هل يقترب الملف الليبي من نهايته؟؟ إلازال عند القعيد القذافي امل في تحقيق نصر علي المقاومة الشعبية؟؟ هل ترجح المروحيات المقاتلة كفة حلف الناتو؟؟..
عندما انعقدت قمة الدول الصناعية الثمانية الكبار في مدينة دوفيل الفرنسية يومي الخميس والجمعة الماضيين كانت تعقيدات الملف الليبي في أعلي تجلياتها..

-العقيد معمر القذافي إدعى في رسالة صوتية مسجلة بثها التليفزيون الليبي من طرابلس ndash; 13 مايو - أن قنابل حلف الناتو لن تستطيع الوصول إليه quot; لأنه يسكن قلب الملايين quot;.. مما أثار تهكم الكثير من المعلقين الذين قالوا أنه مصاب وأن اصابته ربما تكون خطيرة.. مستشهدين بما جاء علي لسان وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني وما رددته وسائل إعلام عربية حول وصول بعض أفراد أسرته إلي تونس..

-لم تعد تحركات المجلس الإنتقالي الليبي المعارض ومقره بنغازي السياسية والعسكرية بذات فاعليه ومتناقضة إلي حد كبيرة مع عشرات التصريحات التى أدلي بها قادته.. بالرغم ما حظي من تأييد وأعتراف علي مستوي اقوي العواصم الأوربية و الإتحاد الأوربي، وباستعداد مبدئي من جانب واشنطن لفتح مكتب لهم كنتيجة للقاء الذي عقده معهم في بني غازي مؤخراً جفري فلتان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية..

-حتى علي المستوي الانساني اصبحت العواصم الكبري تأخذ تصريحات االمتحدثين باسمه ndash; المجلس الانتقالي - حول الاوضاع الانسانية بالكثير من الشك والمراجعة، كما حدث مؤخرا عندما قال احد قادته ان الوضع الانساني بالجبل الغربي quot; ينذر بكارثة quot; وطالب المجتمع الدولي بالاسراع quot; لتأمين ممر quot; يسمح لتوصيل المساعدات الحياتيه إلي المدن والقري الليبية التى تعاني من الجوع والعطش..

-أما تضاؤل النتائج المترتبة علي الطلعات الجوية التي تقوم بها طائرات حلف الناتو ضد اهداف تابعة لنظام حكم القذافي، فترجعها غالبية التقارير الأوربية إلي الخلاف الأوربي الأمريكي، حيث ترفض واشنطن رفضا قاطعا المشاركة بقوات برية ضمن أي تحركات ارضية يخطط الحلف للقيام بها..
-أبدت كافة التقارير الاوربية مخاوف متعددة أن تفتح نفقات الحملة العسكرية ضد العقيد القذافي quot; التى بلا سقف حتى الآن quot; أبواب استنزاف ميزانيات دفاع الحكومات الأوربية المشاركة فيها مما سيزيد من مشاكلها الأقتصادية..

قيادة حلف الناتو التي تتولي العمليات العسكرية ضد القوات الليبية الحكومية تعاني من انتقادات قاسية ولاذعة علي مدار الساعة لأنها بعد مرور أكثر من ستة اسابيع علي قيامها بالمهام القتالية التى اسندت إليها، لم quot; تعلن بعد عن قرب نهاية القذافي quot;.. لذلك لم يتوقف رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشارد في أكثر من مقال له علي صفحات الجرائد عند منحني تعنيفها لأن اقصي ما بلغته حتى الآن هو ان حصلت منه ndash; أي القذافي ndash; علي مجموعة متواضعة من التنازلات، بل شدد عليها ان تنطلق إلي مرحلة تصعيد حملات طيرانها اليومي quot; حتى لو أدي الأمر إلي مقتل الديكتاتور quot;.. ملمحاً أن مقتله لن يمثل خروجاً علي منطوق قرار مجلس الامن وانما سيكون quot; ضمن ما نص عليه quot;..
أما صحيفة الجارديان فأكدت قبل يوم واحد من بدء الزيارة الرسمية التى قام بها الرئيس الامريكي للندن، تنامي حجم المخاوف التى تنتاب الرأي العام البريطاني والأوربي حيال quot; إمكانية تحول الأزمة الليبية إلي معضلة أمنية علي مستوي العواصم الغربية وقنبلة موقوته تهدد أمن وإستقرار المنطقة الشمال الأفريقي.. من هذه الزاوية قال كريس باري الأميرال السابق أن حملة الناتو في ليبيا quot; تعيد إرتكاب نفس الأخطاء التى ارتكبتها التحالف الغربي في كل من افغانستان والعراق quot;.. وفي ضوء ما سرده من مخاوف في كلا المجالين ndash; الوربي والشمال افريقي - طالب بضروة السعي الجاد لإستصدار قرار أممي جديد ينص صراحة علي التخلص من رأس النظام الليبي بشكل محدد..
كان من الطبيعي أن لا يعترف رئيس وزراء بريطانيا وضيفه باراك أوباما بالمأزق الذي يعاني منه حلف الناتو، لذلك قالا في مؤتمرهما الصحفي ndash; 25 مايو - انهما سيواصلان الضغط السياسي والعسكري quot; حتى يتنحي القذافي quot;.. من هنا قدم بيان الدول الصناعية الثمانية التي عقدت قمتها بمدينة دوفيل الفرنسية يومي 26 و 27 من الشهر الحالي الدعم الكامل للحلف ولمجلس الأمن quot; من اجل تحقيق السلام والأمن للشعب الليبي quot;.. الأمر الذي يدل علي أن فرصة روسيا لتوفير ضمانات سياسية وأمنية للعقيد مقابل التنازل عن الحكم ومغادرة ليبيا من خلال مداولات رئيسيها الثنائية ضمن القمة باءت بالفشل..

علي مستوي ميدان المعركة..
وافق مجلس العموم البريطاني، بعد ان معترضا بشدة - علي استخدام المروحيات القتالية في عمليات الناتو العسكرية ضد القوات الليبية التابعة للقذافي.. جاءت هذه الموافقة بعد إطلاعه علي النتائج المرجوه من ورائها وبعد أن سبقت باريس لندن بالإعلان عن وضع عدد من مروحياتها المقاتلة لتحقيق تقدم في استراتيجية حلف الناتو.. هذا بالرغم من ثقتهما ndash; باريس ولندن - أن التكتيك لن يؤدي فوراً إلي الخلاص من نظام حكم القذافي، حيث إعترف جوبيه وزير خارجية فرنسا بإحتمال أن تتواصل المعارك quot; عدة أشهر قادمة quot;..
في هذا السياق اعترفت صحيفة الإندبندنت أن هجمات الناتو حمت كثيرون من المدنيين الليبين من الموت بنيران قوات نظام حكم القذافي المتهاوي، ولكنها لم تقدهم إلي النصر.. قالت الصحيفة أن كل ما حققته quot; انها حولت القذافي إلي شخص مُطارد، ولكنه لا يزال قادر علي المناورة غير المجدية عن طريق من بقي حوله من مسئولين.. وآخر النماذج التى رصدها المراقبون في هذا الخصوص ما بداه رئيس الوزراء البغدادي المحمودي ضمن لقاءه مع الصحفيين في طرابلس ndash; 26 مايو ndash; من استعداد لعقد اتفاق لوقف اطلاق النار بإشراف الدول الأوربية..

ملامح التفاؤل حيال بيان قمة الثمانية العملاقة فيما يتعلق بالملف الليبي، لم تشغل مساحات كبيرة من تعليقات وسائل الإعلام الاوربية او الامريكية التى تابعت جلساته لأنها لم تجد فيها جديد.. ويبدو واضحا أن إلتزام واشنطن بدورها العسكري المحدود، يؤثر بشكل سلبي مباشر علي خطط حلف الناتو التى تدعمها لندن وباريس والتى تتركز بشكل اساسي علي حتمية اللجوء إلي القوات البرية في طرابلس وما حولها..
في ظل التعقيدات الإقتصادية التى يعاني منها الطرفين الأوربي والأمريكي يزعم كثير من المحللون أن الورطة التى تكاد تغرق جميع الأطراف المتداخلة في الملف الليبي، لن تنقشع غيومها قريباً كما يتطلع الرأي العام هنا وهناك..

ولذلك نراهم يتساءلون..
هل الهدف الاساسي من استخدام المروحيات المقاتلة هو التعجيل بوضع نهاية لحياة معمر القذافي الذي نجا حتى الآن من الموت تحت انقاض البنايات التى تعرضت لهجوم شرس من جانب الطائرات التى دأبت علي مهاجمة المقار التي قالت المعارضة انه يتردد عليها مما اضطره في الآونة الأخيرة إلي الاقامة داخل المستشفيات وبيوت الناس العاديين؟؟ أم توفير حماية للمدنين الليبين من هجمات قواته مع مواصلة الضغط عليه سياسيا لكي يوافق علي مغادرة ليبيا بعد منحه ما يريده من ضمانات؟؟..

bull;استشاري اعلامي مقيم في بريطانيا [email protected]