كلما ازدات التفجيرات الإجرامية في البلاد زادت معها سيناريوهات تقسيم العراق عبر وسائل الإعلام التي لا تعرف سوى إنتاج المؤامرات في البلاد بحجة عدم سيطرة الحكومة المركزية على الوضع الأمني في بعض المحافظات.
يقال إن خطة تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم هي من إعداد نائب الرئيس الأمريكي (جون بايدن).
كما تعلمون وحسب الدستور العراقي الحالي فأنه ينص:إن نظام الحكم في العراق هو نظام جمهوري فدرالي برلماني موحد.
والنظام الفيدرالي وجد لحل الخلافات الحادة في بعض الدول التي شهدت قتالا داخليا.. وان هذا النظام هو المرحلة الأولى في تقسيم الدول إلى دويلات صغيرة. وبعدما توصل جميع ممثلي هذه الدول الى استحالة التعايش مع بعضهم البعض مثلما ما حصل في يوغسلافيا..
لكن هذا ما حصل في الغرب أما في الشرق فالوضع يختلف كثيرا لان التقارب الديني يمنع حدوث الصراعات الدامية التي قليلا ما نصادفها وتكون نادرة.
لو القينا الضوء على مدى نجاح هذا النظام في العراق نرى إن المفهوم السياسي العراقي يحتاج إلى الكثير من الوقت ليتبلور وينتج هذا النظام الذي نتحدث عنه وخصوصا في أذهان القائمين على السلطة السياسية في البلاد.
ولا ننسى مدى الخلاف الكبير المعلن وغير المعلن والذي نشأ بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم بخصوص بعض المسؤوليات حيث كاد أن يتحول هذا الخلاف إلى مواجهات و مناوشات مسلحة لولا استعمال لغة العقل من قبل الإطراف.
إضافة إلى تغيب الأساليب التي تجعل المواطن العراقي يحس بان الجميع قد نال كافة الحقوق ويزرع داخله الأمل الذي ينتظر تحقيقه على ارض الواقع كأي مواطن يعيش على سطح الأرض..لان المواطن لا يهمه سوى الأمان وتسديد متطلبات الجانب المادي..وإذا ما سألنا أنفسنا هل أن المواطن العراقي قد وجد إن جميع مطالبه قد لبيت وتم تسهيل نيل جميع حاجات العيش على ارض العراق؟
والجواب طبعا لان تصوروا بأن المواطن العراق محروم من ابسط حقوقه وهو العمل ضمن مؤسسات الدولة..لان المفهوم السياسي العراقي يغلب عليه النزاعات الشخصية والحزبية فكيف يسعون الى تطبيق النظام الفيدرالي.
نحتاج الكثير من العمل لكي نجعل المواطن العادي يشعر بأن النظام الفيدرالي هو السبيل الوحيد لإخراج البلد من هذا الاحتقان.
لست ضد النظام الفيدرالي قطعا لان هذا الأمر متروك إلى الشعب..الشعب هو الذي يقرر إي من الأنظمة أفضل له وللوطن لكي تطبق في البلاد.
ليعلم الجميع لو كان في العراق مجموعة مواطنين أو مواطنا واحد يحس بأن النظام الفيدرالي لا يلبي طموح المواطنة فأن هذا النظام سوف لن ينجح لذا يتحكم على الجميع العمل على ضوء هذا المفهوم.
- آخر تحديث :
التعليقات