أكد خبراء أوربيون أن الصيد العبثي في المحيطات يسبب كارثة للاسماك ولمصدر رزق الصيادين أيضاً.

اعتدال سلامه من برلين: دعا لخبراء في علم الثروات السمكية في الاتحاد الاوروبي الى القلق الشديد، حيث انه اكد بان مواصلة الصيد العبثي في المحيطات وبالاخص اساطيل الصيد وسفن الصيد الكبيرة سوف يسبب كارثة لن تؤثر سلبا على الثروة السميكة بل سوف يحرم الاف الصيادين من لقمة العيش. عدا عن ذلك فان الحياة في مياه المحيطات سوف تهدد بالخطر منها الشعاب المرجانية، فبعد خمسين سنة قد لا تجد لها اثر. اذ ان حوالي 50 في المائة منها في المحيط الهندي تعرض بسبب اعاصر ال نانو لمياه ساخنة ودمر،

الصيد العبثي سيقضي على الثروة السمكية في المحيطات

ومع ان ما تبقى يتعافى بشكل بطئ، الا ان مستقبله ليس مضمون طالما ان يد الانسان تعبث بالبيئة، اضافة الى تبعات التغيرات المناخية غير العادية. وكانت الشعاب المرجانية قد تعرضت للاذى الشديد اربع مرات خلال الاعوام 1983 و1998 و2002 و2003 ومن اكثر المتضررين كانت ال120 جزيرة في سيشلين وتقع شمال افريقيا في المحيط الهندي الذي يمتد بين اسيا واستراليا وافريقيا والقطب الجنوبي.

ولقد ركز التقرير بشكل خاص على الصيد العبثي، الذي لم ينقطع رغم محاولات منظمات حماية البيئة للتصدي له، حيث ذكر بان حوالي ربع انواع السمك والحيوانات البحرية معرضة لمخاطر عدة منها الانقراض اذا ما تواصل صيدها بشكل غير عقلاني ان في المحيطات او البحار، لذا على منظمة التغذية العالمية FAO ادراك هذه المخاطر والعمل على اجبار البلدان الالتزام بقوانين الصيد وعدم تخطيها مثل اليابان وغيرها من اجل الحفاظ على الثروة السمكية. وكما هو معروف فان اليابان وبلدان صناعية اخرى من البلدان الاكثر استهلاكا للسمك.

وذكّر التقرير ايضا بالبحث الذي اجراه علماء بحار حذروا فيه من انخفاض توالد انواع معينة من الاسماك مما يعني اقتراب انقراضها، واستندوا في ذلك الى ارقام وضعت في الستينات والسبيعنات من القرن الماضي تدل على مدى التراجع الحاد في كميات السمك ايضا في المحيطات، ويصل التراجع الى حوالي 17% دون ان يقابل ذلك تنامي في عدد الاسماك.

وابدى التقرير قلقه الكبير حيال الخطر الذي يهدد انواع معينة من الاسماك تنتقل من مياه الى اخر منها انواع من سمك القرش اضافة الى ثلثي انواع اخرى من الاسماك التي تهاجر الى المحيطات وذلك بسبب ارتفاع نسبة صيدها وتراجع توالدها.

وعلى الرغم من ان هذا الاسماك لا تشكل الجزء الاكبر من الثروة السمكية في البحار والمحيطات الا ان تراجعها دليل على عدم نظام تكاثرها خاصة في المحيطات والامر في ذلك عائد الى قلة مراقبة صيدها.

في نفس الوقت اشتكت منظمات المانية لحماية البيئة والطبيعة من اهمال حكومات كثيرة لجانب مهم يساهم في تراجع الثروة السمكية. فمعظمها لا يكرس الاموال الكافية او الموظفين وزوارق المراقبة لمراقبة الصيد، ما يجعل صيدها من دون رقيب او حسيب. يضاف الى ذلك عدم تقييد الكثير من البلدان بحصص الصيد المخصصة لها وهذا ينطبق على سمك التونا الاحمر في البحر الابيض المتوسط وسمك الكابليا في بحر الشمال.

لكن ذكرت المنظمات ايضا بان ابادة الثروة السمكية تحدث ايضا بسبب الصيد في الاساطيل خاصة صيد الجرافات حيث تجرف معها الاسماك الصغيرة اضافة الى ما ترميه السفن من نفايات ووقود والكوارث البيئة التي تسببها حاملات النفط والنفايات التي ترمي في اعماق البحار حين لا يمكن التخلص منها بدفنها على اليابسة.

وانتقدت بشدة تقرير منظمة التغذية العالمية الاخير الذي حمل البلدان النامية المسؤولية الاكبر لابادة الثروة السمكية، بسبب افتقارها للنوايا الحسنة من اجل حماية هذه الثروة والكميات المتواجدة حاليا والاخذة بالتراجع، وذلك بعدم وضعها قوانين للصيد، دون ان تشر بشكل واضح الى المسؤولية الكبرى التي تتحملها البلدان الصناعية.