bull;ككاتب عربي يؤمن أن فلسطين هي قضيته الأولى، لابد أن تكون له رؤيا فيما يجري من أحداث على مساحة الأيام المنصرمة!!..
فبلا شك أن الخاسر الأكبر في اتفاق الهدنة هو محمود عباس!!.. لأن الرجل كان كثير التفاؤل مع الادارات الاسرائيلية المتعاقبة، وخرج من موالدها بلا حمص!!.. لأنه لا يريد أن يدرك أن الصهاينة لا يُلزمون إلا بمنطق القوة!!.. وهو في تعامله مع الصهاينة سار على نهج أستاذه عرفات، وكيف كان يناور رابين!!.. يومها كتبت مقالاً رفضته الجريدة التي كنت أكتب فيها!!.. وكانت النتيجة أن ثعلبة عرفات جعلته يدفع الثمن ndash; حياته ndash; لأن الثعالب الصهاينة الذين كان يتفاوض معهم كانوا أكثر منه تثعلب.. أما المقالة التي رُفضت في ذاك الوقت فهي :

* * *
bull;في تصريح لمناضل، ورئيس لمنظمة ثورية، فرئيسٍ لدولةٍ في المنفى، إلى أن ارتقى ليغدو رئيساً لبلدية غزة وأريحا.. قال عرفات في هذا التصريح : إنه يحب الموسيقى العبرية، ويستمتع بها كأشد ما يكون الإستمتاع، وهو من عشاقها والمدمنين عليها، فالموسيقى العبرية على حد قوله : تساعده على التفكير في مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية التي تشهد إزدهاراً عظيماً بفضل نضاله من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
لكن رئيس بلدية غزة وأريحا المعين بفرمان، وقّع عليه رابين، وشهد على التوقيع رئيس الولايات المتحدة بتشجيع وحماس منقطع النظير من مبارك.. نسي أن يحدد نوع الموسيقى العبرية التي يعشقها، فلهذه الموسيقى أصناف وأنواع!!..
فهناك مثلاً موسيقى عبرية شائعة ومعروفة تعزفها أوركسترا موسيقى الإذاعة الإسرائيلية، وهناك نوع آخر من العزف الموسيقي تخصصت في عزفه فرق البوليس والعساكر الصهيونية، وهو العزف الأكثر إتقاناً في إسرائيل!!..
وقد شهد لهم العالم بذلك يوم وقف أربعة من العازفين أمام طفل فلسطيني بعد أن طرحوه أرضاً.. أخذوا يعزفون على جسده أنغام تكسير عظامه!!..
وهذا النوع من العزف العبري لا يؤدى بواسطة الكمنجة أو القانون أو العود.. إنما تعزفه البنادق والقنابل والعصي الغليظة والكلاب المسعورة!!..
تصوروا فرقة موسيقية تتركب من هذه العناصر، ويقودها عازف شاروني النزعة.. ولكم أن تتخيلوا ما وسعكم الخيال للقيمة الفنية والإنسانية لهذه النوعية من المعزوفات!!.. لذلك كان على سيادة الرئيس سابقاً، ورئيس بلدية غزة وأريحا حالياً أن يحدد نوعية الموسيقى العبرية التي يهواها، حتى نعرف إذا كان يفهم هذه الموسيقى أو أنه لا يفقه من أمورها شيئاً ؟!.. وأعلن أنه من هواة الموسيقى العبرية من باب إظهار ميوله لشركائه الجدد حتى يغدو مقبولاً من إسرائيل، ولا ترفض تعيينه في منصبٍ أعلى من رئيس لبلدية غزة وأريحا لديها!!..
فهنيئاً له هذا المنصب الذي سيعطيه المزيد من فرص الإستمتاع بالموسيقى العبرية.. ومن يدري فقد يصبح من كثرة الإستماع لهذا النوع من الموسيقى، أن يصبح ذات يوم ملحناً ممتازاً فينضم إلى فرق الملحنين والعازفين في إسرائيل، ويُساهم معهم في تطوير وترويج الموسيقى العبرية التي لعبت دوراً كبيراً في التمهيد للمبادرة التي سُميت بلعبة السلام!!..
رحم الله شهداء فلسطين أبو جهاد، أبو إياد، عدوان، كنفاني، أبو الهول، وعشرات بل المئات من الشهداء ممن لم يتقنوا لعبة الإستمتاع بالموسيقى العبرية التي صرّح زميل نضالهم سابقاً ورئيس بلدية غزة وأريحا حالياً أنه يعشقها ويهواها!!..

* * *
bull;ورحم الله أبو عمار الذي راح ضحيةً بشهقةٍ عزفتها فرقة السموم العبرية التي أودت بحياته عندما كان قريباً منها.. وما كان لها أن تفعل ذلك لو كان استمر في نضاله بعيداً عن سماع الموسيقى العبرية!!.. رحمك الله يا (أبو عمار)!!..