شهدت الحركة السياسية التركمانية في الآونة الأخيرة تغييرا جذريا شاملا وخصوصا في صفوف الهيئة القيادية للجبهة التركمانية العراقية حيث أصبح النائب ارشد ألصالحي رئيسا لها خلفا للدكتور سعد الدين أركيج الذي دامت رئاسته خمس سنوات، رغم إن الساسة لا يحبذون استخدامي لكلمةquot;التغييرquot;ويصرون بأن هذه الانعطافة يدل على تأقلم الحركة السياسية التركمانية مع الوضع السياسي العراقي إضافة إلى تبوء المكانة الحقيقية ضمن الحراك السياسي الساخن والدائر منذ ثمان سنوات.

كما نوهنا في مقالاتنا السابقة بأن علم quot;السياسية يقوم على التعامل بحذر مع الآخرين ومع التغيير المفاجئ في الإحداث الجارية، بذلك فأن التغيير أو التأقلم كما يحبذ الساسة قولها شيء طبيعي لان الكوادر السياسية العالية تحتاج إلى مراجعة تحركاتها السياسية والتغيير في صفوف هذه الكوادر مع الاستفادة من خبرة الكوادر التي غادرت قيادة المسرح السياسي وهذا ما يحصل في الجبهة التركمانية العراقية.

لكن الوضع الجديد جلب معه تخوفا لدى المتابعين للشأن التركماني والقاعدة الجماهيرية للجبهة التركمانية العراقية من إمكانية حدوث تغيير في مسار الأهداف الإستراتيجية والخطوط الحمراء للقضية التركمانية وبذلك بعد تعمد جهات قد يصعب علينا معرفتها وذلك نظرا للوضع المشابك والتي يطغى على البلاد وهذا ما نفي بشكل قاطع على لسان رئيس الجبهة الجديد أرشد ألصالحي في أول خطاب له بعد تسلمه رايتها. ونفس الرأي أيضا الكثير من القيادة الجديدة مؤكدا في الوقت ذاته إلى المسير للأمام دون إعطاء أية تنازل للثوابت الوطنية التركمانية.

هذا التخوف طبعا ينبع من حرص الجماهير التركمانية على حركاتها السياسية وحرصها الكبير للحفاظ على المكتسبات السياسية ولو كانت قليلة وبالتالي تظهر أمامنا حقيقة اهتمام الجماهير بخطوات قيادتها وهذا ما يجعل النجاح اقرب ألينا من أي شيء ولا سيما في المرحلة الراهنة والقادمة بعون الله تعالى.

كما دعمنا في الماضي القيادات الجديدة واليوم ندعم الهيئة السياسية للجبهة التركمانية وندعم الشخصيات الجديدة والتي دخلتها وندعوهم الإسراع في اتخاذ والخطوات القرارات التي تعجل سير العجلة السياسية التركمانية وإخراجها من الركود التي ضربتها بسبب النزاعات ونتمنى أن يهتموا بجوانب بناء المؤسسات التي بدورها تحافظ على العمل المؤسساتي لهذه التي ارفض تسميتهاquot;حزب سياسيةquot;لأنها ومنذ يوم اليوم من تشكيلها قامت على فلسفة جمع التركمان تحت خيمتها وبالأحرى لو نسمها الجامعة قد تكون أفضل.
والى الملتقى.