آمال نظام بشار الاسد تتضائل يوما بعد آخر، وليس هناك من شك ان المصير الذي ينتظر الاسد لن يکون بأي الاحوال کمصير الدکتاتور اليمني الفار بحيائه علي عبدالله صالح، ذلك أنه ليس أمام بشار الاسد من خيار سوى الاستمرار في اللعب و العبث بالنار و حاله هذا أشبه بلعبة الروليت الروسية لکن بفارق مهم هو ان الرصاصة التي في المسدس ليست بإمکانها محو و قتل شعب بأکمله لکنها تتمکن و بسهولة کبيرة في محو و قتل بشار الاسد.
تضعضع الموقف الصيني و التراجع الذي يشهده، و حالة الخلخلة و الشد القوي التي تطغي على الموقف الروسي، سيکون له تداعيات و تأثيرات قوية على الارض السورية و ان الاسابيع القليلة القادمة قد تشهد تغييرا و تحولا ملحوظا في مجرى الصراع الدموي الدائر بين النظام الدکتاتوري و الشعب الثائر، وهو أمر باتت الکثير من المصادر تلاحظه و تتابعه بدقة و تمعن، رغم ان النظام السوري و حليفه الاستراتيجي الوحيد النظام الايراني يرفضان التسليم بذلك و يصران على الاستماتة في الدفاع حتى ولو هدموا دمشق على رأس بشار الاسد نفسه.
الإصرار الفريد من نوعه الذي يبديه النظام السوري في السباحة ضد التيار و تمسکه المفرط بالسلطة مهما کلف الامر، لايبدو انه سيلازم بنفس الوتيرة حليفيه الروسي و الصيني، ذلك أنهما و عندما يجدا ثمة عروض بديلة بإمکانهما تعويضهم بعض الشئ لقاء ما سيحصل من تأثيرات و تداعيات على المنطقة بعد سقوط النظام السوري، فإنهما سيفکران بجدية في تلك العروض و لن يفرطا فيه من أجلquot;نظام ميتquot;لامحالة، ولاريب من أن النظام الايراني سيبقى لوحده المدافع الذي لايمل من القتال في سبيل بقاء الصنم السوري واقفا على قدميه، لکن يجب في نفس الوقت الإشارة الى ثمة نقطة مهمة و هي ان دفاع النظام الايراني إکتسبت طابعاquot;طائفياquot;، إنسحب ليس على المشهد السوري لوحده وانما على المنطقة الى حد ما.
نظام بشار الاسد الذي يشهد يوميا تزايد الرفض الشعبي له، يسعى من جانبه أيضا للتفنن في أساليب و طرق القتل و القمع و الجريمة و يبتدع أنماطا غير مألوفة وقد نقرأ بعد سقوطه الذي لاشك فيه أمورا غريبة عن الابداعات الاجرامية الفريدة من نوعها لهذا النظامquot;الممانعquot;وquot;المتصدي و المقاومquot;ضد شعبه فقط، غير ان التمعن في تفاصيل المشهد السوري يظهر لنا ان قمع النظام السوري لشعبه يعتمد و بشکل رئيسي على دعم و إسناد النظام الايراني و کل من يدور في فلکه، بل وانه يکاد أن يکون مقاتلا بذراع النظام الايراني نفسه بعد أن quot;کل و ملquot; ذراعه من البطش بالشعب الاعزل، وهذا الرئيس المحاصر من قبل شعبه و الذي يحمل اسم ملك الغابة، يظهر انه يواجه مقاوميه بأنياب هي غير أنيابه التي فقدها منذ الايام الاولى من هذه المواجهة الدامية، لکن هذه الانياب التي وفرها له حلفائه في طهران ليست بتلك الانياب القوية و التي يمکن الرکون إليها وانما هي منخورة!