تذكرت الآن مشهد عادل أمام فى الفصل الثاني من مسرحية شاهد ما شافش حاجة هذا المشهد العبقرى الذي أبدع فيه عادل أمام وأضحك الملايين بما فيهم المحامي السلفي الذي رفع عليه القضية والقضاة الذين حكموا عليه بالسجن ثلاثة أشهر، وتخيلته وهو يقف فى قفص الإتهام وهو يحاول إفهام القضاة أنه برئ من تهمة أزدراء الأديان، وأتخيل هذا الحوار يدور بين القاضى وبين عادل أمام:

القاضي: إسمك؟
عادل: أنا؟
القاضي: أيوه إنت؟ إسمك إيه يامتهم؟
عادل: أنا متهم؟ ده أنا كنت شاهد ما شافش حاجة فجأة بقيت متهم؟
القاضي: جاوب يامتهم. إنت مش فى مسرح هنا... إنت في قفص الإتهام.
عادل: ده قفص بجد؟ إنت... ياإستاذ لبيب معوض، ما تعمل حاجة... أمال محامي ع الفاضي؟
لبيب معوض (محامي عادل أمام): جاوب سيادة القاضي يا أستاذ عادل
عادل: أجاوب إيه، إنت مش سامع بيقول : quot;إسمك يامتهمquot; ده أنا كنت فاكر نفسي جاي شاهد، وده إيه؟؟ قفص بجد، ده أنا بأخاف من قفص الفراخ يحطوني فى قفص الإتهام، وسع ياجدع وسع؟
(يسقط عادل أمام مغشيا عليه فى قفص الإتهام)
(القاضي يطلب كباية مية ساقعة للمساعدة على إفاقة عادل أمام، ويفيق أخيرا عادل أمام )
القاضي: أيوه إسمك إيه يامتهم؟
عادل: شوف برضه حيقول متهم. طيب بالذمة إنته مش عارفني، طيب إذا كنت عارفني بتسأل عن أسمي ليه؟؟
(القاضي موجها كلامه لمحامي عادل أمام)
القاضي: ياإستاذ قول لموكلك يجاوب على أسئلة المحكمة وإلا حأضطر أحكم عليه بإهانة المحكمة
لبيب: من فضلك ياإستاذ عادل جاوب سيادة القاضي، دي قضية سهلة وكلها خمس دقائق ونمشي على طول
عادل: لأ .. دي مش قضية سهلة أبدا، دي أهم قضية فى مصر دلوقتي، دي أهم من الدستور أولا وللا الرئاسة أولا، دي قضية الهدف منها هدم مصر الحديثة إللي بناها محمد على من أكثر من مائتين سنة.
القاضي (وقد بدأ يفقد صبره): جري إيه يامتهم إنت حتبدأ فى الدفاع ولا إيه؟
عادل: لأ ... أنا مش حا أدافع عن نفسي .. أنا حاأدافع عن مصر كلها .. وزي ما ضحكت مصر كلها ... أنا حاأدافع عنها حتى لو إتسجنت .. حتى لو إتعدمت.
(القاضي يحاول إيقاف عادل عن الكلام بدون فائدة)
عادل: الإتهام الموجه لي ممكن أعمله فى فيلم كوميدي، لكن مش فى محكمة، يا سيادة القاضي عادل أمام مش هو المستهدف فى القضية دي، مصر كلها مستهدفة وفن مصر مستهدف وإذا فقدت مصر فنها وفنانيها يبقي مصر إنتهت، بقي أنا بأزدري الأديان، ده أنا بنتي سارة متجوزة بنت عضو مهم فى جماعة الأخوان المسلمين، همه الناس دول فاكرين نفسهم إنهم هم المسلمين بس، أمال إحنا نبقى إيه كفار قريش ؟؟(زي ما قال صبحي صالح بتاع الأخوان عن المجلس العسكري إنهم كفار قريش)، مش ده برضه المجلس العسكري إللي عينه عضو فى لجنة الدستور بعد الثورة، يعنى هو ده جزاء العسكر، وبعدين مين إللي أعطاهم حق إحتكار الدين الإسلامي؟؟ طيب ما أنا ممكن أرفع قضية إزدراء الأديان علي إللي شبه خيرت الشاطر بسيدنا يوسف إللي جاي بعد السجن ينقذ مصر، وكمان إللي شبه محمد مرسي بسيدنا لقمان نظرا لحكمته، يعني ما شاء الله كلهم أنبياء طيب ما فيش عندهم صحابة خالص، وكل الأنبياء دول بيبوسوا فضيلة المرشد!! طيب فضيلة المرشد يبقى إيه على كده؟؟ قول إنته بقى؟؟؟ طيب تسمي إيه ده يافضيلة القاضي.. مش ده برضه إزدراء للأديان.
(القاضي ينظر فى ساعته.. ويبدو أنه فقد الأمل فى إيقاف عادل أمام.. ونسمع فى قاعة المحكمة هتافات تحاول أن تغطي على كلام عادل أمام: quot;إسلامية ... إسلاميةquot; ويرد عليها هتافات أخرى :quot;حرية...حريةquot;)
...
عادل (يشرب كوب ماء ويستمر فى دفاعه): وبعدين عادل أمام تم إختياره لأن الناس أطلقت عليه quot;الزعيمquot; وطبعا أول ما الزعيم يخش السجن، الكل حيكش ملك، ده أسلوب مخابراتي معروف وأسلوب الفتوات بتوع زمان، لما كان الفتوة من دول عشان عاوز ينزل الرعب فى نفوس أهل الحارة، يجيب أتخن واحد فى الحارة أو أكثر واحد محبوب فى الحارة أو أغنى واحد فى الحارة ويهزأه ويبهدله عشان الكل يخاف بعد كده، لكن أطمئنك ياسيادة القاضي الفنانين المصريين مش حيخافوا، ولو كنت شفت مسرحية الزعيم، أنا كنت أكثر واحد هزأت الدكتاتورية وإتريقت علي حسني مبارك فى عز مجده، مش بعد ما وقع زي إللي عاملين أبطال دلوقتي، وزميلي محمد صبحي إتريق وقلد حسني مبارك فى مسرحية ماما أمريكا، وما حدش عمل لنا أي حاجة، يعني إيه القصد بالضبط؟ القصد إننا نندم على عهد حسني مبارك؟؟ ودلوقتي جايين تحاكموني علي أعمال فنية عملتها من سنين وأخدت موافقة رقابة المصنفات الفنية وعرضت على الملأ ولم تعرض فى السر، ولو سجنت وخرجت من السجن حا أعمل ميت فيلم لمهاجمة الإرهاب والتطرف والإرهابيين.
القاضي: فى عرضك يا إستاذ لبيب معوض إعمل حاجة، ده فاكر نفسه على المسرح؟؟
لبيب معوض: والله أنا ما كنتش عارف إن الإستاذ عادل أمام محامي بارع كده، ده أنا حآخده أشغله معايا فى المكتب بعد طيور الظلام ما يقفلوا المسارح والسينمات
عادل: متشكر قوي يالبيب ربنا يخليك لينا، وصيتك العيال والنبي يالبيب
لبيب معوض: ولا يهمك ياعادل، ولا دك حيتربوا أحسن تربية!!
عادل (مستمرا فى مرافعته): ياحضرات القضاه ياحضرات المستشاريين...
القاضي (مقاطعا): جرى إيه ياحضرة إنت مش عاوز تنسى إنك ممثل
عادل: وبعدين بذمتكم كلكم مين يستاهل يدخل السجن، أنا وللا نائب مجلس الشعب أبو مناخير الكذاب المزور ولا التاني إللي كان نفسه يبيقى رئيس وطلعت أمه أمريكانية وأخته أمريكانية وجوز أخته أمريكانية (قصدي أمريكاني)!! وكذب وزور في أوراق رسمية، لأ ومش أي أوراق رسمية، دي أوراق رسمية تتعلق برئاسة مصر، يعني الراجل ده كان ممكن يبقى رئيس مصربالتزوير، يبقي مين يستاهل يدخل السجن أنا ولا الكدابين دول إللي كل واحد دقنه عند صدره، الدقون دي والزبيبة دي هي دي عدة النصب إللي حيلتهم وإللي هاجمتها فى أفلامي ولو ربنا أحياني بعد ما أخرج من السجن حاأعمل فيلم أسميه :quot;الريس إبن الأمريكانيةquot;!!
عادل: يا أنا... ياأنتو فى البلد دي
(نسمع هتافات : إسلامية ... إسلامية وهتافات أخري: حرية ... حرية)
القاضي: هدوء.. خلاص... خلصت كل إللي عندك؟
عادل: لأ ما خلصتش .. الكلام الجد بقي إنتظروه فى أفلامي القادمة
القاضي: ترفع الجلسة والحكم بعد المداولة..
...
(يعود القاضي .. وينطق بالحكم)
القاضي: حكمت المحكمة على المتهم عادل محمد أمام محمد حضوريا بالحبس ثلاثة اشهر مع الغرامة
(هتافات : الله أكبر... الله أكبر... إسلامية إسلامية)

[email protected]