15 عاما من کذبة صفراء فاقعة و مثيرة للإشمئزاز کلون النظام القمعي السائد في إيران، 15 عاما من خداع العالم کله و التمويه عليه بالالتفاف على معارضيه تحت تسمية ظالمة هم أبرياء منها براءة الذئب من دم يوسف، 15 عاما من تبذير أموال الشعب الايراني المغلوب على أمره من أجل ضمان إستمرار المخطط التآمري لإقصاء و تمييع أقوى تيار إيراني معارض و مهدد لحکمهم الشمولي، 15 عاما من النصب و الاحتيال على المجتمع الدولي على أمل إنتظار تغيير إيجابي ما في بنية النظام القمعي المتخلف ولکن من دون جدوى، کل ذلك مر و إنقضى کسحابة صيف عابرة و إنکشفت الحقيقة الدامغة عبر القرار الهام الذي أصدرته وزارة الخارجية الامريکية بشطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب الامريکية، هذا القرار الذي تلقاه النظام الايراني کأقوى صفعة سياسية يتلقاها منذ تأسيسه المشؤوم بحيث هزته من قمة رأسه الى اسفل قدميه، هو بمثابة ضربة الفأس الاولى التي تمهد لحفر قبره و دفنه الى الابد غير مأسوفا عليه.

حفنة الملالي الحاکمين في طهران و عبر سياسة اللف و الدوران و خداع الدول و الشعوب، سلبهم قرار الخارجية الامريکية بشطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب اقوى دثار کان يخبئون خلفه بشاعة و دمامة وجه نظامهم الکريه، وهم کما استغلوا لبنان و شعب لبنان من أجل تحقيق أهداف و أجندة سياسية بالغة الخبث لهم، ومثلما استغلوا الاوضاع الاستثنائية في العراق بعد سقوط النظام السابق و إندسوا تحت کل حجر و مدر عراقي و جعلوا من بلاد الرافدين مجرد فلك يدور في مدار أسوأ نظام استبدادي شمولي في العالم، فإنهم استغلوا بنفس الطريقة ادارة الرئيس الاسبق بيل کلينتون و خدعوه بأمل زائف يسمى الاصلاح الذي لن يتحقق أبدا طالما کان هناك نظام يدعى ولاية الفقيه و يمسك بزمام الامور في إيران.

نزار جاف

منظمة مجاهدي خلق التي هزت نظام الشاه و زلزلت جهازه الامني المنيعquot;السافاكquot;، و صارت کابوسا مؤرقا أقض مضجعه حتى جاء اليوم الذي شهد العالم سقوطه و الذي کان بدور ديناميکي و حرکي و تنظيمي مباشر و فعال لها، فهي التي کانت تزيد نيران الثورة الايرانية لهيبا و هي التي کانت تزيد حماسة الشعب و تدفعه للخروج بوجه النظام، هذه المنظمة و بعد عام من اسقاط عرش الطاووس، وجدت أن الخميني و حفنة من أتباعه في صدد إقامة دکتاتورية دينية على أنقاض النظام الملکي السابق و لذلك رفضوا ذلك بقوة و تصدوا لمشروع الخبث و اللؤم المکنى بنظام ولاية الفقيه، لکن الخميني الذي تربع على دست الحکم بعد أن فتحت المنظمة له الطريق وجد من المستحيل أن يستمر و رهطه من الدجالين و بياعي خواتم الدجل و الکذب و النفاق في البقاء بالحکم طالما بقيت منظمة مجاهدي خلق مرتبصة بهم ولذلك فقد جند کل طاقات نظامه لإجتثاث المنظمة من داخل إيران و عزلها عن الشعب الايراني و قد کان قرار إدراج المنظمة ضمن قائمة الارهاب إصطفافا أمريکيا و اوربيا ملفتا للنظر مع النظام الايراني و ضد الشعب الايراني و قوته الطليعية المتمثلة بهذه المنظمة، لکن اليوم و بعد أن صدر هذا القرار الهام جدا، فإن الولايات المتحدة الامريکية قد تخلصت من عار و شنار وقوفها و إصطفافها الى جانب قتلة الشعب الايراني و مصدري القتل و الارهاب و الجريمة الى دول المنطقة و العالم.

لقد إنتصرت إرادة الشعب الايراني اخيرا و رد کيد الملالي الى نحورهم و الاجدر بل ومن الواجب على الولايات المتحدة الامريکية أن تبدأ بالعمل منذ هذه اللحظة من أجل جمع و توثيق المدارك و المستمسکات التي تؤکد على کون نظام الملالي نظاما إرهابيا صرفا، وبهذه الطريقة فقط تکون الولايات المتحدة قد صححت من خطئها التأريخي بحق الشعب الايراني و مقاومته.