(قصة العقرب والضفدع قصة مجهولة المؤلف وينسبها البعض إلي كتاب كليلة ودمنة والبعض ينسبها إلي حكايات فلكورية ألمانية ولكن أيا كان مؤلفها فهي قصة عبقرية فيها الكثير من العبر لمن يعتبر بالطبع)
يحكى أن عقربا كان يسكن أحد الكهوف بجبل عال وسمع ذات يوما جلبة وضجيجا في سفح الجبل فقرر أن يخرج من كهف الجبل ويتجول ليرى مصدر الضجة فوجد عددا من الطيور تنبح بأصوات مزعجة محدثة تلك الجلبة الي سمعها وفوجئ بعد خروجة من الكهف بجمال نباتات سفح الجبل مقارنة بقفور وكآبة الكهف الذي كان يسكنه، وقرر الإستمرار في مشيه البطئ من الكهف إلي سفح الجبل حتى وصل إلى نهر صغير وود أن يعبر النهر إلي الجهة الأخرى حيث تبدو أكثر جمالا ولكنه كان يعرف جيدا أنه لا يجيد السباحة، فجلس فوق حجر صغير مراقبا النهر الجميل في تدفقه السريع وإزداد شوقه وحماسه لأن يعبر هذا النهر بأى طريقة، وفوجئ بضفدع أخضر اللون بلون النباتات يقفز بالقرب من النهر مستمتعا بحياته، فإقترب منه بعد أن جاءته فكرة ذكية للغاية، ودار بينهما هذا الحوار:
العقرب: صباح الخير أيها الضفدع
الضفدع (نظر إلي العقرب بتوجس): ص ص ب ب اح الخير، مذا تفعل هنا أيها العقرب؟
العقرب: أريد أن أعبر إلي الجهة الأخرى من النهر ولكني لا أعرف السباحة
الضفدع: إذن فماذا ستفعل.
العقرب: لماذا لا تدعني أركب فوق ظهرك وتسبح أنت في النهر وتعبر بي إلي الجهة الأخرى
الضفدع: ولماذا أفعل هذا؟ وماذا سأستفيد؟
العقرب: تكون قد فعلت معروفا في عقرب مسكين وربما تحتاج إلي يوما ما وأستطيع أن أرد لك الجميل
الضفدع: ولكن حتى إذا وافقت على ركوبك فوق ظهري، أنا أخشي أن تلدغني وأنت فوق ظهري
العقرب: لن أفعل هذا، لأني لو لدغتك ونحن في وسط النهر فسوف تموت وتغرق وأغرق معك، لذلك فليس هناك مصلحة لي في أن ألدغك
العقرب (بعد أن فكر قليلا): يبدو أنها حجة معقولة، هيا أركب فوق ظهري
(وبالفعل ركب العقرب فوق ظهر الضفدع، وإستمتع بمنظر النهر، وفجأة وفي منتصف النهر أحس الضفدع بلدغة العقرب، وبدأ الشلل يسري في جسده من أثر اللدغة، وقبل أن يفارق الحياة، نظر الضفدع بطرف عينه للعقرب، متسائلا والدهشة وعدم التصديق تكاد أن تشل لسانه بعد شلل سم العقرب):
الضفدع: لماذا فعلت هذا؟
العقرب: إنها طبيعتي لم أستطع أن أغيرها!!
وغرق الإثنان معا!!
[email protected]