عالمنا الذي يعج بالعنف، سواء الفردي أو الجماعي، والذي باتت وسائل الإعلام اليومية تحفل بنقل أخباره وتصويره لدرجة أصبحت معها تلك الأخبار المدمرة وكأنها جزء من حياتنا اليومية، وتتكدس ضمن خلايا محفوظاتنا الذهنية.. مما يجعل الفرد منا عرضة لحالات التوتر بحكم هذا الجو المحبط والمشبع بالعنف.
إنها دوامة عنيفة تستقبلنا يومياً في الجريدة، من راديو السيارة، وعلى شاشات التليفزيون..
ولندع الكوارث الطبيعية والصدامات العسكرية والتحرك السياسي العنيف الذي يحدث هنا وهناك يومياً.. وإنما الذي يدعو إلى الغرابة أنه في البلدان الأوروبية وروسيا تحديداً، أُنشئت عصابات وعائلات مافياوية أصبحت تتحكم بموازين تجارية ترتبط بالغذاء والمواد الإستهلاكية، إلى جانب التجارة بكل الممنوعات وعلى رأسها غسيل الأموال والمخدرات، وسواءاً كانت تلك الأجواء تزخر بالأسلحة الفتاكة أو أنواع المخدرات المدمرة أو الرقيق الأبيض.. فإنها مؤسسات مهمتها إحتراف العنف وترويجه وبيعه..
إنها عصابات تقتل وتسفك الدماء مقابل مبالغ ضخمة من المال.. ولها أعوان وفروع، ورؤساء.. إنها مؤسسات ككل المؤسسات، ومهما قيل عن موجات الإختطاف والإعتداءات اللاأخلاقية، فإنها تظل أبداً مطبوعة بطابع الوحشية والنذالة التي تمارسها هذه العصابات.
وهناك دائماً أطفال ونساء وأبرياء يذهبون ضحايا لهذا العنف الذي يكون أحياناً نتيجة أمراض نفسية تفشت في المجتمع، أو أنها صبغت المجتمع بصبغة اللامبالاة لدرجة أن الإنسان يستطيع أن يخطف ويقتل ويمارس الأعمال الشاذة في ضحاياه نتيجة لنزوة عابرة خطرت له.
* * *
bull;فإذا كانت هذه هي طبيعة الانسان في المجتمعات الأوروبية وروسيا ما بعد الشيوعية تحديداً!!.. فما الذي جعل من هذه العدوى الشريرة تنتقل الى المناطق العربية ؟!.. واستفحلت بشكلٍ ملفت في العراق؟!.. فهناك المافيات التي تختطف الأطفال، وتختطف النساء، وتطالب بالفدية، قد انتشرت بشكلٍ مرعب ومخيف!!.. بينما الخلافات الطائفية والمذهبية التي اتخذت هي الأخرى لنفسها أسلوباً لا يقل إجراماً عن أساليب المافيات عندما تقنبل وتفجر العربات المفخخة، والأحزمة الناسفة، وكل من الأطراف المتصارعة يزعم لنفسه أنه يريد كلمة الله أن تكون هي العليا في العراق!!..
ألا تُعساً لكم.. هل يرضى لكم الله هذا المسلسل اليومي من الدمار الذي يكون ضحيته البسطاء من عباده؟!.. بينما السياسيون في صراعاتهم دخلوا هم بدورهم في استخدام الأساليب المافياوية لمواجهة بعضهم البعض.. والخسارة تدفع ثمنها أعظم حضارة عرفتها البشرية.. العراق؟!!.. يا خسارة!!..
- آخر تحديث :
التعليقات