لايفتأ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن إتحافنا بإبداعات عجيبة غريبة في عوالم الحرب و السلام و التسليح و المبادرات الدولية، وحيث نسمع جعجعة و لا نرى طحينا، فزيارة مولانا رئيس الوزراء لروسيا المتورطة حتى النخاع في دعم نظام القتلة في الشام جاءت بهدف تنمية العلاقات بين الطرفين كما قال و تتضمن تلك التنمية بطبيعة الحال اموال دسمة هي عبارة عن صفقة جهنمية تشمل حفنة من المليارات الدولارية العراقية من اجل ماقيل عن تسليح لمنظومة الدفاع الجوي العراقي غير المتواجدة حاليا منذ أن قام الرفاق الأمريكان بتحطيم الجيش العراقي بالكامل و تكفل الرفاق في الأحزاب الكردية و الإيرانية ببيع كل السلاح الروسي السابق من بقايا الجيش العراقي كخردة وسكراب للرفاق المؤلفة قلوبهم في طهران بما فيها بقايا المشروع النووي العراقي من أجهزة طرد مركزي و من معدات نووية أخرى مما ساهم في الإسراع بتطور البرنامج النووي الإيراني! و تلك قصة أخرى و مختلفة.

المهم إن الحديث عن تسليح الجيش العراقي الجديد الذي نشأ على أنقاض الجيش السابق وشهدت حالات نشوئه و تسليحه سرقات دولية كبرى بسبب نوعية و طبيعة التسليح القادم من دول مثل أوكرانيا و بولندا و رومانيا و تشيكيا وحيث للفساد ملفات وملفات هناك منذ أيام الوزير السابق للدفاع حازم الشعلان المتهم بقضايا فساد كبرى وصولا للوزير المتواري عن الأنظار حاليا و الذي خرج ولم يعد الرفيق عبد القادر العبيدي وهو المتهم أيضا بملف المدرعات الأوكرانية لصاحبه عزة باشا الشاهبندر، هو حديث غريب في ظل الدور الأمريكي في رعاية العراق الجديد الذي ما زال قابعا تحت بنود الفصل السابع! أي أن الإنتداب الأمريكي و الرعاية و الحضانة الأمريكية مازالت مستمرة وفاعلة.

فلماذا التسلح بالسلاح الروسي رغم أن عقيدة الجيش العراقي العسكرية قد تغيرت بالكامل و لم تبق كما كانت أيام البعثيين؟ و كيف تسمح الولايات المتحدة بأن تتسرب المليارات العراقية لمصانع السلاح الروسية بينما البنتاغون و مصانعه و مخازنه جاهزة لتلبية الطلبات؟ ثم ماهذه الفوضى التسليحية المثيرة للسخرية، الدفاع الجوي روسي بينما الطائرات المقاتلة أمريكية!! وكيف تم زواج المتعة بين الدفاع الجوي الروسي و الإنقضاض الهجومي بالطائرات الأمريكية؟

داود البصري

بل كيف يتم التنسيق بين سلاحين وعالمين مختلفين بالكامل وبما من شأنه أن يزرع الفوضى في القيادة العسكرية؟ لسنا عسكريين أو مهتمين بأنظمة التسلح ولكن مانقوله مجرد بديهيات معروفة لأبسط المتابعين، إذ كيف يمكن للمرء أن يجمع بين الشرق و الغرب على فراش واحد؟ ثم أن قيمة الصفقة التي ستعقد وهي خمسة مليارات تسيل اللعاب و تثير الإهتمام، فكم هو مبلغ العمولات التي سيتقاضاها بعضا من قطط الحكومة العراقية السمينة؟ ولماذا لم يتم اللجوء لسلاح و أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية وهي أكثر قدرة وكفاءة من نظيرتها الروسية، ثم أن الأمريكان في نهاية المطاف هم الذين قدموا دماء أبنائهم من المارينز وأحتلوا العراق و أسقطوا النظام السابق وجاءوا بأحزاب السيدة زينب لتحكم في بغداد تحت حمايتهم ووصايتهم ورعايتهم؟ فكيف يحرمون بكل هذه البساطة من حقوق التسلح وإعادة البناء وفقا للعقيدة العسكرية الغربية الأطلسية وليست الروسية المنتهية الصلاحية والفاقدة للفاعلية.

إذن الموضوع لاعلاقة له البتة بالتسليح و إنما هو رشوة مليارية للطرف الروسي ومساندة معلومة من الحكومة العراقية للنظام السوري المجرم الذي يعيش تحت الحماية الروسية و يقتل الشعب السوري من خلالها وخلال ذلك التحالف المافيوزي الذي يجمع روسيا و إيران و العراق و أحزاب إيران في الشرق الأوسط، إنها و أيم الرب مليارات مأخوذة من أفواه العراقيين لرشوة مافيا فلاديمير بوتين وبدلا من إستثمار تلكم الأموال في مشاريع البنية التحتية المفقودة ومعالجة فقر العراقيين و إستردادهم من دول اللجوء بعد أن تحولت الحكومة العراقية لمتسول كبير تطلب من الدول الرافضة لإستقبال اللاجئين العراقيين كالسويد وبريطانيا والدانمارك وغيرها تمويل إعادة اللاجئين العراقيين في فضيحة كبرى سكت عنها الإعلام العراقي الركيك الذي لم يتطور رغم شحنات الديمقراطية المزيفة السائدة هناك، ثم ماهي طبيعة المبادرة العراقية لحل الأزمة السورية؟

ألا تتضمن بقاء للنظام السوري وهو ما يرفضه أحرار الشام جملة و تفصيلا و يعتبرونه خارج أي منطق أو سياق، فلو كانت للحكومة العراقية مبادرات فعلية فعليها أن توفرها لنفسها و تحل مشاكل العراقيين بدلا من التحول لتكون صندوق للرشاوي للروس و التشيك و البولنديين وغيرهم؟ أين توارى الرأي العام العراقي؟ ولماذا لا نسمع حس ولا خبر من أهل الصحافة والرأي و المعارضة في العراق الذين يرتضون هدر الأموال العراقية على تسليح فاسد وغايات مشبوهة ولكن قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي... وهنيئا لقطط العراق السمينة بعمولاتهم من السلاح الروسي الفاسد، وهاردلك للرفاق الأمريكان بعد أن أدار لهم ( أهل الكوفة ) ظهر المجن...!

[email protected]