منذ 15 سنة وضعت الخارجية الامريكية منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة لنظام الملالي على قائمة الارهاب. وكان القرار في وقت تشن الولايات المتحدة حربا ضروسا ضد العراق بالقصف الجوي تارة وبالحصار الاقتصادي تارة اخرى وتغازل نظام الملالي في محاولة لاسترضائه، رغم الحرب الاعلامية والدعائية بين واشنطن وطهران.

فعندما دعمت الولايات المتحدة تنظيم القاعدة في افغانستان رغم معرفتها انها قد تتحول الى منظمة ارهابية، الا انها دعمتها لتكون ضد الاتحاد السوفيتي السابق، وتهزمه في ذاك البلد الاسيوي القريب من روسيا. وعندما انسحبت القوات السوفيتية صارت القاعدة منظمة ارهابية.

واعلنت ادارة جورج بوش الابن الحرب على الارهاب.وغزت افغانستان والعراق، وتكبدت القوات الامريكية خسائر كبيرة في الارواح والمعدات في هذين البلدين الاسيويين، الامر الذي اضطر اوباما الى سحب قواته من العراق وسيسحب قواته من افغانستان لاحقا. ان هذا المثل يؤكد ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين، فمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة تقف ضد نظام متهم بالإرهاب من قبل الادارة الامريكية، كما انها وضعت نظام الملالي ضمن محور الشر اضافة الى العراق وكوريا الشمالية، ومع ذلك وضعت منظمة المجاهدين على لائحة الارهاب في محاولة لاسترضاء النظام الايراني لكي يتنازل عن طموحاته في المجال النووي.

حسن طوالبه

ان قرار الرفع جاء متأخرا رغم المطالبات العديدة من اعضاء الكونغرس الامريكي (النواب والشيوخ)، وبعد قرار المحكمة الامريكية بدعوة الخارجية الامريكية الى رفع منظمة المجاهدين من لائحة الارهاب، لاكثر من اعتبار:
1.لقد سلمت المنظمة سلاحها بالكامل الى القوات الامريكية المحتلة للعراق عام 2003، وصار مخيم اشرف تحت حماية تلك القوات. وعندما تسلمت القوات العراقية الملف الامني في المدن من القوات الامريكية، تأكدت هذه القوات من خلو مخيم اشرف من السلاح، فقد فتشت اركان المخيم بدقة rsquo; واستخدمت الكلاب البوليسية في هذا الغرض.
2. لم يثبت ان قام الاشرفيون بأي عمل عسكري ضد نظام الملالي بصورة مباشرة او غير مباشرة.

3. اعلان منظمة المجاهدين نبذها للعنف، وانتهاج الطرق السلمية والدبلوماسية لتوضيح ما يعانية الايرانيون من ظلم وتعسف على ايدي نظام الملالي الذي فاق نظام الشاه في ظلمه وارهابه ابناء الشعوب الايرانية.

4. لقد اثبتت منظمة مجاهدي خلق انها الجهة المعارضة لنظام الملالي التي تحظى بدعم المجتمع الدولي الانساني، وخاصة الحقوقيون والنواب والكتاب والصحفيون وشيوخ العشائر.

5. اكدت تصرفات نظام الملالي العقابية ضد افراد منظمة المجاهدين داخل ايران انها الجهة الاكثر تأثيرا في الشارع الايراني ولديها القدرة على حشد الايرانيين للتظاهر والخروج الى الشارع ضد النظام الذي يملك الالة الحربية القادرة على ذبح اكبر عدد ممكن من الوطنيين المعارضين.

لهذه الاسباب وغيرها ولاعتبارات تخص السياسة الامريكية في الشرق الاوسط، تم شطب منظمة مجاهدي خلق المعارضة من لائحة الارهاب.وعلى هذا الاساس صار الاشرفيون ضمن من تنطبق عليهم حق اللجؤ السياسي، ولا يحق لحكومة المالكي المرتبطة بنظام ملالي ايران، وتنفذ اجندتها بالكامل ضد الاشرفيين وضد الوطنيين العراقيين من الطائفتين (السنة والشيعة)، لمجرد الاشتباه انهم من اتباع النظام السابق، او انهم معارضون لحكم المالكي الذي اثبت بالملموس انه طائفي من الطراز الاول، وينفذ اجندة طائفية يرعاها نظام الملالي في ايران، لايحق له ان يتصرف ضد الاشرفيين كما كان نهجه في السابق. فهذا سيد المالكي في واشنطن يرفع عن المجاهدين تهمة الارعاب، فما على التابع الا ان ينفذ ارادة السيد.

ومن أجل ضمان الحماية الكاملة للاشرفيين ريثما يتم خروجهم الى بلدان اخرى، فعلى الامم المتحدة ان تقوم بواجبها الانساني ازاء هؤلاء الناس الذين ينشدون الامان مثل باقي الامم في هذا العالم، بل يتطلب الموقف الانساني ان تقف الامم والدول مع نضال المعارضة الايرانية الرامي الى اقامة نظام مدني يقوم على العدل والمساواة وانصاف القوميات واصحاب الديانات والطوائف الايرانية، واقامة حكم رشيد يسعى الى نشر السلم في المنطقة.

* كاتب اردني
[email protected]