يبدو ان عملية جر الحبل ستستمر طويلا بين الفريقين المتخاصمين رغم انهما يعلنان دوما كونهما شريكان في حكومة مهلهلة عرجاء، تعاني من أمراض كثيرة اقلها انها ولدت مصابة بالكساح رغم انها عولجت في اربيل بأطراف صناعية لكي تحاول عبور الشط على مود نجاح التجربة الديمقراطية، ويبدو والعلم عند الله ان الأخوة الأمريكان يصرون على معالجة الكساح باستمرار المشاركة والاشتراك في المناصب والامتيازات وتحويل الوزارات الى ممالك صغيرة وإمارات ترتع فيها الأحزاب والحركات ولا يحق لكائن من كان محاسبتها او حتى الاقتراب من حدودها!؟
وعلى ضوء ذلك ستستمر عملية الصراع الخفي وراء الكواليس والبردات التي ستبقى هي الأخرى خير عازل يستر الصراع وصفقاته بل حتى التحالفات من تحت العباية اذا اقتضى الأمر ومصالح القادة الأفذاذ، بينما يبقى العوام يعومون فوق سطح بحر من الخدمات السيئة والبطالة المنتجة للجريمة والإرهاب والمدارس التي ما عاد فيها غير جدرانها وصفوفها المتهرئة وصدى أصوات التلاميذ وضوضائهم دونما تربية أو تعليم!؟
وفي خضم ذلك يبدو ان الحبل الذي يجرونه قد اقترب من القطع لشدة الجر والسحب، فقد أعلنت العراقية إيقاف الكثير من أنشطتها المشاركية مع الحكومة ومجلس النواب لحين إعلان الآخر الموافقة على شروطهم، وبذلك اعتقد انهم لم يعودوا قادرين على المشاركة ثانية خصوصا وان الطرف الآخر في العملية لا يرحب بهم كثيرا كشركاء مثل ما يريدون هم، وعليه يبدو ان المشهد يقترب من انسحابهم كليا وإعلان استقالة الحكومة، لكي تبدأ مرحلة جديدة ربما يكون في مقدمتها الطلب الى مجلس النواب بإجراء انتخابات عامة مبكرة قد تنتج مشهدا سياسيا مغايرا لهذا المشهد الممل والمرقع، خصوصا وان مظاهرات ساحة التحرير وغيرها أكدت ان الكثير من الناخبين يعضون على أصابعهم ندما لمنحهم تلك الأصوات لمرشحين، لا هم لهم ولا غم الا تلك الامتيازات الباهتة او لترضية أولياء نعمتهم في بعض الأحزاب والحركات التي أوصلتهم الى تلك المقاعد التي تأن ألما وخجلا من جلوسهم!؟
اعتقد ان المشهد السياسي الحالي لم يعد صالحا وقد ادخل كما يرى الكثير من المراقبين الى غرفة الإنعاش والرعاية المركزة وهو قاب قوسين او أدنى من الانهيار، وحري بدولة الرئيس إعلان استقالة حكومته والذهاب الى تشكيل حكومة أغلبية قوية بالتحالف مع مجموعات أخرى في البرلمان، بعد أن غدت حكومته الأربعينية عبارة عن إمارات للأحزاب والكتل السياسية يصعب عليه او على غيره قيادتها بما يحقق مطالب الأهالي والعملية السياسية في البلاد، ومن ثم العمل من اجل بلورة معارضة قوية أيضا من كتلة العراقية او غيرها ومن يتحالف معها، او العمل من اجل سريعا من اجل تطوير قانون الانتخابات بما يتيح فرصا أكثر لتمثيل حقيقي للمرشحين في دوائر متعددة، ومن ثم إجراء انتخابات عامة مبكرة لاستثمار نتائج المتغيرات في الساحة الجماهيرية على ضوء ما يحصل الآن في معظم بلدان الشرق الأوسط، فإذا كان نظامنا مصان بديمقراطيته ومؤسساته التي يحميها الدستور والتوافق بين المكونات، ولا خوف عليه من انقلاب او هروب او حرب أهلية، فان الكثير ممن يشغلون تلك المؤسسات لم يثبتوا أهليتهم او إرضائهم لناخبيهم وقد تسلقوا في ظروف غير صحية وبذلك فهم غير مصانين او محميين من السقوط والاستبدال أمام ما يجري الآن!؟
[email protected]
التعليقات