مللنا من الدعاية الإنتخابية الرخيصة والتي تقول :quot;إنتخبوا مرشح الأخوان الذي سيطبق شرع اللهquot; وكأن منافسه سيطبق شرع quot;الشيطانquot;؟؟!! ويصرخ كل المتأسلمين في العالم يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية وأنا أفهم أن المطالبة بنشر الإسلام في بلاد لا تؤمن بأي دين، ونشر الدعوة هناك مثلما فعل ويفعل المبشرون المسيحيون، ولكن ما لا أفهمه أن يطالب المتأسلمون بتطبيق الشريعة الإسلامية في بلد مثل مصر، وكأننا في مصر أصبحنا كفار قريش!! مصر هي بلد الأزهر الذي نشر الإسلام وتعاليمه في ربوع العالم، والذين يريد المتأسلمون في مجلس الشعب المصري هدمه اليوم لأن وسطيته لا تعجبهم (وقد جعناكم أمة وسطا).
تعالوا لنرى إن كان غالبية المصريون مسلمون يطبقون شرع الله أم لا:
بني الإسلام على خمس: الشهادتين، الصلاة، الزكاة، صوم رمضان، الحج.:
الحمد لله المصريون أكثر دول العالم الإسلامي تدينا يقولون الشهادتين يوميا حتى في حديثهم العادي، فعندما يختلف معك أحد المصريون معك في الحديث يقول لك: لا إله إلا الله منك ياشيخ، أو يقول لك أثناء حديث عادي جدا: صليت بينا ع النبي ، وكمان زيد النبي صلاة، (ومن قال لا إله إلا الله دخل الجنة).
والمصريون أكثر شعوب الأرض يصلون ويكفي ن ترى عدد المساجد في مصر، والحمد لله كلها مليئة حتى في صلاة الفجر، وفي صلاة الجمعة يفترش الناس الشوارع لإمتلاء المساجد والحمد لله،
والزكاة والحمد لله يدفع معظم المسلمون نصاب الزكاة،
والصوم والحمد لله كل المصريون يصومون، حتى أن بعض المسيحيون يحتفلون معنا برمضان وأكلاته ومسلسلاته، وقد بدأت الصوم من سن السابعة مثل كل الأولاد أقراني، وكنا نغني أغنية إرهابية ونحن صغار ضد من يفطر في رمضان: quot;يافاطر رمضان يا خاسر دينك... كلبتنا السودة حتقطع مصارينكquot; فإذا لم تصوموا خوفا من الله فسوف تصومون خوفا من الكلبة السودة!!
أما الحج فإن المصريون أكثر شعوب الأرض أداء لفريضة الحج وناهيك عن العمرة، والمصريون يحجون بالنيابة عن الميتين أيضا، والمصري هو المسلم الوحيد الذي يفتخر لك بأنه حج سبع مرات!! وأخترع المصريون لقبا مهما لمن يحج وهو لقب quot;الحاجquot; وهو في أهمية لقب البيه والباشا واللورد كمان!!
إذن فالمصريون هم أكثر شعوب الأرض إيمانا بلإسلام ولديهم أفضل مدرسة إلاسلامية في العالم وهي مدرسة الأزهر والموجودة في القاهرة منذ أكثر من ألف سنة ونشرت الإسلام في أنحاء الأرض ، وعلماء المسلمون في كل نحاء العالم يفخرون بأنهم خريجي مدرسة الأزهر،
والمصريون يطبقون قوانين المواريث بحذافيرها كما جاءت في القرآن الكريم، والمصريات أكثر نساء الأرض حشمة وخاصة في النصف قرن الأخير،
والقوانين المصرية (الوضعية إللي مش عاجباهم) تقضي بإعدام القاتل إن قتل عمدا مع سبق الإصرار والترصد، وتقضي بحبس السارق والمرتشي، وتقضي بمعاقبة من يتحرش بالسيدات وكما تقضي في بعض الأحيان بإعدام مغتصب البنات.
فماذا بقي من الشريعة الإسلامية لم يطبق؟؟
يريدون قطع يد السارق، ويريدون تحريم الخمر، ويريدون تحريم فوائد البنوك، ويريدون تحريم البكيني والمايوهات بصفة عامة، ويريدون تحريم الفن والموسيقى والأدب
أولا: كم سارق على مر التاريخ الإسلامي تم قطع يده؟؟ وأترك لكم الإجابة على هذا السؤال
ثانيا: كم نسبة المصريون المسلمون الذين يحتسون الخمر أو يشترونه ويخزوننه في منازلهم ؟؟ حتى يقلقنا هذا الموضوع؟؟ إذا كان بعض المسيحيون والسياح يحتسون الخمر، إيه يعني خليهم يشربوا وربنا إللي حيحاسبهم!! ولكن مسلمو مصر (وحتى معظم مسيحيوها) دائما يشربون عصير القصب والعرقسوس ولم يشربوا أبدا الخمور، حتى تسبب هذا الذعر، حتى في أيام ليبرالية الثلاثينييات وأربعينييات القرن الماضي.
ثالثا: فوائد البنوك: البنوك بشكلها الحالي لم تكن موجودة أبدا في التاريخ الإسلامي، والبنوك التي تدعي أنها إسلامية حاليا إنما هي بنوك عادية لا وجود لإسلاميتها و لا حتى في خيال أصحابها أو مشايخهها، ولكنه أسلوب لإبتزار أموال المسلمين بدون أن يدفع لهم عائد على أموالهم، تلك البنوك الإسلامية تطلق على الفوائد أسماء دلع أخرى، ولكنها تدار بنفس طريقة البنوك العادية.
رابعا: الملابس والمايوهات والكلام الفاضي ده، كم مصرية ترتدي المايوه الآن؟؟ ألا ترون شواطئ مصر وأصبحت مليئة بالبنات والسيدات ينزلن البحر بالجلاليب؟؟ ألا ترون الحجاب والنقاب وقد إنتشر في مصر إنتشارا لم يكن موجودا أيام المماليك؟
خامسا: يريدون هدم الفنون والوسيقي والآداب لأن روادها وقادتها هم المنافسين الحقيقيين لطلاب السلطة المتأسلمين، وهذا لن يحدث بإذن الله. فالله جميل يحب الجمال، وهم يحبون القبح.
....
فنخلص من هذا أن الإسلام موجود في مصر منذ أربعة عشر قرنا بشعائره وشرائعه بدستور أو بدون دستور، سواء أراد الأخوان والمتأسلمون ذلك أم لا، سواء أراد quot;الفلولquot; أم لا، لذلك فإن إستخدام الدين الإسلامي للوصول إلي السلطة هو نوع من النفاق، (المنافقون في الدرك الأسفل من النار). وقد أظهرت نتائج المرحلة الأولي من إنتخابات الرئاسة أن المصريون قد quot;فقسواquot; الأخوان وعرفوا أنهم أخوان سلطة لا أكثر ولا أقل، وأنهم مثل غيرهم من السياسيين يكذبون ويخلفون وعودهم ويلوون الحقائق لمصلحتهم ويزورون ويعملون ترزية قوانين مثل غيرهم من فلول الحزب الوطني، لذلك إنخفضت شعبيتهم في الشارع المصري إلي أقل من النصف في خلال أقل من ستة أشهر علي تواجدهم في مجلس الشعب.
[email protected]