فلم ذئاب دلنجر من بطولة روبرت حسين، من الافلام التي لست أنساها و دائما أجد نفسي أتذکر مقاطع منها، وبالاخص المقطع الاخير منها الذي يشکل البقعة الزيتية في الفلم، حيث أن بطل الفيلمquot;روبرت حسينquot;، والذي يلعب دور رجل عصابات، يتخيل دوما في يقظته بأن يهاجمه الناس و يقطعونه أربا، من دون أن يدرك السبب وراء ذلك تحديدا، وفي نهاية الفيلم وبينما هو في غمرة مصادمة مع مجموعة أخرى، وإذا به وعن الطريق الصدفة يصيب طفلا بطلقة و يرديه قتيلا، فيبارد الناس المتجمهرين هناك بالهجوم عليه و تکون نهايته کما تخيل دوما!

هذا الفيلم تذکرته و انا أتابع قصص الحکام و الزعماء الذين ترفضهم شعوبهم لکنهم يصرون على البقاء في مناصبهم و يبتغون تغيير و قلب الحقائق و تزييفها من أجل رغبتهم المريضة السادية تلك، وقطعا أن هذه الثلةquot;الفريدةquot;في عالمنا الثالثquot;الذي کان نائما و إنتابته صحوة ليست کأي صحوة أخرى، يواجهون واحدة من أصعب مراحل حکمهم و يعيشون اوقات صعبة و بالغة التعقيد لکنهم و نظرا للبنية الرديئة لأنظمتهم و مستشاري و ناصحي السوء و الظلام الذين يحيطون بهم، فإنهم يمنون أنفسهم و يعيشون على أمل أن تمطر السماء يوما حجرا أبابيلا فترمي المعارضين لهم بحجارة من سجيل فتعجلهم کعصف مأکول، لکن هذا التصور هو جانب من القضية، او بکلمة أخرى الجانب الايجابي الذي هو طبعا لصالح الحکام و زعماءquot;القسر و الاجبارquot;، غير انه وفي نفس الوقت هناك أيضا جانب تصور آخر من تصور هذه الثلة، وهو الجانب السلبي، عندما يفکرون بسيناريوهات نهاياتهم، ومن يدري، فلعل بعضهم قد شاهد ثمة أحلام تنبئه او قد تصور له جزئا او شيئا من الآتي المظلم الذي ينتظره، او قد يکون قام بعضهم بعملية استخارة اوquot;فتح فألquot; او أي أمر آخر من هذا القبيل، وطبعا هذا الجانب هو في الحقيقة الجانب الواقعي الذي يمکن الرکون إليه و إعتباره بمثابة البوصلة الحقيقية الموجهة للاحداث، لکن الذي لاشك فيه، هو أنquot;الثلاثي المرحquot;، في طرابلس و دمشق و صنعاء، يعيشون هاجس رعب دائم تدفعهم لکي يتوجسون ريبة من کل شئ، ولو کان بإستطاعتهم ولکي يهنأ بالهم، لأصدروا أوامر بإعدام الهواجس السيئة التي تنتاب أفکارهم و مخيلتهم، انهم أنواع غريبة من البشر، نوعية کانت تتواجد هنا في اوربا قبل الثورة الصناعية أما الان فصارت بمثابة هوامش في ذاکرة التأريخ، وليس کما کان الحال في أوطاننا عندما کانت هذه الثلة المريضة تهمش شعوبا کي تبقى في القمة، واليوم فتح حساب لايمکن إغلاقه إلا بإقصاء هذه النماذج المتغطرسة المعتاشة على حرية شعوبها.