** سألت السمكة الصغيرة أمها: كيف نتأكد من أننا على قيد الحياة، فأجابت الأم: لأننا نسبح ضد التيار، السمك الميت يطفو مع التيار** (منقول من أحد تعليقات أصدقاء الفيس بوك)
...
كانت أمي دائما تقول لي عندما كنت لا أطيعها أو أعارضها :quot;أنت عامل زي الشريك المخالفquot;، ولم أفهم معنى كلامها إلا عندما كبرت ورأيت أنني فعلا مثل quot;الشريك المخالفquot; ورأيت أنني أكبر متمرد في عائلتنا، ورأيت أن بعض المراهقين من الأجيال الجديدة في أسرتي أكثر محافظة وتشددا مني وأقل إنفتاحا على الأفكار الجديدة والفنون والآداب الجديدة والمغامرة.
وكثيرا ما سألت نفسي، لماذا فعلت هذا بنفسي، ألم يكن من الأسهل أن أطفو مع التيار وأعيش عيشة أهلي؟ وبلا وجع دماغ؟؟ ولكني أكتشفت أن الوضع الطبيعي أن نسبح ضد التيار ونخالف المألوف، ألم يفعلها أبونا آدم عندما حذره خالقه من الأكل من الشجرة المحرمة ولكنه أكل منها وبدأ حياة جديدة تماما، صحيح أنه خالف كلام ربه ولكنه أكتسب حرية الإختيار وحرية التمرد، ألم يكن من الأسهل لأبونا آدم أن يطيع الكلام ويكون مسلوب الإرادة مثل الملائكة والذين لا يخطئون لأنهم لا يملكون حرية الإختيار.
وأكبر هديه أهداها ربنا لأبونا آدم هو حريته في الإختيار، كان بمقدور الخالق أن يخلق مخلوقه آدم على شكل روبوت مثل الملائكة لا يخطئ و يفعل ما يؤمر به، ولكنه أعطاه حرية الخطأ وحرية الإختيار، ومع الحرية تأتي المسئولية، وكان آدم يدرك تماما بأنه سيعاقب، بل وأي عقاب: الطرد من الجنة إلي المجهول، وتخيلوا أن آدم قد قبل التحدي وإستمتع بحرية الإختيار وحرية الخطأ وتحمل المسئولية وعاني التشرد في الأرض ولكنه فاز بأهم شئيين في الحياة، فاز بحريته في الإختيار وفاز بحبيبته حواء، وقد فضل آدم على أن يسمع نداء الحب من حواء ويطاوعها عندما أغوته على الأكل من الشجرة المحرمة على أن يطيع أوامر خالقه، وهذه رساله هامة جدا لكل الذين يريدون أن يسلبوا منا حرية الإختيار وحرية الإرادة ويحولونا إلي مجموعة من القطيع تمشي في أي إتجاه تؤمر به حتى لو كانت تعرف أنه الإتجاه إلي السلخانة والمذبح!!
في بدايات القرن الواحد العشرين وبعد مليون سنة وشوية من تمرد أبونا آدم (المتمرد الأول)، يأتي أناس منا وربما أقل منا علما ومعرفة يريدون أن يقولوا لنا كيف نلبس وماذا نشرب وماذا نأكل وكيف نقضي حاجاتنا، ويريدون أن يحرمونا من حرية الحب وحرية التفكير وحرية التمرد وحرية السباحة ضد التيار وحرية الإختيار، كل هذا ليس لوجه الله ولكن تبقى لديهم اليد العليا ولكي يتحكموا فينا لكي يكون لهم هم وحدهم حرية الإرادة وحرية التصرف وحرية الكراهية!!
لكل هؤلاء أقول: ليكن لكم في أبونا آدم أسوة حسنة الذي فضل الحرية والحب على العبودية والأسر ولو حتى في الجنة!!
[email protected]
تابعونا على تويتر
@samybehiri