اتعجب من اؤلئك الذين استغربوا قرارات الرئيس المصري، وكيف انها تكرس الديكتاتورية المطلقة.
سبب عجبي هو ان الاخوان المسلمين، مع احترامي لنفوذهم المتعاظم، ليسوا سوى امتداد لأفكار سياسية اسلامية لم تؤمن يوما بالديموقراطية، لأنها لم تعرف الديموقراطية أبدا.
ليس الاخوان وحدهم، بل هو التاريخ الاسلامي الذي لم يعرف الديموقراطية يوما ناهيك عن حق الاختيار أو الانتخاب.
أدركت الحضارة اليونانية القديمة أهمية وجود برلمان يمثل الشعب، وعرفته روما، وسادت قوانين مكتوبة عرفتها بابل، وبقي الاسلام، وسط كل هذه الحضارات وحده الذي لم يعرف لا برلمان، ولا نواب، ولا أي قانون مكتبوب طوال تاريخه. إن قلت بذلك تصدى للأمر رجال دين يصرون على ان الاسلام هو من يمثل الناس بلا برلمان، وأن قانوننا المكتوب هو القرآن الكريم وحده، وهو كا ف. لا يا سادتي، هو غير كاف، لأن القرآن الكريم هو كلام الله وإعجازه وليس دستورا او قانونا ينظم حياة الناس بالسلطة، وإلا لفعل منذ الف واربعمائة عام.
التاريخ الاسلامي كان دوما صنيعة رجل واحد هو الخليفة. كيف اتى هذا الخليفة؟ من انتخبه، من اختاره؟ فقط بضع اشخاص من البطانة والخواص. أين هو قانون القرآن الكريم من هذا اذا؟
لم يعرف التاريخ الاسلامي انتخابا حرا لأحد من خلفائه او أمراء مؤمنيه. ولا سمعنا ان مجلس شورى كان له رأي يسبق رأي الخليفة او يخالفه. بل لم نسمع عن مجلس شورى او برلمان او حتى عن واحد من جلساء الخليفة يمثل الناس. فلماذا نغضب الآن مما يحدث في مصر؟
هل علينا ان ننتظر الف واربعمائة عام أخرى كي نتخلص من لعنة الخليفة؟
لم يتغير الفكر السياسي الاسلامي عن يومه الأول كثيرا. ما اختلف هو رقم اليوم وتاريخه، بدلة او عباءه مطرزه بدل العمامة والريشة على الرأس. لكن الفكر بقي ذاته، والذي يقول ان الخليفة هو اختيار السماء وحدها، فما قيمة رأي الشعب أمام من يعتقد أن اللهاختاره؟
- آخر تحديث :
التعليقات