بعد تعيين أحمد شفيق رئيسا لوزراء مصر في أعقاب ثورة 25 يناير هاج ميدان التحرير وماج، وكتبت مقال عنوانه quot;شفيق ياراجلquot; سخرت فيها من تعيين أحد معاوني وأصدقاء حسني مبارك رئيسا للوزراء في أعقاب ثورة شعبية أطاحت به، ولم أكن أن أتخيل أنني بعد أقل من عام ونصف سوف أقف في طابور طويل أمام السفارة المصرية لكي أنتخب نفس الرجل الذي هاجمته!!
والحقيقة أنني كنت مضطرا لإنتخابه لأن ثورة 25 يناير لم تفرز زعيما يليق أن يكون رئيسا لمصر وخاصة بعد إعتذار البرادعي في حركة quot;قرعةquot; بعد أن رأى صعود الإسلام السياسي بدلا من أن يقاتل كرجل ويبقى في الساحة ثم مؤخرا قرر تشكيل حزبا جمع مخلفات العهد الناصري وأعتقد أن البرادعي بإنشاء هذا الحزب يكون قد إنتهى سياسيا.
وتعالوا نحاول أن ندرس المرشحين المنافسين لأحمد شفيق:

أولا: محمد مرسي مرشح الأخوان:
أنا طول عمري ومنذ بدأت الكتابة وأنا معترض على تدخل الأخوان في السياسة أو الخلط بين الدين والسياسة، لذلك فمن حيث المبدأ كان إستحالة بالنسبة لي أن أنتخب مرشحا يمثل الإسلام السياسي، ثم أن محمد مرسي هو المرشح الإستبن بعد فشل خيرت الشاطر في الترشح ومش معقول الرئيس المصري يكون رئيس إستبن!! ثم أن محمد مرسي ولاءه أولا وأخيرا لمرشد الأخوان وليس من المعقول أن ننتخب رئيسا لمصر يكون له رئيس، ومصر لم ولن تعرف ولاية الفقيه أو ولاية المرشد، مصر لن تعترف بشخص يكون له من القدسية وفوق الحساب والمحاسبة وخاصة بعد ثورة 25 يناير، ثم أن محمد مرسي ليس له أي خبرة في الحكم فأكثر منصب له أنه عمل بالتدريس في الجامعة، ومش معقولة ننتخب واحد يجرب فينا لأن مصر لن تحتمل التجربة والخطأ.

ثانيا: عبد المنعم أبو الفتوح:
عبد المنعم أبو الفتوح ليس له أى خبرة مثل محمد مرسي وميزة أبو الفتوح الوحيدة أنه تمرد على الأخوان ليس هذا فقط بل وطالبهم بالإكتفاء بالدعوة الدينية والبعد عن السياسة وهذا شئ جيد إن كان حقا يعني ما يقول. وما جعلني أرفض التصويت لعبد المنعم أبو الفتوح هو أنه يحاول إرضاء جميع الأطراف، هو أخواني أصيل ووصل إلي تولي منصب نائب المرشد ولكنه يهاجم الأخوان، هو بالقطع ليس ليبراليا ولكنه يغازل الليبراليين، في الماضي طالب الفلسطينيين بالإعتراف بإسرائيل ولكنه عاد وأنكر هذا حفاظا على أصوات اليساريين والناصريين، وعندما تحاول إرضاء جميع الأطراف سينتهي بك الأمر إلى إغضاب جميع الأطراف.

ثالثا: عمرو موسى:
عمرو موسى هو الرجل الذي غنى له شعبولا :quot;بأحب عمرو موسى وبأكره إسرائيلquot;!! عمرو موسى قد يكون رئيسا مناسبا لمصر ولكن ليس في تلك المرحلة التى تتطلب رئيسا قويا وليس مجرد رئيس بروتوكول يقابل الرؤساء والوزراء، ثم أن مصر تحتاج رئيسا أصغر سنا من عمرو موسى مع كل الإحترام لكبار السن.

رابعا: حمدين صباحي:
والذي رفضته لأسباب عديدة أولا لأنه يمثل حقبة الناصرية ومازال يعيش في وهم الستينات والذى إنتهى بكابوس هزيمة 5 يونيو 1967، ومشكلة الناصريين أنهم لم يبق لهم من تاريخ عبد الناصر سوى أغاني عبد الحليم عن عبد الناصر وعن تماثيل الرخام ع الترعة والأوبرا، ويبدو أن زلزال الهزيمة لم يوقظهم بعد، وهزيمة 1967 كانت كفيلة بتحويل عبد الناصر إلى محكمة سياسية مثلما ينادي بها quot;الإستاذquot; لمبارك مع أن رئيسه كان أولى بها، وحمدين صباحي ليس لديه أي خبرة كما أن له أراء تودي في داهية مثلما قوله أنه يؤيد تنظيم القاعدة إن كان سيقتل الأمريكان!!
أما باقي المرشحين فلا أعرف عنهم شيئا وقد يكون منهم من يصلح لرئاسة مصر ولكني هنا أتحدث عن المرشحين الرئيسيين.

طيب لماذا إنتخبت :quot;أحمد شفيقquot;؟:
أولا: أحمد شفيق المرشح الوحيد الذي أثق في قدرته على بقاء مصر دولة مدنية وقادر على الوقوف بحزم في وجه طيور الظلام الذين يريدون أخذ مصر إلي عصور الجاهلية.
ثانيا: أحمد شفيق هو مرشح يوافق عليه الجيش ويمكن أن يؤدي له التحية العسكرية بإعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ثالثا: مصر في مرحلة إنتقالية وتحتاج إلي شخص قوي يستطيع أن يعيد هيبة وإحترام الدولة والنظام إلي مصر وخاصة هيبة أجهزة الأمن والقضاء وبدون هيبة الشرطة والقضاء والقانون سوف تنهار الدولة المصرية.
رابعا: أحمد شفيق له خبرة إدارية وسياسية وهو من المشهود لهم بالنجاح في كل المناصب التى تقلدها.
خامسا: أحمد شفيق يعتبر رجلا نزيها بالمقاييس المصرية والعربية، ولم نسمع عنه إشتراكه في أى صفقات مشبوهة.
سادسا: أحمد شفيق من النماذج الممتازة التى أنتجها نظام الحكم السابق ولن يكون لديه روح الإنتقام من العهد السابق، لأن أحد أخطاء ثورة 25 يناير ومعظم الثورات هي تفرغها للإنتقام والهدم بدلا من تفرغها للبناء، وأحمد شفيق سيتفرغ للبناء لأن ليس لديه أى سبب يدفعه للإنتقام بل سيقوم بتنظيف البيت من الداخل ثم يبدأ بتعلية البناء بدلا من هدم البيت على من فيه.
سابعا: أحمد شفيق من أبطال حرب أكتوبر، هذا الجيل الرائع الذي إنتشل مصر من ذل الهزيمة إلي كرامة النصر والعبور، وأنا واثق في أن أحمد شفيق بإستطاعته العبور بمصر من عثرتها الحالية إلى أفاق القرن الواحد والعشرين.
وأطالب المصريين جميعا أن يقفوا خلف أحمد شفيق حتى لا تتحول مصر إلى quot;مصرستانquot;!!
[email protected]