اراد نجم عبد الكريم الشهرة بالمجان على حساب الكرد ولكن يبدو انها ستكون باهظة. ارادها من خلال مقالة مشؤومة ينال فيها من شعب باكمله ودونما هدف سوى الحقد والانتقام.
من حق اي كاتب ان ينتقد حكاما واحزاب وسياسيين وافراد ووو..الخ ضمن حدود الاخلاق والموضوعية. اذا حاول كاتب ما التهكم والازدراء تحت ذريعة النقد فانها تدل على تعري صاحبها امام الناس ليصدرون حكمهم العادل فيهم.

اما اذا وصل التهكم بان يشمل شعبا باكمله من خلال رموزه عندها يعتبر الفعل جريمة ويعاقب عليه القانون حسب الدولة التي ينتمي اليها.
السيد نجم اقدم على ارتكاب هذه الجريمة من خلال مقال له في جريدة ايلاف. لقد تعرض سيد نجم الى رمزين مقدسين لدى الكرد وهما الزعيم الكردي الخالد الملا مصطفى برزاني والشمس الكردية التي خلقها الله وقدسها الكرد منذ الازل.

اسلوب التهكم لدى الكاتب اماط اللثام عن فكر واخلاق صاحبه والقراء يعرفون ذلك. معظم مقالات السيد نجم تنضح بالسباب والشتائم وهو يدل على
فشل في عالم الصحافة. هنا تجدون مثالا آخر عن اسلوبه وقد جاءه الرد كما يستحق:

الملا مصطفى برزاني هو اقدس مقدسات الكرد وهو يحتل اطهر مكان في ضمير ووجدان كل كردي اينما وجد. فهو الزعيم الذي افدى كل لحظة في حياته في سبيل تحرير شعبه.
وهو الذي علمنا نحن ابناؤه الكرد الاخلاق والمبادئ السامية وعلى رأسها نبذ الحقد والانتقام والعنف. كان قمة في التواضع الذي هو جوهر الانسان وهو التقي المؤمن.
ليس من الممكن الاسترسال في سرد خصاله خوفا من جرثومة التملق التي كان يمقتها هو ايما مقت بالاضافة الى استهجانه لكل انواع المديح واصحابه.

لقد وصل الامر بالكاتب الى التهكم بكلمة الملا. الملا يا سيد نجم لدى الكرد له وقع خاص اذ انه لقب يطلق على ائمة المساجد ورجال الدين في المجتمع الكردي. ثم ان الملالي الكرد كانوا من الاوائل الذين حملوا لواء التوعية القومية في النصف الاول من القرن الماضي بشكل خاص قبل ان يصل الجيل المتعلم ليكمل الرسالة فيما بعد. لهذ فان لقب الملا كلمة عزيزة على قلوب الكرد وعندما تكنى الملا مصطفى بها دخلت الكلمة الى مصاف المقدسات لدينا.

الشمس خلقها الله واتخذها الكرد لهم رمزا دينيا مقدسا والتي تعود تاريخيا الى الديانة الايزدية الكردية العريقة. نحن نعلم جيدا الاحكام المسبقة في العقل الباطن لدى الكثيرين عن المعتقدات الايزدية، ولكن هذه الديانة التي تعود الى آلاف السنين قبل الميلاد هي ديانة سمحاء تقدس الخير والصدق وهي لا تقل عن الديانة المسيحية في مبادئ المحبة والسلام بين البشر.

هكذا نحن الكرد نجمع بين الايزدية والاسلام في رموزنا وتآلفنا ولا يتضرر منه احد، علما اننا نحترم كل الاديان والمعتقدات مهما كانت لانها نتاج العقل الانساني الذي وهبه الخالق لعباده.


لقد جعل نجم عبد الكريم من نفسه هدفا للمساءلة والذي ارجو ان يكون حضاريا وليس بالاعتداء والانتقام العشوائي او بالشتائم، بل عن طريق القضاء سواء في اقليم كردستان او عن طريق محاكم الدولة التي يتواجد فيها سيد نجم.

لم يكن في نيتي الرد على السيد نجم ولكن اضطررت الى ذلك عند قراءتي لمقاله الثاني حيث اشار الى ان البعض من الكرد اقد موا على نفس الجريمة التي ارتكبها نجم وهو التهكم بالشعب العربي.

في مقاله الثاني لم نجد لدى سيد نجم فضيلة الاعتذار عن ما ارتكبه من خطأ وهو امر متوقع منه.

الا انني اعتذر الى الشعب العربي كله لما بدر من بعض الجهلاء او اصحاب النيات السيئة من المحسوبين على الشعب الكردي للتعرض الى كرامة ومقدسات الشعب العربي.
في المحصلة يكون سيد نجم هو الذي شتم العرب بسبب فعلته موضوع البحث. اذ ان كل من يريد الحفاظ على كرامته ومقدساته، عليه عدم التعرض الى كرامة ومقدسات الآخرين.الا ان المؤسف هو ان الشعوب تصبح ضحايا لهؤلاء الموتورين.

طبيب كردي سوري