يتساءل الكثيرون عن مصداقية قناة الجزيرة وموضوعيتها وحيادها بعد كل هذه السنوات الطويلة من التميز الإعلامى. ثالثا الصراعات السياسية مثل تعارض دولة قطر مع السعودية وجلبها لأكبر قاعدة أمريكية فى المنطقة وآثار تأزم العلاقات بين البلدين ثامنا تسويقها لإعلاميين ونفخهم كمفكرين كبار والحقيقة لافكر لهم، وتجاهل الكثير من المفكرين الحقييين العرب بسبب استقلالية مواقفهم وصراحة مبادئهم ووضوح رؤاهم
لاشك أن القناة كانت وقت ظهورها تمثل نقلة نوعية فى العالم العربى فى الأداء الإعلامى خصوصا وأن كادرها الأساسى كان يعمل فى إذاعة بى بى سى البريطانية العريقة وقد تعلم من إعلام راقى متميز وهو الإعلام البريطانى. لكن ذلك لايمنع من نقدها الحقيقى الذى لا يجرؤ عليه إعلاميون لأنهم يخافون من توتر العلاقة مع هذه القناة، ومنعهم من الظهور على شاشتها رغم أن بعض الناقدين لها وعلى الهواء مباشرة لازالت تستضيفهم مما يجعلها أرقى من الكثير من القنوات التى لايتسع صدرها للنقد
أولا إن ميزانيتها كاملة من دولة قطر كما اعترف مدراؤها وهذا يجعلها تحابى الدولة المستضيفة فى كثير من سياساتها وأجندتها وتغافلها عن انتهاك حقوق الإنسان هناك كذلك تعمل برامج ضد دولة خليجية مجاورة عندما عاشت أزمة معها مستضيفة يوميا معارضيها ثم توقفت فجأة بمجرد تحسن العلاقات معها
ثانيا سيطرة التيار الدينى وخصوصا الإخوان المسلمين فقد كان مديرها وضاح خنفر، وأمثال أحمد منصور وغيره وأجندتهم واضحة جدا فضلا عن طرح مرجعية دينية وهو الشيخ يوسف القرضاوى للأمة كلها بديلا عن المرجعيات الأخرى رغم تناقضاته الكثيرة وتهافت خطاباته. لقد اعتبر القرضاوى مقدسا للجزيرة حتى أنها طردت العديد من عمالها لمجرد اعتراضه على رأى من آراء القرضاوى العجيبة والغريبة كما حصل لصاحب برنامج رائع (الكتاب خير جليس) لمجرد نقد بسيط للقرضاوى كتبه فى مقال فى إحدى الصحف
من آثار سيطرة التيار الدينى هو إخراج أربعة إعلاميات بدعوى واهية هى احترام الحشمة فى اللباس ولم يخالفا الإحتشام لكنها السياسة الإسلاموية فيها وفق أجندة وراء الكواليس.
رابعا أصحاب البرامج مثل أحمد منصور وهو يستضيف رجال الإخوان المسلمين كأنهم صانعى الثورات بينما هم ليسوا كذلك، وغسان بن جدو وانحيازه الواضح للنظامين السورى والإيرانى وأجندتهما، وفيصل القاسم الذى يدارى وجها معينا لكنه ينقضّ على الآخر فى الإتجاه المعاكس فيما هو أشبه بصراع الديكة وصلت أحيانا إلى السباب والشتم والضرب بالأيادى...
خامسا عدم مصداقيتها فى بعض التقارير مثلا تقرير السجون الجديدة فى اليمن عن طريق مراسلهم هنالك، هو تقرير قديم فى العراق عام 2004 كما اعترفوا لاحقا وربما هناك ما لم يعترفوا به كما قال الإخوانى وضاح خنفر.
سادسا إبراز أشخاص سياسيين بوجه كبير وإعطائهم مساحة واسعة كبيرة حيث لايستحقونها بينما إغفال شخصيات وإعلاميين وسياسيين ووجهات نظر حقيقية فى أجندة غير مهذبة
سابعا إنشدادها إلى وثائق ويكيلكس بشكل كبير فى البداية ثم انحسار وغياب ذلك بعد ما كشفت ويكيلكس عن علاقات مسؤولين فى الجزيرة مع أجهزة عالمية وإقالة مديرها وغيرها.
هذا ما حصل من تصديرها لعزمى بشارة كمفكر عربى منحصر به ثم تظهر لنا حوارا من داخل القناة بأنه يرفض ثورة سوريا ويرفض سؤاله عنها بينما يدعو إلى تضخيم ما يحصل فى دول أخرى مما يعد فضيحة من العيار الثقيل لقناة تدعى الحيادية وتزعم الموضوعية.
تاسعا بعض المراسلين غير حياديين فى نقل تقاريرهم وقد انكشفت بعض الأخطاء والخطايا كما هو واضح.
عاشرا المعايير المزدوجة فى التعامل مع الدول والقضايا والثورات.
أحد عشر دورها فى الثورات العربية ودعم أحزاب إسلامية معينة للوصول إلى السلطة كالإخوان فى مصر وتونس وليبيا علما أن الإسلاميين ترددوا فى ثورات الشباب وناغموا السلطات ثم ركبوا الموجة وأبعدوا الشياب وتفردوا فى الزعامة فى نشوة النصر وغرور السلطة.
ثانى عشر التطبيع فى الإصطلاح والسلوك والإستضافة والترويج والتعايش ولعلها أول قناة تمارسه ليدخل كل بيت بأسلوب ذكى بارع رغم أنها من الجانب الآخر عندها مراسلون جيدون بمستوى الحدث أحيانا مثل وليد العمري.
ثالث عشر التنافس أحيانا غير الشريف مع قنوات محسوبة على دول مجاورة مما يجعلها تخرج عن الحياد والموضوعية إلى ردود الفعل العاطفية وبرامج تستغرق بعيدا عن العقل والحكمة والوعى. ولا مانع من المنافسة الشريفة بالوسائل الحضارية للتطوير والتكامل
مع ذلك كله لابد من الإقرار بأهمية هذه القناة المتميز ودورها الكبير فى كسر الكثير من الأغلال والصنمية الروتينية فى الإعلام العربى وتجاوز الخط الأحمر فى عالمنا وكيف لا، وهى تلميذة الإذاعة البريطانية العريقة ورموزها قد تتلمذوا عليها. لذلك لابد لها من قبول النقد وتطبيق شعارها المعروف فى الرأى والرأى الآخر خصوصا وقد هفت نورها وضعفت قوتها لأخطاء وملاحظات ذكرت بعضها أعلاه، عسى أن يكون النقد البناء طريقا لتهذيب وتطوير قناة الجزيرة المتميزة نحو الموضوعية والحيادية
- آخر تحديث :
التعليقات