لا يختلف اثنان على ان الادارة الامريكية الديموقراطية الحاكمة في البيت الابيض ورئيسها اوباما، تركا العراق في محنة كبيرة.
إقليميا تركته لايران وبرنامجها التوسعي وساحة لصراعها مع بقية الاطراف الاقليمية.

داخليا تركته للحروب الطائفية والمذهبيه والعرقيه، دون أي رادع من ضمير او التزام اخلاقي انساني باعتبارها الدولة التي قرر برلمان شعبها في يوم من الايام قانون تحرير العراق.

إن خروج او طرد الاحتلال أي احتلال لاي بلد وشعب امر جيد ومفرح ونهايه سعيدة للسيطرة الغاشمه، ولكن ليس في حالة العراق الذي ينزف منذ اربعة عقود، ولذلك لم يشاهد احد مظاهر الفرح العارمه في الشارع العراقي المغلوب على امره إلا فيما ندر، فالكل يعرف نتيجة ترك العراق أعزلا غارقا في المأسي والمشاكل الطائفيه والعرقيه، والرغبة الجامحه في الغاء الاخر.

إدارة الرئيس اوباما الديموقراطيه، نسفت عن عمد وسبق إصرار كل جسور الثقه بين الشعب العراقي والشعب الامريكي وقدمت اكثر من دليل على ان مزاعم الاداره الديموقراطيه حول الحريه والعدالة والديموقراطيه وحقوق الانسان ليست سوى هراء واكاذيب ودجل رخيص، ومذبحة الخميس الدامي لن تكون الاولى ولا الاخيره في سلسلة الجرائم التي ترتكب بحق الشعب العراقي، فقد وفرت ادارة الرئيس اوباما الديموقراطيه! الارضيه اللازمة والضروريه لمثل هذا الاختراق الامني بعد تسعة سنوات من سقوط النظام الدكتاتوري، فحدود العراق مباحه واجوائه مباحه ومياهه مباحه وثرواته مباحه ودماء ابنائه مباحه.

انه الرئيس اوباما الذي سحب قواته في وقت يعاني العراق وبسببهم كل شرور الاحتلال، فهو مناطق نفوذ اقليميه، وهو صراع طائفي خرافي ومجنون، وهو تصعيد خطير في النزعات العنصريه، وهو سجون ومعتقلات وقتل على الهويه بالكواتم وغير الكواتم.

انه الرئيس اوباما الذي ترك العراق وشعبه شبه اعزل امام جبروت التدخلات الاقليميه والصراعات الدموية العبثيه، فلا جيش حقيقي ولا قوى امن حقيقيه فأغلبها ان لم يكن كلها موزعه طائفيا وعرقيا وانتماؤها للحزب والطائفه والقوميه هو انتماؤها الاول والاخير ولا محل للهوية الوطنيه التي بدونها ينتهي أي وطن.

انه الرئيس اوباما المسؤول عن الخميس الدامي وليس المالكي الذي سيكون كما توقعت ( في مقالة سابقه ) اخر رئيس وزراء لدولة العراق قبيل بلقنته وإغراقه في الدماء والحروب بالوكاله، خاصة مع اصراره على الغاء الاخرين والتفرد بالقرار المركزي والسلطه المطلقه.

لقد ان الاوان أن يطلب الشعب العراقي وقواه السياسيه الوطنيه، رغم مرارة الطلب، تدخلا مباشرا وحازما من قبل الامم المتحده لوضع الامور في نصابها وحماية ارواح المواطنين ودمائهم المباحه، خاصة بعد ان تم عمليا غسل ودفن ما يسمى بالعمليه السياسيه التي ولدت اصلا كسيحه تلفظ انفاسها، وشخصنة اسباب التدهور الحالي الخطير في الوضع العراقي، هو من قبيل الضحك على الذقون وتبسيط ساذج وممل لصراع المصالح والافكار والبرامج الدوليه والاقليميه اساسا، وفي غياب كارثي للهوية الوطنيه عند اغلب الساسه العراقيين.

ان موقف الاداره الامريكيه ورئيسها اوباما من الشعب العراقي يفرض تساؤلا مشروعا حول ما إذا كان من حق شعوب العالم ودوله ان تطالب بحق التدخل في الانتخابات الامريكيه، باعتبار رئيسها المنتخب هو المسؤول عن اكبر قوه عظمى ( ولو الى حين ) لأن وجود مثل هذا الرئيس وهذه الاداره في البيت الابيض يشكل كارثه للشعوب والمجتمع الدولي، والعراق الذي تركه اوباما في مهب الريح من اجل ان يفوز في الانتخابات المقبله، مثل حي لمن يريد ان يتعظ.

bull;كاتب عراقي
bull;[email protected]