كعادتها المعارضة السورية، كلما قامت بنشاط يوحي إلى فاعلية نسبية، تصب في خانة إسقاط النظام السوري، حتى نجد أن هنالك من ينتظر هذه المعارضة لكي يخدم النظام، بشكل أو بآخر، وتحت عناوين اتهامية لهذه المعارضة، مع ذلك لم يهاجم هذا المؤتمر كما هوجمت مؤتمرات قبله، لأنه على ما يبدو أن بعضهم قد وضع في عينه حصوة ملح، بعد كل هذا الدم والمجازر التي يرتكبها نظام العصابة في دمشق، بحق أطفالنا وشبابنا ومدننا وقرانا، مركب الحقد الثأري عند هذا النظام مرعب ولا أحد من هؤلاء ينتبه له، لماذا يريدون من المعارضة السورية أن تضع خارطة طريق لحل الصراع العربي الإسرائيلي، كما يشير الكاتب مصطفى الزين في نقده لمؤتمر انطاليا الذي عقد بتاريخ 31.05.2011حيث يشير الكاتب في مقالته تلك وفي صحيفة الحياة اللندنية إلى مؤشرات تشير حقيقية إلى ديماغوجا لا تحتمل وجهين في قراءتها، المعارضة لا تكون وطنية إلا إذا رسمت خارطة طريق للصراع العربي الإسرائيلي. رغم ان أطفال سورية يذبحون على مرأى ومسمع مثقفي الصراع العربي الإسرائيلي. لن أدخل من هذا الباب لأنني كتبت فيه كثيرا، قبل مؤتمر انطاليا بزمن، وكيف يمكن قراءة العلاقة غير المباشرة بين عدم استعداد إسرائيل للسلام وبين مثقفي وأنظمة الممانعة، بكل قلة ضمير يخرج حسن نصرالله ليقول علينا دعم قاتل الأطفال في سورية، مع ذلك كي لا نبقى في صعيد التهاترسأرد باختصار على من هاجم هذا المؤتمر، سواء مقالات أو حملات على الفيسبوك، كلهم كثفتهم لحظة شبيحة النظام في تواجدهم في انطاليا، ومحاولتهم أكثر من مرة الاعتداء علينا، سواء في المطار أو في الفندق، من كتب ضد المؤتمر لا يأتي على سيرة هذا الأمر، رغم أن كل قنوات الدنيا صورته، مع ذلك كنا على استعداد لأن نخرج لولا أننا منعنا من الأمن التركي، نخرج لنفتح للشبيحة صدورنا ونقول لهم لن نرفع حجرا صغيرا في وجوهكم لأننا سوريون، ولأنكم كذلك أيضا.
اكتفي بالقول لمصطفى الزين، عليه أن يتمحص في موضوعه قبل نقده، والذي أقر معه بنقطة واحدة تتعلقquot; بقضية المكونات السوريةquot; لكن من يقرأ البيان جيدا، يجد أن مفهوم المحاصصة مرفوض قطعا، لأن الشباب السوري بدماءه من القامشلي وحتى درعا قد رفضه ونحن لن نتجاوز هذا مطلقا ولو شعرت أن هنالك من استطاع تجاوز هذا الدم لما بقيت لحظة واحدة في هذا المؤتمر،خاصة ونحن نتحدث عن مفهوم المواطنة وعلاقته بالقضية الديمقراطية بأرقى ما أنتجته التجربة البشرية وبما يحمي شعبنا من أية تكرارية مأساوية سواء للمحاصصة العراقية وطريقة التعاطي معها أو التجربة الليبية، وهذا الاصرار لمسته حتى عند غالبية رفاقنا الأكراد، وسأعود لتوضيح هذه النقطة وغيرها في مقالات لاحقة. المؤتمر رغم ما حققه من نجاح كان يعاني من بعض السلبيات ومن تأثير بعض العقول الحزبية القديمة والمعتقة، وبروز بعض الهياكل والشخصيات، التي لم تستطع أن ترتقي بتفكيرها إلى مادون دماء اطفالنا، هذه عينات سنبقى نعاني منها، حتى يعيش الشعب السوري حريته وكرامته، عندها سيجدد الجميع دماءهم وعقولهم، وأيضا كان هنالك ارتباكات قليلة في التنظيم خلقت بعض التشويش لدى بعضنا، لم يخلو المؤتمر من كولسات في قضايا الانتخابات، ولكنها لم تتجاوز الحد المسموح فيه في أية انتخابات، لكنه رغم ذلك أثار استياء بعض الشباب في المؤتمر. أن يهاجم المؤتمر من أبواق العصابة في دمشق أمر مفهوم، وان يهاجم من مثقفي الممانعة أمر أكثر من مفهوم أيضا، ولن تمنع هذه التهجمات من أجل دعم قاتلي الأطفال من وضع أي غبار على ما حققه المؤتمر من نجاح ساتحدث عنه لاحقا، أعود لرسالة وصلتني من السيد عبد الحليم خدام يعلق فيها على المؤتمر ويكيل له التهم، كنت ولازلت أثمن خروج السيد خدام عن النظام، ولكن تخوين الناس ليس بالأمر السهل!! من أين استقى السيد أبوجمال أن المؤتمر يريد محاورة النظام، أو أنه يعتبر النظام وطني، فهذه تهمة لا أساس لها من الصحة، ولا غاية منها سوى الهجوم على المؤتمر، والتشكيك بما حققه من نجاح، كنت سأكون ذو موقف مختلف لو تحدث السيد أبو جمال عن تحفظ المؤتمر والمؤتمرين على مشاركته، لو كان نقده يصب في هذا الاتجاه لما علقت. رغم أني سئلت من قبل وسائل الإعلام التركية في المؤتمر الصحفي الذي عقدناها أنا والزميلين سليم منعم ورياض غنام، هل ستتعاونون مع السيد خدام فأجبت هذا الأمر غير مطروح، ومن وجهة نظري غير مطروح ليس لسبب أن السيد خدام كان مع النظام وانشق عنه أبدا، فلازلت على موقفي فأنا اتمنى ان ينشق كل من هو مع النظام وينضم لصف الشعب عندها الشعب أكيد سيسامح، بل لأن السيد أبوجمال آن له أن يتقاعد ويدعم الجميع في المعارضة في حال أراد ان يصدر بيانا أو تصريحا، ومشكور لكل ما قدمه لقضية المعارضة، وهذا تكثيف لموقفي دون ان أدخل بتفاصيل ملاحظات السيد أبوجمال، لأنها بغالبها غير صحيحة، والحديث في بيان ختامي عن قضية العفو أو عن المادة الثامنة من الدستور كلها قضايا تأتي في سياق غير سياق هذا المؤتمر- الشعارquot; الشعب يريد إسقاط النظام.
يكفي أن حمص العدية هتفت في تظاهرتها لهذا المؤتمر وهذه أمانة لن أكون شريكا في خيانتها- ويشاركني في ذلك أعضاء المؤتمر- مهما حدث ومهما كان الثمن وهذه العصابة الحاكمة ستجر إلى المحاكم التي ينص عليها القانون في سورية الجديدة سورية الحرية والكرامة سورية التي صاغها دم الأطفال والشباب..انظر فيديو التظاهرة المرفق.
****
المؤتمر حقق غايته الأساس أنه لفت الانتباه فعلا إلى أن الشعب السوري يريد حريته، وهذه تكفيه.
ورهاني أن أي حراك يحاول أن يلتقي مع مطالب شبابنا في سورية وهم يقودون معركة الحرية سيصفي نفسه من الانتهازيين والمتسلقين، وهذا حدث بشكل يترك أملا كبيرا على هذا الرهان، اعتمدنا أن تكون كل جلسات المؤتمر تحت أعين وكاميرات وسائل الإعلام، وحدثت الخلافات بين أعضاء المؤتمر وفي وجهات النظر أمام العالم كله. لم يكن مطروحا في المؤتمر أن يكون بديلا عن أحد، لكنه طرح نفسه كحالة مفتوحة لكل السوريين، أو على الأقل هذا ما لمسته من المشاركين الذين كنت اتحاور معهم، وما لمسته من كلماتهم.
المؤتمر أبدا لن يحاور ولن يقبل بالحوار مع قتلة، هذا أمر محسوم وإن نجحنا في إيصال صوت شعبنا وكسب الرأي العام العالمي لقضيته نكون بذلك قد أدينا الأمانة، وإذا لم ننجح فقد كانت المحاولة فيها من الجدية والعمق والوطنية التي تتمحور حول المساهمة في صنع سورية الجديدة دولة قانون وحريات عامة وفردية، دولة مؤسسات، دولة كل المواطنين فيها متساويين لا تمييز حسب الجنس أو العرق أو الدين أو الطائفة.
المؤتمر ومؤسساته لايزال دعوة مفتوحة لكل السوريين.
- آخر تحديث :
التعليقات