظام الايراني و تدخلاته المستمرة في الشأن العراقي لا و لم تکن بسبب من معسکر أشرف وانما هي جزء(رئيسي و حيوي) من مخطط خاص يستهدف تمشية و تحقيق أجندة و أهداف استراتيجية بعيدة المدى للنظام الايراني في المنطقة و العالم، وان العراق قد بات (موطئ قدم)اساسيا لايمکن أن يتخلى عنه النظام بأي شکل من الاشکال خصوصا فيما لو بقيت أحزاب و تجمعات سياسية تابعة عقائديا و مذهبيا للنظام الايراني، هذا بالاضافة الى أن الموقف الدولي و الاقليمي الحرج و غير المستقر حاليا للنظام الايراني و الظرف الصعب الذي يمر به نظام بشار الاسد و إحتمال سقوطه، يجعله يتمسك أکثر فأکثر بالعراق، ومن هنا فإن إدعاء المالکي هذاquot;والذي تطبل لها أيضا بعض من الاقلام الغبية و المشبوهة هنا و هناكquot;، هو مجرد کلام عادي ليس يرتکز على أي دليل بل وان الادلة التي سقناها آنفا تثبت العکس تماما، وان إغلاق معسکر أشرف سيکون بمثابة خطوة استراتيجية على طريق حساس يقود العراق الى نفق مظلم بحق من جلال جعله مستعمرة(عقائدية أمنية) للنظام الايراني.

لکن، هل ستنتهي مشکلة النظام الايراني بإغلاق معسکر أشرف؟ الظاهر ان هذا النظام يعيش حالة من الفوضى السياسية الامنية بحيث تجعله يتشبث ولو بقشة من أجل تفادي المصير الاسود الذي في إنتظاره، وان الشعب العراقي الذي جابهquot;مدفع الاحتلال البريطانيquot;بسلاح بدائي خشبي هوquot;المکوارquot;، و هزمه، يقينا لن يتمکن النظام الايراني المتخلف الغارق في الازمات من إرعابه و تحجيمه، ناهيك عن أن الاوضاع في الداخل الايراني ذاتها ممهدة للإنفجار في أية لحظة، وان النظام الايراني لو نجح فعلا و عبر حليفه نوري المالکي بإغلاق معسکر أشرف فإن إيران برمتها قد تصبح أشرف کبيرة في أية لحظة وهو أمر سيرى العالم برمته تفعيله على أرض الواقع.