لا أعتقد انّ وعاظ السلاطين الذين درس ظاهرتهم المخزية المؤرخ العراقي الدكتور علي الوردي، فيهم من ترتقي مرتبة عاره ونفاقه لمستوى ما وصل إليه محمد سعيد البوطي الذي يقدّم نفسه على أنّه رجل وشيخ دين، وهذا يعيدنا لضرورة الاتفاق على توصيف جديد لهذه المهنة، فليس كل من درس بعض العلوم الشرعية أو تخرج من معاهد أو كليات دينية، يستحق هذا اللقب الذي لا بدّ أن يراعي صاحبه أصول الدين الإسلامي التي من أولوياتها المساواة والعدل والعدالة والحكم بين البشر بما يحقق مصلحتهم بتساو منصف، هذه الصفات التي جعلت الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يأمن على نفسه ويتحرك بين جموع المسلمين بدون حراس وحملة رماح، وينام في الشارع على الرصيف غير خائف من أن يناله أذى من أي من مواطنيه. وهذا ما هال المرزبان رسول كسرى الذي جاء إلى المدينة للقاء الفاروق عمربن الخطاب رضي الله عنه، فلما وجده نائما تحت شجرة، يفترش الأرض ويلتحف السماء ويرتدي بردته القديمة، لم يصدق ما شاهدته عيناه فلمّا تيقن أنّه الخليفة، قال قولته المشهورة (حكمت فعدلت، فأمنت فنمت يا عمر ).
فأين ذلك من المنافق البوطي وصديقه القاتل الوحش
إنّ ما يصدر من تصريحات ومواقف عن المنافق الكبير محمد سعيد البوطي تستغل الدين الإسلامي، لا ينبغي أن يسكت عليها علماء الدين الإسلامي وشيوخه، فليس من المنطقي ولا المنسجم مع الحفاظ على مبادىء الدين الإسلامي السكوت على التصريحات الأخيرة لهذا المنافق التي شبّه فيها جنود وعصابات وشبيحة القاتل بشار الوحش بصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. فمن قلب المسجد الأموي الشهير في دمشق وعلى منبره قال هذا المنافق برتبة كاذبة (شيخ) يوم الحادي والعشرين من ديسمبر 2012 (والله لا يفصل بين هؤلاء الأبطال ومرتبة أصحاب رسول الله إلا أن يتقوا حق الله في أنفسهم). من يتخيل هذا النفاق والدجل باسم الدين والرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم. من يسيء للدين الإسلامي ورسوله وصحابته هذه التصريحات أم ذلك الفيلم التافه الذي أثار غضب المسلمين قبل شهور؟ فأين غضبهم من شخص يضع القتلة والمجرمين في مرتبة صحابة الرسول؟
أين تقوى الله أيها المنافق عند الوحش وعصابته وقد
قتلوا حتى الآن ما لا يقل عن خمسين ألفا من الشعب السوري المسالم، وسجنوا واعتقلوا عشرات الألوف، وألوف المفقودين لا يعرف أهلهم أية معلومة عنهم. أين التقوى عند من هجّروا حتى الآن ما لا يقل عن نصف مليون سوري خاصة في الأردن وتركيا ولبنان. أين التقوى عند هذا الوحش وعصاباته وعملائه من السوريين والفلسطينيين الذين قتلوا ما لا يقل عن 1500 من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وهجّروا حوالي مائة ألف من سكانه..أهذا نظام الممانعة ورجاله أبطال المقاومة؟ يفعلون هذا في الشعب السوري ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي للجولان السورية ينعم بالراحة والأمن والأمان؟.
وماذا عن الشعب الكردي تحت حكم وحشك يا بوطي؟
هل نسيت أيها الواعظ المنافق أنّك مواطن كردي أبا عن جد؟ وهل نسيت أنّ نظام الوحشين حافظ وبشار كان وما يزال يحرم شعبك الكردي في سوريا من أبسط الحقوق الإنسانية بما فيها استعمال وتعلم لغتهم القومية الكردية؟. وهل نسيت حملات التطهير العرقي التي قام بها الوحشان وحزبهما العبث اللاإشتراكي ضد الشعب الكردي؟. وهل من قاموا بهذه الجرائم ضد شعبك الكردي أيضا في مرتبة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم؟.
المنافق البوطي والوطنيان أحمد معاذ الخطيب وعبدالجليل السعيد
هل يمكن المقارنة بين هذه الشخصيات؟ شخصية البوطي المنافقة التي لا تراعي أسس الإسلام ولا تنتصر للمظلومين والمضطهدين بل تدعم القتلة والمجرمين، وشخصيات مثل خطيب المسجد الأموي أيضا الشيخ أحمد معاذ الخطيب الذي انشق عن نظام القاتل المجرم ليقود ائتلاف المعارضة ضده، ومن قبله الشيخ عبد الجليل السعيد الذي انشق أيضا ليعمل مع قوى المعارضة الساعية لإسقاط نظام الوحش؟. لا..لا يمكن المقارنة بين شيوخ يتقون الله ويعملون من أجل مصلحة شعبهم وشيخ بوطي لا يتقي إلا الوحش القاتل مستعملا الدين الإسلامي لنصرته الباطلة...فهنيئا لك أيها البوطي بترأسك قائمة العار السورية التي تستحقها بجدارة مخزية وعار مشين. وفي انتظار ردود شيوخ المسلمين المنصفين على هكذا تصريحات مشينة مسيئة للرسول وصحابته.
[email protected]
التعليقات