بعد مسرحية التفتيش الحكومي العراقية لطائرة الشحن الإيرانية في مطار بغداد و التي إعتبرتها الحكومة العراقية بمثابة الرد و التجاوب على مطالب الإدارة الأمريكية بوقف مرور الطائرات الإيرانية عبر الأجواء العراقية في طريقها لدمشق.

وهي مسرحية بائسة وفاشلة شكلا و مضمونا حط وزير الدفاع الإيراني الجنرال وحيدي رحاله في بغداد في زيارة رسمية لفتت الإنتباه في توقيتها و طبيعتها وحيث أعلن أن الهدف من الزيارة هو تنسيق المواقف و التعاون بين البلدين وطبعا لم يقل وحيدي إلا الجوانب البروتوكولية و العامة من الموضوع أما صلب الموضوع فهو المحاولات الإيرانية الحثيثة لبناء جبهة سياسية و عسكرية واسعة تحمي ظهر النظام السوري و تفعل التحالف الإيراني السوري العراقي إضافة لحزب الله اللبناني و الجماعات الطائفية في العراق و الخليج العربي من أجل توسيع مساحات ذلك التحالف و تشتيت الجهود الإقليمية و الدولية المركزة على إنهاء النظام السوري وقذفه بعيدا خارج دائرة أية تسويات محتملة، فمصير النظام السوري بات واضحا للغاية و نهايته باتت وشيكة.

النظام الإيراني يعيش اليوم في حالة رعب قاتل من إندلاع إضطرابات سياسية وشعبية في طهران باتت مؤشراتها وإرهاصاتها واضحة و متجسدة ميدانيا وحيث من المنتظر أن ينطلق ربيع طهران الثوري من جديد بزخم اقوى و فاعلية أشد و بنتائج قد تبهر العالم و تبدل كل الخطط و الستراتيجيات، المعسكر الفاشي لدولة الولي الفقيه بدلالاتها المنطلقة من القرون الوسطى يعيش أزمة وجودية طاحنة كما ان تحالفاته الطائفية و السياسية قد اصابها الوهن الكبير بعد الضربات النوعية الكبيرة التي وجهها ابطال الجيش السوري الحر ضد عصابات حزب حسن نصر الله في لبنان وحيث باتت تتساقط القيادات الأمنية لذلك الحزب وكان آخرهم و ليس أخيرهم المدعو علي حسين ناصيف.

داود البصري

تلك الضربات الموجعة اقضت مضاجع رؤوس وقادة النظام الإيراني مما جعلهم يلتمسون النصرة و الإنقاذ من أضعف حلقة من حلفائهم وهو نظام حكومة نوري المالكي الحائر في الصراع بين الملل و النحل و الذي يعيش على برميل عراقي متفجر و بركان غضب شعبي يقذف حممه كل يوم، وحكومة عاجزة عن الإتيان بأية حلول لأزماتها البنيوية المستعصية فضلا عن أن إنهيار النظام السوري الحتمي و الوشيك سيلقي الرعب في قلوب و أذهان قادة الميليشيات الطائفية العراقية المتورطة هي الأخرى في دعم خطط النظامين السوري و الإيراني و بما سينقل حالة الإنتفاضة و الثورة الشعبية للعمق العراقي بكل تأكيد، سيكون لإنهيار و تلاشي نظام بشار أسد نتائج إقليمية كبيرة و مؤثرة للغاية و سيفتح ملفات و قضايا إقليمية كانت بعيدة عن التداول وسيوسع من مساحات وإمتدادات حالة الرفض الجماهيري لكل صيغ الظلم و التخلف، وسيدفع حلفاء النظام السوري أثمان مواقفهم غاليا للغاية، الزلزال الإقليمي الكبير قادم بل جدال و أعمى من لايرى أو يلمح نتائج الإنهيار الفاشي و بزوغ حقبة جديدة و مختلفة في الشرق القديم، للجنرال وحيدي ملفات ستراتيجية تتعلق بتعزيز و تنمية التحالف عبر محاولة توريط العراق في الدفاع عن العمق الإيراني!!

وهي مهمة أكبر بكثير من إمكانيات وقدرات حكومة الميليشيات العراقية الناقصة و التي إستثمرت أحوال التردد الأمريكي زمن الرئيس أوباما وجيرت ذلك لحساب و مصلحة النظام الإيراني بعد أن تناسى حكام العراق الحاليين بأن وجودهم وسلطتهم لم تأت نتيجة لشرعية إنتخابية مسلوقة كما يتوهم البعض و يشيع و يتفاخر جذلا، بل إن الإرادة الأمريكية و الغربية بأجنداتها المتغيرة هي وحدها من رسمت المواقف و عينت القيادات و حركت جميع الخيوط، وفي اللحظة التي يقرر الأمركان نهاية اللعبة و تغيير اللاعبين فإن أشياء كثيرة ستتغير، الجنرال وحيدي يحاول إصلاح البيت الإيراني الموشك على الإنهيار، و يخطأ كل الخطأ لو تصور بأن الحلول لمشاكل نظامه تكمن في بغداد بأوضاعها الراهنة !، الحل النهائي رسمته جماهير سوريا الحرة وهي تسقط الأصنام و الطواغيت وهي المهمة التي سيكملها أحرار الشعب الإيراني بإنتفاضتهم الجبارة القادمة حتما، أما الدجالون فمكانهم معروف و نهايتهم واضحة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وجنرالات الحرس الثوري و منهم وحيدي الذي سبق و أن هدد دول الخليج العربي بالعواقب الوخيمة منذ أيام سيعرف كيف تكون النهاية وعلى من ستقع العواقب الوخيمة.

[email protected]