يمكن توليد طاقة نظيفة من التيارات المائية في أعماق البحار

تقوم شركات أوربية بتجربة تحويل التيارات المائية في البحار الى طاقة كهربائية.

اعتدال سلامه من برلين: تعددت الوسائل والهدف واحد هو انتاج طاقة نظيفة ورخيصة، لذا فالحديث هنا عن توربين كوبولد Kobold وهو اسم يشتق من الميثولوجيا الاوروبية الشمالية ، وتعتبر أول توربينة في العالم، تم صنعها مشاركة بين شركتين المانية وايطالية، تحول التيارات المائية في اعماق البحار الى طاقة كهربائية بهدف تلبية حاجات المستهلكين من الطاقة اللازمة لحياتهم اليومية ما يخفف من الضغط على مصانع انتاج الطاقة العادية، ويحمي المناخ من التلوث.

ولا تدور مروحيات هذه التوربينة المائية في بحر الشمال البارد وانما في مضيق ميسينا المتوسطي، الواقع بين جزيرة صقلية وبقية مناطق ايطالية، حيث تم وصلها بشبكة توزيع الطاقة الكهربائية التابعة لشركة ايني لتجهيز الاخيرة ب60 كيلوواط ساعي من الكهرباء.

وتريد المانيا حاليا ايضا الاستفادة منها لانها تصب في عمق برامجها الهادفة الى المزيد من الاعتماد على الطاقة المتجددة.
وتقف شركتا بوندي دي ارخميدس الايطالية وشركة ارنويباري انرجي الالمانية وراء ابتكار التوربينه المسماة quot; كوبولدquot;، وهي عبارة عن منصة عائمة قطرها حوالي عشرة امتار، مجهزة بقرص حديدي عليه شفرات تدور على محور عمودي. وقد بنيت المنصة على ثلاثة اعمدة كبيرة غارقة في مياه البحر. ولقد اعتمد مخترعوها وهم مجموع من المهندسين الايطاليين والالمان على فكرة استغلال تدوير نوع من المروحة البحرية، المركبة عادة في محرك عبارات النقل، بصورة عكسية.

وعلى الرغم من كمية التجهيز الكهربائية الاحتياطية المتواضعة الا ان المشروع يخطو خطواته الاولى نحو تطوير نوع جديد من الطاقة المتجددة سهلة الانتاج ومنخفضة الكلفة التي يمكنها ايجاد شتى التطبيقات في جميع المناطق الساحلية والجزر ليس فقط في ايطاليا والمانيا بل وفي كل اوروبا، حيث توجد الشروط الملائمة لاستغلال التيارات البحرية بسبب وفرة التيارات المائية في بحارها، ايضا في ارخبيلات البلدان النامية التي ما يزال سكانها محرومين من الكهرباء بسبب الصعوبات المالية والتقنية والطبيعية التي تواجهها شركات الطاقة في انشاء شبكات توزيع الكهرباء المحلية.

واول تجربة كللت بالنجاح وفتحت الباب امام هذا النوع من التوربينات، توربينة ثبتت شمال مضيق ميسينا حيث يصل معدل سرعة التيارات المائية الى مترين في الثانية، وحتى اليوم اظهرت كوبولد قدرتها على منافسة الاجهزة الاخرى المنتجة للطاقة المتجددة، لسهول تركيبها واستخدامها وانخفاض تكاليف صنعها.