سياسة الإختزال سياسة مصرية مائة بالمائة... فمنذ عام 1952 اختُزلت مصر ومن عليها في شخص الرئيس فاختزل السلطات الثلاث في شخصه وأصبح الحاكم هو الآمر الناهي وسارت مصر من سيئ لأسوأ وقُضى على الصوت الآخر وأصبحت سمة الإختزال هي السمة الرئيسية في مصر فالسيد الدكتور نبيل لوقا بباوي صاحب رسائل الدكتوراه العديدة يختزل الشعب المصري كله في شخصه فملأ ميادين مصر بلوحات تصرح بأن بمصر 80 مليون مصري يؤيدون الرئيس مبارك... في أسلوب إختزال فج مما عكس مدى احتقاره للآخر.. ورئيس عمال مصر الذي صرح لكل الإعلاميين في الصحف والمجلات أن أربعة وعشرين مليون عامل يؤيدون ترشيح الرئيس مبارك... فسياسة الإختزال بدأت مع الرئيس عبد الناصر فبدأ بإختزال القانون في شخصه حسبما صرح الوزير سعد زايد أن القانون هو ما يصرح به السيد الرئيس مما عرض العلامة السنهوري للضرب بالحذاء في عقر دار القضاء العالي.

وتتبارى التيارات الدينية في الإختزال فأختُزلت جماعة الأخوان المسلمين في كيانها فسُميت quot;جماعة الأخوان المسلمينquot; بالطبع من ليس منهم لا هو أخوان ولا هو مسلمين... وعلى نفس النهج سارت التيارات الدينية الأخرى إختزلت السلف في كيانها وأصبح الخارجين عنها ليسوا سلفيين.. والشئ العجيب أن الجميع يدَّعى امتلاك الحقيقة المطلقة بل لم يسلم الله منهم فاختزلوا في كيانهم فسموا أنفسهم جنود الله وأنصار الله بل أصبح الله في حزبهم فسموا حزبهم حزب الله... ويدَّعى الكل أنهم أصحاب الحقيقة المطلقة.

فكما سبق أن ذكرنا الإختزال سمة رئيسية في الحركات الدينية فمن تصريحات القائمين على حزب الأخوان الذي أُطلق عليه quot;الحرية والعدالةquot; مثيرة للعجب خالية من الحلول الصادقة مليئة بتصريحات تدل على فكر سطحي وإختزال فج أيضاً.

صرح السيد عصام العريان بأن حزب الأخوان يسعى للوصول بمصر لخمسة وعشرين مليون سائح وذلك من خلال إحداث تغييرات إستراتيجية على رأس الأولويات لتلك الجماعة وهي عدم ارتداء المايوه ومنع الرقص... أي والله؟ إن مشكلة مصر الإقتصادية ستُحل بمنع المايوه والرقص فاختزلوا مشاكل البطالة والتخلف والرشوة والمحسوبية والعشوائيات والتعليم.. بمنع ارتداء المايوه.

بل صرح سعد الكتاتني، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، أن مصر بلد متدين، وأن سياحة الشواطئ وارتداء البكيني والمايوه لا يجب أن يكون في الشواطئ العامة حتى نحمي أبنائنا من الفتنة وقصر ارتداء المايوهات الساخنة على الشواطئ الخاصة، كما أن شرب الخمور لا يجب أن يكون مباحاً في الشوارع، وأسهب في حل مشاكل مصر بمنع الرقص أيضاً وسوف تحدد تلك الجماعات للسياح ومدى مطابقة المايوه للشروط الموضوعة...

أخيراً: إن مشكلة الإختزال سمة أساسية في الحركات الإسلامية والأخوان خير مثال بالطبع هناك تيار من الدهماء يصدقون تلك الجماعات وهم يرددون آمين.. آمين..

ترى متى يفوق المصريون ويدركون أن حل مشاكل مصر بفكر ناضح بآليات حديثة بمعالجة موضوعية لمشاكل جمة إن مشاكل مصر تحل ليس بحبة البركة أو المسواك بل بالعمل على تقنيات العصر وتسخير الثورة الإلكترونية لخير مصر والمصريين.

[email protected]