شاهدت في إحتفال رائع حفل تسليم السطة في قاعدة الهايكستب العسكرية خارج القاهرة، حيث قام المجلس العسكري بتسليم السلطة كما وعد في 30 يونيو 2012 إلي الرئيس المنتخب محمد مرسي، فشكر وتحية خاصة إلي الجيش المصري الأصيل الذي تحمل الإهانات لما يقرب من سنة ونصف وسمع هتافات الغوغاء تهتف:quot;يسقط .. يسقط حكم العسكرquot; ولم يفعل شيئا وسمع قائده الغوغاء يهتفون:quot;الشعب يريد إعدام المشيرquot; ولم يفعل شيئا، وحتى بالأمس ما زال ميدان التحرير ملئ بتلك الهتافات القميئة، بل وأسوأ منها أترفع عن ذكرها.

وقد أوفي الجيش بكل وعوده وحما الثورة وحما الإنتخابات، ووقف فعلا على مسافة واحدة من كل مرشحي الرئاسة، وعندما قال لن نرشح أي من أعضاء المجلس العسكري لمنصب الرئاسة أو أي منصب آخر أوفي بوعده (ليس كبعضهم) وكان بإمكانه في ظل حالة الفوضى التى صاحبت ثورة 25 يناير أن يعلن الحكم العسكري ويعين حاكما عسكريا للبلاد لفترة قد تمتد لسنوات، ولكنه على العكس قام بإلغاء حالة الطوارئ التى إستمرت لثلاثين عاما.
وصبر المجلس العسكري صبرا يجعل أيوب يبدو عصبيا!! صبر حتى على أبناء شعبه الذي حاولوا الهجوم على مقر وزارة الدفاع ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة في سابقة هى الأولي في تاريخ مصر،( ويمكن في تاريخ العالم) أن يهاجم الغوغاء على مقر المؤسسة التى تحميهم مثلما هجموا مسبقا على وزارة الداخلية و مقار أقسام الشرطة والسجون وأخرجوا المجرمين من السجون كل هذا بحجة أنهم ثوار.
ولهذا أود أيضا أن أحيي الشرطة المصرية على أداءها لأنها تحملت الإهانات من كل شكل ولون وأحرقت مقارها وإستشهد منهم العشرات دفاعا عن مقارهم ولم يذكرهم أحد عندما نذكر شهداء الثورة، بل وتم ذبح بعض الضباط عند إقتحام مقار بعض أقسام الشرطة، ونسينا أن نواسي أهاليهم، بل إن البعض إعتبر بعض المجرمين والبلطجية الذين هاجموا أقسام الشرطة والذين قتلوا أمامها إعتبروهم في عداد الشهداء بينما أنكر لفظ الشهيد على الجندي الذي إستشهد برصاص البلطجية وهو يحمي مقر قسم الشرطة.
وإذا كنا نشتكي من خلل الأمن بمصر فذلك لأننا كسرنا إرادة الشرطة بالإهانات والإهمال، ولكي نعيد كرامة رجل الشرطة يجب أن نحيي شهداء الشرطة أولا، ثم يجب أن نحسن من وضع رجل الشرطة المادي والإجتماعي، بداءا من جندي المرور الذي يقضي الساعات في الشمس محاولا ضبط المرور ولا حياة لمن تنادي، نهاية بمأمور القسم الذي يحمينا من المجرمين.

وأخيرا وليس آخرا أحي قضاة مصر العظام الذين أثبتوا أنهم رجال قانون بحق وكان لسبب وحدتهم وتمسكهم بالشرعية لوصولنا لتلك المرحلة بسلام، وتحملوا إتهامات التزوير والرشوة وللأسف صدرت تلك الإتهامات ممن يدعون أنهم ثوار والذين يريدون أحكام تفصيل على مقاسهم، فإن جاءت على مزاجهم هتفوا بقضاة مصر العظام، وإن لم تكن على مزاجهم هتفوا:quot;الشعب يريد تطهير القضاءquot;، وخرج علينا بعض القضاة المرتزقة على أنهم quot;قضاة من أجل مصرquot; يستبقون الأحداث ويعلنون نتائج الرئاسة المصرية قبل إعلانها رسميا، متخطون ومهملون للشرعية بدون أن يكون لهم أي صفة، وقد نقبل هذا على مضض من الغوغاء ولكن أن نقبله من القضاة فهذا غير معقول والأحرى أن يتم تحويل هؤلاء القضاة للمحاكمة لأنهم حاولوا أن يضعوا شعب مصر وشرعيته أمام الأمر الواقع بالإبتزاز الرخيص، لذلك أتقدم بتحية خاصة إلى القاضي الرائع فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا والذي quot;بستفquot; كل من هاجم القضاء بلغة عربية جميلة قوية مهذبة، وأتمنى له معاش هادئ إبتداء من أول يوليو 2012 بعد أن أخذ مصر لبر الأمان.

وفي النهاية أنا مع الرئيس محمد مرسي عندما قال اليوم في حفل تسليم السلطة: quot;لن ننظر للخلف ولن ننظر تحت أقدامنا، بل سننظر للأمام دائماquot;.

[email protected]